أعلن الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما استعداده للقاء الرئيس الصيني هو جنتاو إذا أرسلت الصين "مؤشرات ملموسة"الى رغبتها في الحوار. وقال من منفاه في دارامسالا شمال الهند:"كررت دائماً استعدادي للقاء المسؤولين الصينيين، خصوصاً الرئيس جنتاو", لكنه اقر بأن توجهه الى بكين في المرحلة الحالية"غير عملي". وأكد الدالاي لاما تأييده حلاً غير عنفي في التيبت، وعدم سعيه الى نيل الاستقلال، فيما أبدى خشيته من سقوط"ضحايا كثيرين"في أعمال الشغب الأخيرة في التيبت. في غضون ذلك، أفاد شهود بأن تعزيزات عسكرية صينية توجهت الى التيبت والمناطق المحيطة بها. وتحدث مراسل صحيفة"دي تسايت"الألمانية غيورغ بلومي قبل طرده من عاصمة التيبت لاسا عن حشود عسكرية هائلة في المدينة، وقال:"رأيت قافلة تضم مئتي شاحنة على الأقل تنقل كل منها ثلاثين جندياً، أي حوالى ستة آلاف جندي وافد في يوم واحد". وفي غرب الصين, أحصى مراسل"بي بي سي"توجه اكثر من 400 شاحنة عسكرية الى التيبت، مشيراً الى تزود بعض الجنود رشاشات أوتوماتيكية, وآخرين دروعاً ومعدات لمكافحة الشغب. وأشار الصحافي ذاته الى ان قطاراً نقل نحو 12 آلية منها شاحنات وسيارات للدفع الرباعي عبر خط التيبت على الحدود بين إقليمي كينغهاي وغانسو. كما أعلن صحافي أجنبي آخر أن آليات عسكرية كثيرة نقلت جنوداً من سيشوان جنوب غربي الى التيبت. واعتقلت السلطات الصينية 24 شخصاً للاشتباه في انهم شاركوا في الصدامات التي وقعت في لاسا الأسبوع الماضي، واتهمتهم ب"تهديد أمن الدولة عبر الاعتداء بالضرب وتحطيم ممتلكات ونهبها وإشعال حرائق وارتكاب جرائم خطرة أخرى"، فيما حددت الخسائر البشرية ب16 قتيلاً بينهم 3 من مثيري الشغب و325 جريحاً، والمادية بنحو 28 مليون دولار. وأكد المدعي العام ان"الجرائم واضحة، ولا يمكن دحضها ويجب ان يعاقب مرتكبوها بقسوة للحفاظ على القانون"، لكنه لم يوضح إذا كان المعتقلون ال24 جزءاً من 170 شخصاً سلموا أنفسهم للسلطات مطلع الأسبوع الحالي. وتواجه الجرائم المتعلقة بأمن الدولة في الصين بعقوبات قاسية تصل الى الإعدام، علماً ان بكين اتهمت الدالاي لاما بتفجير الاضطرابات من اجل تعطيل تنظيم دورة الألعاب الأولمبية التي تنظمها بكين بدءاً من الثامن من آب أغسطس المقبل، وهو ما نفاه الزعيم الروحي البوذي. على صعيد آخر، أعلن مسؤولون صينيون ان الانفصاليين المتشددين الذين حاولوا مهاجمة طائرة ركاب صينية خلال رحلة داخلية في السابع من الشهر الجاري، قدموا من باكستان وآسيا الوسطى، ورجحوا تنفيذ المحاولة الفاشلة بتأييد من الخارج. وهبطت الطائرة التي توجهت من إقليم سنكيانغ ذي الغالبية المسلمة الى العاصمة بكين اضطرارياً في مدينة لانتشو شمال غربي. وأشار خبير أمني في سنكيانغ الى ان المشبوهين الرئيسيين هم"رجل وامرأة امتلكا جوازي سفر باكستانيين، إضافة الى باكستاني نجح في الفرار ويعتقد بأنه العقل المدبر للحادث"، مشيراً الى ان المرأة تزودت سوائل قابلة للاشتعال وتهربت من التفتيش الأمني عبر التوجه الى المنطقة المخصصة لركاب الدرجة الأولى. وفي العاصمة النيبالية كاتمندو، اعتقلت السلطات 20 شخصاً على الأقل بينهم رهبان لدى محاولتهم تنظيم احتجاجات مناهضة للصين ومسيرة في اتجاه مقر الأممالمتحدة في العاصمة. وتعقب رجال الشرطة الذين حملوا عصياً من الخيزران ودروعاً بلاستيكية مجموعات صغيرة من المحتجين الذين هتفوا:"أوقفوا القتل في التيبت"، وأمسكوا بهم ودفعوهم في آليات عسكرية. وأبدت الأممالمتحدة هذا الأسبوع قلقها من استخدام الشرطة المفرط للقوة ضد المحتجين التيبيتيين في نيبال، وحضت الحكومة على احترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، علماً ان 20 ألف تيبيتي منفي يعيشون في نيبال.