قتل 30 شخصاً على الأقل، بينهم 21 جندياً باكستانياً، في هجوم استهدف آلية عسكرية في اقليم سوات شمال غربي أمس، غداة إرسال الجيش حوالى 2500 جندي إلى الاقليم، لإنهاء سيطرة حركة"تطبيق الشريعة المحمدية"الموالية ل"طالبان"عليه، وإرساء الأمن بعدما نفذ مقاتلو الحركة عمليات تفجير وهجمات استهدفت القوات الحكومية. وأوضحت وزارة الداخلية الباكستانية ان الآلية التي تعرضت لانفجار لغم أرضي جرى التحكم به من بُعد، كانت كميات من الذخائر والأسلحة، ما تسبب في سقوط قتلى كثيرين، علماً ان قائد الحركة الملا فضل الله المطلوب لدى السلطات للاشتباه في صلته بتفجير مقار أمنية، كان توعد بقتل عدد كبير من عناصر الجيش التي نشرت في الإقليم. وقال الملا فضل الله أمام حشد ضم آلافاً من أنصاره في بلدة دهري القريبة من مينكورة، مركز إقليم سوات:"مستعدون للتضحية بدمائنا في سبيل الإسلام، في مقابل جاهزية القوات الحكومية لهدر أرواحها في سبيل أميركا والدولارات والرئيس برويز مشرف". وأفاد شهود فروا من المنطقة أن مقاتلي الحركة"المحمدية"بدأوا حفر خنادق في سوات منذ مدة، لمواجهة القوات الحكومية التي وضعت متاريس ونقاط تفتيش عند مداخل الإقليم، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج إلا بعد التدقيق في هوياتهم. وبانتشارها الأخير، أصبحت هذه القوات بين"فكي كماشة": المقاتلون القبليون في اقليمي شمال وزيرستان وسوات من جهة، والمسلحون في باقي المناطق القبلية المحاذية للحدود مع افغانستان. وجاء التصعيد قبل أيام من بت المحكمة العليا مسألة دستورية فوز مشرف في الانتخابات الرئاسية التي خاضها في ظل احتفاظه بمنصبه العسكري. وأفضت مداولات المحكمة حتى مساء أمس الى عدم دستورية ترشحه، فيما اتهمت المعارضة الحكومة بمحاولة ترهيب المحكمة عبر التهديد بفرض الأحكام العرفية، في حال الغت فوز الرئيس بولاية ثانية. على صعيد آخر، شددت الحكومة اجراءات حماية زعيم المعارضة البرلمانية المستقيل الملا فضل الرحمن، بعد تلقيها معلومات استخباراتية عن احتمال تعرضه لهجمات انتحارية بدعم"من خارج الحدود"، اي أفغانستان، علماً ان مسلحين اغتالوا في مدينة بيشاور الشهر الماضي الملا حسن جان، أحد كبار قادة"جمعية علماء الإسلام"التي يتزعمها الملا فضل الرحمن.