أكدت الصين أمس، انها ستواصل عمليات القمع في التيبت ل "سحق" المناهضين لسلطاتها، بعد 12 يوماً من اندلاع اعمال العنف في المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع. وأفادت"صحيفة الشعب"الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في افتتاحيتها بأن"السلطات يجب ان تقمع بحزم التآمر الذي يهدف الى التخريب، وتسحق"قوات الاستقلال التيبتية"، مشددة على ان"1.3 بليون صيني بمن فيهم شعب التيبت لن يدعوا اي شخص او اي قوة ينسفان استقرار المنطقة"، ما يعكس تجاهل السلطات الصينية الدعوات المتكررة إلى الحوار التي وجهها المرشد الروحي للتيبت الدالاي لاما والمجتمع الدولي معاً. وأكدت الصحيفة ان"هدف زمرة الدالاي لاما هو التأثير في تنظيم الألعاب الأولمبية المقررة بدءاً من الثامن من آب اغسطس المقبل، والشعب والمجتمع للنيل من وحدة البلاد السياسية عبر التآمر لفصل التيبت عن الصين". وأعلنت بكين ان التظاهرات التي بدأت في لاسا في العاشر من الشهر الجاري بالتزامن مع الذكرى ال49 لطرد الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما الى الهند، أسفرت عن مقتل 19 شخصاً، لكن حكومة التيبت في المنفى تؤكد سقوط مئة قتيل على الاقل. وحضت الشرطة في التيبت أمس، مثيري الشغب على تسليم انفسهم، ونشرت لائحة بأسماء 21 مطلوباً تضمنت صورهم، في وقت تخشى منظمات دولية لحقوق الانسان تعرض السجناء لمعاملة سيئة. وفي اقليم سنكيانغ شمال غربي الصين المجاور للتيبت، حذرت الشرطة من اندلاع اضطرابات بتأثير من الاحتجاجات في التبت. وأورد موقع شبكة"سنكيانغ"الاخبارية على الانترنت:"سواء كان استقلال التبت أو سنكيانغ أو تايوان فالهدف الاول هو اثارة الفوضى وتقسيم الوطن الأم". وأضاف ان"استضافة بكين دورة الالعاب الاولمبية المقبلة دفع الانفصاليون في الداخل والخارج للاعتقاد بأنهم يملكون فرصة ذهبية لتشويه صورة الصين عبر احداث شغب ودمار". وكانت اليابان دعت الصين وقادة التيبت اول من امس الى فتح حوار"من دون شروط"، فيما رأى الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ان"فتح الحوار الآن ذو بعد رمزي قبل خمسة اشهر من دورة الالعاب الاولمبية". وغادر الدالاي لاما، غداة استقباله رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي، مقر اقامته في دارامسالا شمال الهند الى نيودلهي لإعطاء دروس في البوذية. وفيما تواصلت التظاهرات المناهضة للصين في مناطق مختلفة من العالم، اكدت الحكومة اليونانية انها ستتخذ"كل الاجراءات الضرورية"لتجنب عرقلة معارضين للنظام الصيني مراسم اضاءة الشعلة الاولمبية المقررة في اولمبيا غداً. وفي برلين، دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير السلطات الصينية الى التحلي بالشفافية حول الوضع في التيبت. وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة"بيلد"ان"الحكومة تقول صراحة للصينيين: تحلوا بالشفافية. نريد ان نعرف بالضبط ما حصل في التيبت". وأكد ان الصين تسيء الى سمعتها عبر منع مراقبين اجانب من تكوين صورة عن الوضع، وقال:"من ينظم الالعاب الاولمبية اليوم عليه السماح لآلاف الصحافيين بدخول البلاد، علماً ان لا احد يستطيع اخفاء شيء". وفي باريس، دعت فرنساالصين الى"الإسراع في اعادة فتح التيبت للاجانب كي يحصلوا على كل المعلومات المتعلقة بالاحداث الاخيرة، لاسيما انه تمنع وسائل الاعلام الاجنبية من دخول التيبت منذ بداية التظاهرات في لاسا". ولم يرد مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فريدريك ديزانيو على سؤال عن تأييد فرنسا، على غرار رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي والدالاي لاما ومنظمة العفو الدولية، فتح تحقيق دولي ومستقل حول اعمال العنف في التيبت. وقال:"ما يقلقنا هو عدم معرفة ما يحصل في التيبت، مشيراً الى ان"اقتراح الدالاي لاما يدرج في هذا السياق".