قتل نحو 45 من رجال قبيلة أفريدي الموالية للحكومة، في تفجير انتحاري نفذه فتى في الثالثة عشرة من عمره لدى عقد اجتماع قبلي جيرغا في بلدة زرغون في منطقة درة أعظم شمال غربي البلاد لمناقشة الحد من نفوذ"طالبان باكستان". وأشارت مصادر الداخلية الباكستانية الى ان شيوخ قبيلة أفريدي ناقشوا في ال"جيرغا"فرض عقوبات قاسية على كل من يؤوي مقاتلي"طالبان"أو يدعمهم، في المنطقة التي اشتهرت طيلة عقود بصنع السلاح الخفيف والمتوسط. وعرف بين القتلى الزعيم القبلي نور زمان افريدي المرشح المستقل الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الاشتراعية الأخيرة. جاءت"المجزرة"بعد أقل من شهر من استعادة الجيش السيطرة على المنطقة التي تربط بين مدينتي بيشاور وكوهات عبر نفق طويل يعبر أحد الجبال، من دون ان يمنع ذلك مسلحين موالين ل"طالبان"من الاستيلاء على أربع شاحنات عسكرية كانت تنقل أسلحة وذخيرة الى الجيش في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان. وجدد التفجير الانتحاري المخاوف من عودة المواجهات بين الجيش والمسلحين المتشددين الذين أعلنوا قبل أيام انتهاء الهدنة التي التزموا بها من جانب واحد مع القوات الحكومية، وذلك بعد تعرض منزل في بلدة كالوشا في اقليم جنوب وزيرستان لقصف صاروخي اسفر عن مقتل 13 شخصاً بينهم مقاتلون عرب من"القاعدة". وبعدما حصدت التفجيرات الانتحارية والعمليات العسكرية في مناطق القبائل وإقليم سوات نحو مئة قتيل في الأيام الخمسة الأخيرة، بدأ التدهور الأمني يؤثر في موقف الجيش الباكستاني الذي اعلن قبل نحو أسبوع ان جنوده سيطروا على أكثر من تسعين في المئة من إقليم سوات. وأشارت مصادر رسمية في إسلام آباد الى انها تدرس حالياً إمكان العفو عن قائد المسلحين المتشددين في سوات الملا فضل الله، تمهيداً للتفاوض معه لوقف عمليات أنصاره في الإقليم. وكانت الحكومة لمحت قبل نحو شهر إلى إمكان الإفراج عن الملا صوفي محمد، مؤسس حركة"تطبيق الشريعة الإسلامية"التي قادها صهره الملا فضل الله، بعد سجن صوفي لدى عودته من أفغانستان إثر سقوط نظام"طالبان" نهاية العام 2001. ودعت الأحزاب الباكستانية التي فازت في الانتخابات الاشتراعية والحزب الحاكم المؤيد للرئيس برويز مشرف إلى إعادة النظر في السياسة التي يتبعها الجيش في مناطق القبائل وإقليم سوات، ووقف العمليات العسكرية وإطلاق حوار مع المقاتلين القبليين في المنطقة يضمن السلام والاستقرار، مع تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية لمصلحة السكان.