دعت الصين أمس، التيبتيين الضالعين في التظاهرات المناهضة لها الى الاستسلام بسرعة، مشددة على انها لم تستخدم القوة في تفريقها، محملة مثيري الشغب مسؤولية مقتل 13"مدنياً بريئاً"وعشرات من رجال الأمن، فيما اعلن قادة تيبتيون في المنفى سقوط"مئات"في لاسا ومنطقة جبال الهيمالايا. وأكد حاكم اقليم التيبت جيانغبا بونكوغ ان قوات الأمن الصينية لم تستخدم"اسلحة فتاكة بما في ذلك اطلاق النار ضد المحتجين في لاسا"، وانها تحلت"بضبط نفس كبير"في ردها على اعمال الشغب التي اندلعت الاثنين الماضي في الذكرى ال49 لنفي الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما الى الهند. ويتناقض ذلك مع روايات شهود صينيين واجانب في لاسا عن سماعهم نيران متكررة الجمعة الماضي الذي شهد التظاهرات الأكبر, وخلال نهاية الاسبوع. وأشار بونكوغ الى ان الهدوء بدأ يعود الى لاسا، في وقت استمرت اجراءات قوات الامن لمحاولة انهاء موجة الاحتجاجات. وحدد مهلة نهائية انقضت منتصف ليل أمس لتسليم مثيري الشغب"الذين ارتكبوا جرائم خطيرة في التبت"انفسهم، متوعداً بمعاملتهم بقسوة"لكن يمكن ان يتوقعوا تسامحاً اذا ابدوا ندمهم على ما فعلوا، وقدموا معلومات عن متورطين آخرين". وفي مدينة دارامسالا الهندية، اعلن البرلمان التيبتي في المنفى ان الاممالمتحدة والمجتمع الدولي يجب ان يتبلغا بان التظاهرات الكبيرة التي بدأت في لاسا ومناطق اخرى من التيبت في العاشر من الشهر الجاري ادت الى مقتل مئات التيبتيين،"بعد استخدام القوة". وأعلن البرلمان انه شكل لجنة معلومات ومراقبة بهدف جمع المعلومات الواردة من التيبت الذي يتمتع بحكم ذاتي، لكن لا يمكن ان يزوره صحافيون اجانب من دون نيل تراخيص. وجدد رئيس الوزراء في حكومة التيبت في المنفى سامدونغ رينبوشيه الدعوة الى اجراء تحقيق دولي، والتي كان اطلقها الدالاي لاما اول من امس، وقال:"نطلب من المجتمع الدولي والاممالمتحدة ارسال بعثات او لجان الى التيبت". ودعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بكين الى فتح حوار مع الدالاي لاما من اجل انهاء اعمال العنف، وقالت في طائرة اقلتها الى موسكو:"دعونا الصينيين طيلة سنوات لايجاد وسيلة للحوار مع الدالاي لاما الذي يعتبر غير انفصالي, تمهيداً لايجاد طريقة لاشراكه في معالجة الاضطرابات، وحمله على توظيف وزنه المعنوي في حل دائم وافضل للتيبت". وتابعت"آمل بأن يجدوا وسيلة لتنفيذ ذلك الآن"، متعهدة طرح المسألة مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي. وايضاً، قال رئيس الوزراء كيفن راد الذي سيزور الصين من التاسع الى الثاني عشر من نيسان ابريل المقبل, ان"الاحداث الاخيرة في التيبت تثير القلق, وادعو السلطات الصينية الى ضبط النفس". وينوي رئيس الوزراء الاسترالي الذي سيلتقي الرئيس الصيني هو جينتاو, مناقشة مسألة حقوق الانسان وتطور التبادلات والاستثمارات في الصين, الشريك التجاري الاول لاستراليا. وانتقد حزب الخضر تصريحات راد، وقارن بين دعوته الى ضبط النفس ومطالبته بفرض عقوبات محدودة على حكومة ميانمار العام الماضي حين قتلت قواتها واعتقلت مشاركين في تظاهرات طالبت بالديموقراطية. وقال بوب براون ممثل حزب الخضر في مجلس الشيوخ:"يجب ان تكون الحكومة أكثر حسماً في ما يتعلق بالتيبت، وتتحدث مع الديكتاتورية الشيوعية الصينية بصراحة حين يزور راد الصين". الألعاب الأولمبية في المقابل, رأت روسيا ان"تسييس"الوضع في التيبت"غير مقبول"، مؤكدة ان التحاور مع الدالاي لاما"شأن داخلي"للصين. وأورد بيان لوزارة الخارجية الروسية"ان موسكو كررت مرات انها تعتبر التيبت جزءاً لا يتجزأ من الصين، وان تسوية العلاقة مع الدالاي لاما شأن داخلي صيني"، وأضاف:"ان محاولات تسييس تنظيم بكين دورة الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2008 غير مقبولة", علماً ان ناشطين ومشاهير بينهم الممثل الاميركي ريتشارد غير دعوا الى مقاطعة الالعاب الاولمبية، فيما استبعد عدد من المسؤولين الغربيين والدالاي لاما نفسه هذا الخيار حالياً. وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ لصحيفة"بيلد ام سونتاغ"أول من امس، ان"عدداً من ابرز الرياضيين يفكرون في مقاطعة الالعاب الاولمبية الصيفية بسبب اعمال العنف"، وأضاف:"يشعر بعض النجوم بانزعاج حين يفكرون بالألعاب الأولمبية، حتى ان بعضهم يفكرون بالانسحاب". وعارض الاتحاد الأوروبي مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية ب"اعتبارها ليست الحل الأمثل"، وقال بات هيكي رئيس اللجنة الاولمبية الاوروبية"لم تخرج دعوة للمقاطعة من زعيم واحد في العالم، وحتى الدالاي لاما لم يطلب ذلك".وكان مئات الأشخاص تظاهروا اول من أمس امام القنصلية الصينية في نيويورك احتجاجاً على القمع العنيف لتظاهرات التيبت. وهتف انصار القضية التيبيتية:"التيبت حرة الآن"و"العار, العار, العار للصين", والقوا حجارة على المقر. وأعلنت الشرطة ان قطع الزجاج المحطم تناثرت على الرصيف، مشيرة الى اعتقال متظاهرين اثنين.