هراري - أ ف ب، رويترز - بدأ الزيمبابويون أمس عملية اقتراع تستمر يومين في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي 78 عاماً الذي يتولى السلطة في البلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا في 1980 ورئيس "الحركة من اجل التغيير الديموقراطي" معارضة مورغان تسفانجراي. ولن تعلن نتائج الانتخابات قبل 12 او 13 الشهر الجاري. ولم يخل اليوم الاول من الانتخابات من أعمال شغب، اذ أصيب 12 شخصاً بجروح على أيدي عناصر شرطة مكافحة الشغب في كوادزانا، احدى ضواحي هراري الجنوبية، لدى تفريقهم ناخبين كانوا يصطفون في طابور انتظار طويل. وكان الآلاف اصطفوا لساعات طويلة امام مكتب اقتراع في هذه الضاحية الشعبية منذ ساعات ولم يتمكن سوى عدد صغير منهم من دخول المكتب للادلاء بصوته. وحدث تدافع بعد ان نفد صبر الناخبين في طابور الانتظار فانهالت قوات مكافحة الشغب على العديد منهم بالضرب وبعضهم على رأسه، واستخدمت ايضاً غازات مسيلة للدموع. اتهامات واتهمت حركة التغيير الديموقراطي معارضة نظام الرئيس موغابي بعرقلة سير الانتخابات عمداً بمنع الناخبين من الادلاء بأصواتهم. وقال متحدث باسم الحزب ان "اتحاد زيمبابوي الوطني الافريقي- الجبهة الوطنية الحاكم يشارك في محاولة اخيرة لمنع الناخبين من تنحيته عن السلطة ويعرقل العملية الانتخابية". وخلال سنتين، نجح تسفانجيراي، النقابي السابق الذي سيحتفل بميلاده الخمسين اليوم، في فرض نفسه كمرشح وحيد قادر على الحاق الهزيمة بموغابي على رغم حملة انتخابية اتسمت بالعنف واقرار قوانين قمعية واجراء تعديلات على القانون الانتخابي حتى عشية عملية الاقتراع. وأفاد مراسل "فرانس برس" ان حوالى 150 ناخباً وقفوا في الطابور امام مدرسة في وسط هراري ديفيد ليفينغتون سكول تحولت الى مركز تصويت بانتظار ان تفتح المدرسة أبوابها ايذاناً بالبدء بعملية الاقتراع. وكان البعض منهم ينتظر منذ الساعة الثالثة فجراً. وبين الناخبين، حضر حوالى عشرين شخصاً من الاقلية البيضاء للقيام بواجبهم الانتخابي، لكنهم اعلنوا انهم ليسوا متأكدين من ورود اسمائهم على السجلات الانتخابية لأن الحكومة قررت اخيراً حرمان قسم من البيض في البلاد من مواطنيتهم. وفي ضاحية مباري الشعبية في جنوب هراري اصطف مئات الاشخاص في الطابور قبل فتح مكتب الاقتراع الذي اقيم في خيمة قرب السوق الخالية تماماً من المتسوقين، لأن الحكومة جعلت من السبت الانتخابي يوم عطلة. احتجاز مزارعين بيض وقال مسؤولون ان الشرطة احتجزت 12 مزارعاً من البيض بعد مصادمات مع متشددين من انصار موغابي وقعت قبل ساعات من بدء الانتخابات الرئاسية. وقال اتحاد المزارعين التجاريين ان عشرة مزارعين كانوا توجهوا لنجدة اثنين من رفاقهم خطفا مساء الجمعة اثناء قيامهما بنقل مندوبين انتخابيين لحركة التغيير الديموقراطي المعارضة في رافينجورا شمال غربي هراري. وأوضحت جيني ويليامز الناطقة باسم اتحاد المزارعين التجاريين ان مجموعة المزارعين البيض عثرت على المزارعين محتجزين لدى شبان موالين لحزب موغابي. واضافت ان الشرطة وصلت في وقت لاحق واعتقلت المزارعين البيض. ويتهم موغابي المزارعين البيض بتأييد منافسه تسفانجيراي. وفي حادث آخر احرق منزل مزارع ابيض حتى سوي بالأرض قرب كويكوي في وسط زيمبابوي مساء الجمعة على يد شبان يعتقد انهم من انصار موغابي. وتعيش زيمبابوي في ازمة منذ شباط فبراير 2000 عندما بدأ متشددون يقودهم قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب التحرير في أعوام السبعينات غزو المئات من المزارع المملوكة للبيض بتشجيع من الحكومة.