دعا الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبتيين، من منفاه في نيودلهي أمس، المجتمع الدولي الى "المساعدة" على حل الأزمة في التيبت. وقال الدالاي لاما خلال مؤتمر صحافي:"ليس لدي سلطة سوى سلطة القضاء، والحقيقة، والصدق. لذا، أدعو المجتمع الدولي الى المساعدة، أرجوكم". وقال الزيم الديني للتيبت بعدما شارك في جلسة صلاة وتأمل مع رهبان بوذيين آخرين،"انا عاجز هنا، لا يسعني إلا الصلاة". وأضاف الدالاي لاما الحائز جائزة نوبل للسلام عام 1989:"نحن منفتحون... وننتظر"، مجدداً الدعوات الى بكين لفتح حوار. وسبق أن دعا الدالاي لاما أول من أمس بكين الى فتح حوار لحل الأزمة في التيبت، مجدداً التأكيد انه لا يسعى الى الاستقلال ولا الى إفشال دورة الألعاب الأولمبية، في مؤشر إضافي الى عزمه على التهدئة مع بكين. وعرضت الصين التعويض على عائلات المدنيين الذين قتلوا في أعمال العنف في لاسا، عاصمة الإقليم. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا في تقرير بأن اي شخص جرح في الفوضى التي عمت لاسا بعد أيام من التظاهرات، من حقه الحصول على رعاية طبية مجانية. وأصبحت الاضطرابات في التييت ورد الصين، محل الاهتمام العالمي، قبل أشهر من بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في آب أغسطس المقبل. ونقلت شينخوا عن بيان أصدرته حكومة التيبت ان كل عائلة من عائلات القتلى ستحصل على 200 الف يوان 28530 دولاراً. وتفيد وسائل الإعلام بأن"إجراءات ستتخذ لمساعدة الناس على إصلاح المنازل والمتاجر التي تضررت في الاضطرابات، او بناء أخرى". وأول من أمس، أغلقت الشرطة الصينية الأحياء الإسلامية في لاسا، بعد أسبوعين من إحراق متظاهرين مسجد المدينة. وحظر الشرطة دخول الأحياء إلا للمصلين أو سكان المنطقة، بدون أن تتضح الأسباب الحقيقية للخطوة، علماً بأن إحراق المسجد جاء انتقاماً من عرقية"هو"الصينية المسلمة، التي يتحكم أفرادها بمفاصل التجارة في الإقليم. ويعيش في لاسا قرابة 1500 مسلم من عرقية"هو"وفق الإحصاءات الرسمية. في موازاة ذلك، أعربت منظمة"الحملة الدولية من أجل التيبت"عن قلقها على مصير الرهبان في التيبت. جاء ذلك فيما أعلن مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية، أن وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون سيعرب عن الهواجس الأميركية المتعلقة بالأزمة في التيبت خلال زيارته الأسبوع المقبل الصين. وأكد آلن هولمر المسؤول عن البعثة الأميركية في الصين ان"جميع المسؤولين الأميركيين يعربون عن هواجسهم في شأن التيبت، وسيحصل الأمر نفسه خلال هذه الرحلة". ودعا الرئيس الأميركي جورج بوش الصين قبل ساعات، الى التحاور مع مندوبي الدالاي لاما، والى ضبط النفس في التيبت، بعد يومين من إعرابه هاتفياً عن"قلقه"للرئيس الصيني هو جينتاو. وسيتوجه بولسون الى الصين في الثاني والثالث من نيسان ابريل ليناقش مختلف الملفات الاقتصادية. وأكد هولمر أن سعر صرف اليوان سيكون أيضاً أحد مواضيع النقاش، معرباً عن ارتياحه لارتفاع قيمة العملة الصينية في السنتين الأخيرتين. وسيتطرق بولسون أيضاً الى مواضيع تتصل بالطاقة والبيئة في خطاب سيلقيه عن التعاون الأميركي - الصيني. وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن اعتقادها بأن لا فائدة من مقاطعة الألعاب الأولمبية في الصين على خلفية أحداث التيبت، مشيرة إلى أن المقاطعة التي قادتها واشنطن لأولمبياد موسكو في عام 1980، احتجاجاً على الغزو السوفياتي لأفغانستان، كانت"عقيمة". وفي مقابلة مع صحيفة"واشنطن تايمز"، قالت رايس: إنها ستكون إهانة للشعب الصيني إذا قاطعت واشنطن حفلة الافتتاح أو الألعاب الأولمبية بحد ذاتها. وتابعت:"أرى الأمر على أنه إبقاء للعهد مع الرياضيين الذين تدربوا طوال حياتهم من أجل هذه الخطوة، ولا يتعين حرمانهم منها". وترك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الباب مفتوحاً لاحتمال عدم حضور حفلة الافتتاح في أولمبياد بكين، بسبب طريقة تعامل الصين مع اضطرابات التيبت.