أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء اطهر عباس أمس، انتهاء العمليات المسلحة في منطقة دير السفلى في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، بعد يومين على بدء القصف الجوي والمدفعي لمواقع مقاتلي حركة «طالبان - باكستان»، والذي أكد الجيش انه أسفر عن مقتل اكثر من 76 مسلحاً. وتواصلت العمليات العسكرية في منطقة بونير المجاورة، حيث شارك سلاح الجو والمدفعية في قصف التلال والجبال المحيطة ببلدة داغار، الأكبر في المنطقة، وسط تقارير عن سقوط اكثر من 50 مسلحاً هناك، في مقابل اعتقال المتشددين 71 من عناصر حرس الحدود ورجال الشرطة. ولم يستبعد قائد الجيش الجنرال اشفق كياني، بعد لقائه الرئيس آصف علي زرداري، توسيع العمليات لتشمل المسلحين في إقليم وادي سوات خلال الأيام المقبلة، ما أثار انتقادات من أحزاب مشاركة في الائتلاف الحكومي والمعارضة. ودعا الحزب البشتوني القومي الحاكم في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حليف الحكومة المركزية، إلى استئناف الحوار مع الملا صوفي محمد، مؤسس حركة «تطبيق الشريعة» الذي وقع مع السلطات في شباط (فبراير) الماضي، اتفاق سلام أعلن مسلحو الحركة انسحابهم منه الاثنين الماضي. وأكد الحزب القومي ان اتفاق السلام في سوات ما زال قائماً، وأن العمل جارٍ لإنشاء دار للمحاكم الإسلامية تنفيذاً للتعهد الذي قدمته السلطات في الاتفاق. لكن رضوان الله فاروق، نجل الملا صوفي والناطق باسمه، رفض أي حوار مع حكومة إقليم بيشاور أو إسلام آباد قبل وقف عمليات الجيش بالكامل وسحب جنوده من منطقة القبائل. وحذر من ان عمليات الجيش في دير السفلى وبونير ستطلق «عاصفة قوية» من العنف في أنحاء باكستان، في إشارة إلى إمكان لجوء عدد من المسلحين في سوات وغيرها إلى تنفيذ عمليات انتحارية، أو هجمات على عدد من المراكز الحكومية في مناطق مختلفة. وأشار مسؤولون إلى تجاوز عدد النازحين من سوات وباجور مليون شخص منذ الصيف الماضي، فيما ابلغ «الحياة» رستم شاه مهمند، وكيل الداخلية السابق المفوض السابق لشؤون اللاجئين والنازحين في باكستان، أن المعارك الحالية في مناطق القبائل «تخفي مخططاً لتفريغها من السكان وجعلها منطقة عازلة بين باكستانوأفغانستان، ما يسهل سيطرة القوات الأجنبية في أفغانستان عليها، ويعزز مطالبة كابول باستعادتها باعتبارها جزءاً من الأراضي الأفغانية كانت باكستان ضمته بموجب اتفاق خط ديوراند خلال الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية». ورأى ان «المخطط قد يمهد لتقسيم باكستان». في أفغانستان، هددت حركة «طالبان» في بيان أمس، بسلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات ضد القوات الدولية وديبلوماسيين غربيين ومسؤولين أفغان، في إطار «عملية النصر»، وذلك رداً على قرار نشر 21 ألف جندي أميركي إضافي خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد ان الملا بوردار الذي يعرف عن نفسه بأنه مساعد زعيم «طالبان» الفار الملا محمد عمر وقع البيان، علماً ان الحركة حذرت مرات من عمليات جديدة، لكن مسؤولين عسكريين قللوا من هذه التهديدات. وسقط 41 من متمردي «طالبان» في عمليات نفذتها القوات الأفغانية والدولية في ولايتي هلمند واروزجان الجنوبيتين.