سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال الاجتماع التمهيدي لوزراء الخارجية العرب : مندوب سورية يتهم حكومة السنيورة ب "تنفيذ خطة أميركية" والمعلم يعتبر أن جهد دمشق وحده لا يكفي للحل في لبنان
جدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم تأييد بلاده الوصول الى "حل توافقي" في لبنان على اساس اعتبار المبادرة العربية"خطة متكاملة"، مشيرا الى ان سورية ستكون"أول المتضررين من تأزم الأوضاع"فيه. وقال المعلم ان الجهد السوري للوصول الى حلحلة"وحده لا يكفي ولا بد من أن يكون الجهد مشتركاً تقوم به كل الأطراف العربية التي لها في لبنان صداقات وتأثير، وأخص بالذكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذي يملكون تأثيراً قوياً على الأكثرية لا تملكه سورية". من جهته، انتقد مندوب سورية الدائم في الجامعة العربية يوسف الاحمد حكومة فؤاد السنيورة، متهما اياها ب"السير في خطة اميركية"، قبل ان يشير الى ان مقاطعتها القمة يعني ان قمة دمشق ستقر القرارات العربية السابقة الخاصة بلبنان. وكان المعلم يتحدث في افتتاح الاجتماع الوزاري العربي التمهيدي لقمة دمشق غدا وبعد غد، لمناقشة جدول الاعمال الذي يضم 22 فقرة. وقال:"لا يختلف اثنان بيننا على جسامة التحديات التي نواجهها وخطورة المرحلة التي نمر بها، وأمامنا جدول أعمال حافل بالمشكلات المعقدة والقضايا الساخنة، تتفق الآراء والاجتهادات حول بعضه وتختلف حول بعضه الآخر، ولكن الاختلافات أياً كانت ينبغي ألا تحجب عنا رؤية القواسم المشتركة التي يحتمها واقعنا كأسرة عربية ممتدة من مشرق الأرض العربية إلى مغربها، مصالحها مترابطة ومتشابكة وقضاياها متصلة بعضها ببعض، وما يجمعها رغم كل شيء أكثر بكثير مما يفرقها. إن الحوار الموضوعي والصريح تحت مظلة الرغبة المشتركة في الوفاق والتضامن والعمل المشترك يمكن من ايجاد حلول ناجعة لكثير من مشاكلنا بما يصون مصالح أمتنا ويلبي متطلباتها". وعن موقف سورية من عملية السلام في الشرق الاوسط، قال المعلم ان سورية"مع السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام. لكن الثابت لدينا أن إسرائيل، المدعومة بشكل لا محدود في كل ما تقوم به من الولاياتالمتحدة، ما زالت غير قادرة على امتلاك إرادة سياسية حقيقية لصنع السلام، وهي مستمرة في سياساتها وإجراءاتها العدوانية التي تتنافى والمناخ الملائم لصنع السلام". وتابع ان بلاده"تؤيد"اقتراح المجلس الوزاري العربي الاخيرة في القاهرة"الخيارات العربية تجاه استراتيجية السلام في المرحلة المقبلة". وبعدما اشار الى"الاوضاع المأساوية"في قطاع غزة جراء الحصار والعدوان، حض على تحقيق"الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لا بد من توافره للعمل الوطني الفلسطيني المجدي"، قبل ان ينوه"عاليا"بجهود اليمن للوصول الى"اعلان صنعاء"على امل ان تتبنى القمة العربية العشرون"الحصيلة"التي تم التوصل إليها في العاصمة اليمنية. وعن الاوضاع في لبنان، قال المعلم:"نتطلع إلى حل للأزمة فيه يقوم على التوافق بين مختلف الأطراف اللبنانية وبما يصون أمن لبنان واستقراره. مصلحتنا ومصلحة لبنان تقتضي حل الأزمة القائمة فيه. ونحن نقدرعالياً الجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية في سبيل التوصل إلى الحل التوافقي على أساس المبادرة العربية كخطة متكاملة". وتابع:"دعونا وما زلنا ندعو إلى أن يكون الحل في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين أنفسهم، وأكدنا وما زلنا نؤكد على الحاجة لمساعدة لبنان للتوصل الى ذلك التوافق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. إن الجهد السوري وحده لا يكفي ولا بد من أن يكون الجهد مشتركاً تقوم به كل الأطراف العربية التي لها في لبنان صداقات وتأثير، وأخص بالذكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذي يملكون تأثيراً قوياً على الأكثرية لا تملكه سورية". واذ اكد ان سورية"تريد لبنان سيداً مستقلاً ومستقراً"، زاد:"واهم جداً ومخطئ من يظن أو يريد أن يظن غير ذلك. بين سورية ولبنان روابط ومصالح أعمق بكثير مما يروج ويقال، ونحن أول المتضررين من تأزم الأوضاع في لبنان وسنكون أول المستفيدين من استقراره". من جهته، قال الاحمد انه نظراً الى"اصرار"حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على الغياب وتضييع هذه الفرصة، فإن"التوجه هو اعتماد المشاريع نفسها التي تم اعتمادها في القاهرة، في ظل غياب لبنان وطرف أساسي كان يجب ان يكون معنياً وهو المملكة العربية السعودية". وزاد:"ان حكومة السنيورة تسير في المخطط الأميركي الذي يهدف إلى استمرار بقائها، ولو جاءوا إلى هنا لسار الاجتماع بشكل صحيح وبدأت بدايات لحل الأزمة اللبنانية، فأول المستهدفين عندما يبدأ قطار الحل ذهاب حكومة السنيورة. فالأمر الطبيعي أن يكون موقف حكومة السنيورة هو هذا الموقف الذي لم يفاجئنا على الإطلاق". وعن الوضع العراقي، شدد المعلم على"أولوية الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعبا، وسيادته واستقلاله، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وانتمائه العربي والإسلامي"، مؤكدا:"أهمية تحقيق المصالحة الوطنية التي يحتاج العراق إليها. كما ندعو إلى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال وتعزيز القوات المسلحة والقوى الأمنية العراقية بما يمكنها من أداء دورها الأمني والدفاعي، وندعو الأشقاء العرب جميعاً إلى تعزيز الوجود العربي في العراق لما يعنيه ذلك من فائدة وخير للعراق في حاضره ومستقبله".