لا يزال "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ يعيش في قلوب الكثيرين. ولا يقتصر الأمر على من عاصروه فحسب، بل يتعداهم الى الأجيال الجديدة التي تردد أغاني هذا الفنان الذي أثرى الوجدان العربي بأعذب الكلمات ممتزجة بأجمل الألحان من خلال صوته وإحساسه الذي يعتبره البعض أحد الأسلحة التي ساعدته على الاستمرار طيلة 31 سنة، منذ وفاته في 30 آذار مارس 1977. وتثبت الأيام أن حليم مازال نجم الشباب المفضل وفتى أحلام الفتيات أيضاً. إذ لا يزال يتصدر قائمة استفتاءات أفضل المطربين، ما دفع البعض إلى وضع اسمه خارج المنافسة. كما تتصدر صوره أغلفة الكثير من الإصدارات الصحافية في مصر في ذكرى رحيله وعيد ميلاده، ويحرص بعضها على نشر مذكرات حليم. فيما تتزايد مبيعات ألبوماته. ويؤكد موزعو ال?"كاسيت"وال?"سي دي"في مصر أن ألبومات حليم لم تشهد نقصاناً في مبيعاتها خلال العقود الثلاثة، وتبلغ نسبة المبيعات نحو 200 ألف نسخة سنوياً. كما يؤكد متعهدو الحفلات والأفراح أن الكثير من العرسان يصرون على وضع أغنية لحليم أو أكثر ضمن أغاني ال"دي جي"في ليلة زفافهم. كما يكثر الاستماع إلى أغنية"عقبالك يوم ميلادك"في أعياد الميلاد. وما يؤكد استمرار حليم في قلوب الشباب، إنشاء محبيه أخيراً نادياً خاصاً به على موقع"الفايس بوك"الشهير تحت عنوان abdel halim hafez fan. وعلى رغم حداثة النادي، بلغ عدد المشتركين فيه نحو 2800 مشترك يثرونه بمعلومات عن"العندليب الأسمر"وبقائمة بأفلامه ال16 في تاريخ السينما المصرية، وبعض الصور النادرة له. ويستقبل النادي يومياً العشرات من الأعضاء الجدد. وينزل الشباب والكبار ألحان أغان لعبدالحليم حافظ نغمات على هواتفهم المحمولة، وبعضهم يضعها"نغمة اتصال"، ما يؤكد أن حليم لا يزال متربعاً على عرش قلوب محبيه. ويشكل استمرار شعبية حليم بهذه الكثافة حتى الآن لغزاً لدى البعض حول سبب هذا النجاح والحب االمتواصل من جمهوره له، خصوصاً مع تدهور الموسيقى وحال الأغنية حالياً. وعلى رغم اجتهاد الكثير من النقاد ومحبي الموسيقي في تفسير ظاهرة استمرار عشق الجمهور عبد الحليم، لا يملك أحد الجواب الشافي سوى الفنان نفسه الذي ترك نحو 250 أغنية، بين وطنية ورومانسية وبلهجات عربية مختلفة، بدأها بأغنية"لية تحسب الأيام"التي غناها في فيلم"بعد الوداع"عام 1953، واختتمها برائعته"قارئة الفنجان"في حفلة"شم النسيم"عام 1976.