اتهم المسؤولون الدوليون في كوسوفو حكومة بلغراد بالتحريض على العنف وتعقيد الأوضاع في التجمعات الصربية، ما أدى الى عشرات الإصابات بين القوات الدولية والسكان الصرب، فيما أكدت بلغراد انها ستحمي صرب الإقليم أسوة بكل مواطني صربيا، في وقت فرض حلف شمال الأطلسي حكماً عسكرياً في مناطق الصرب شمال كوسوفو. وقال نائب رئيس الإدارة الدولية لكوسوفو لاري روسن، في تصريح نشر في بريشتينا أمس، إن"بلغراد لم تستخدم نفوذها لمنع صرب كوسوفو من شن الهجمات على القوة الأمنية الدولية، ما أدى الى إصابة أكثر من 60 جندياً وشرطياً دولياً ووفاة الشرطي الأوكراني أهور كينال 25 سنة نتيجة إصابته بشظايا قنبلة يدوية الاثنين الماضي، إضافة الى جرح نحو 70 صربياً وتعقيد المهمات الدولية بصيانة الأمن وحماية السكان". وأضاف:"ان العنف الذي حدث في ميتروفيتسا كان مدبراً، ولدينا معلومات بخصوص المسؤول عن ذلك، وكنت طلبت من الوزير الصربي سلوبودان سامارجيتش إقناع الصرب الموجودين داخل المحكمة بمغادرتها لئلا تضطر القوات الدولية الى إخراجهم بالقوة، ووعد ببذل مساعيه لكنه لم يفعل شيئاً، كما رفضت الحكومة الصربية حتى إدانة العنف الذي قام به المشاغبون". الى ذلك، أفاد الناطق باسم الإدارة الدولية لكوسوفو ألكسندر إيفانكو بأن"معلومات توافرت عن احتمال إطلاق النار وعدد من قذائف الهاون على القوات الدولية في ميتروفيتسا". وذكر تلفزيون بريشتينا أمس، أن"كندا وهنغاريا وكرواتيا وبلغاريا اعترفت باستقلال كوسوفو، ليصبح عدد الدول التي أعلنت اعترافها 33 دولة". في المقابل، حمّلت بلغراد القوات الدولية في الاقليم كفور مسؤولية العنف الذي شهده الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا في الأيام الأخيرة، وقال رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا ان"القوات الدولية استخدمت القوة المفرطة ضد الصرب العزل في ميتروفيتسا، الذين كانوا يطالبون بحقهم في العودة الى عملهم في محكمة المدينة بالوسائل السلمية". وأضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس، ان"الحكومة أرسلت مذكرة الى الأممالمتحدة تدعوها فيها الى إجراء تحقيق في أسباب استخدام القوة في ميتروفيتسا والجهة المسؤولة عن ذلك، لإظهار الحقيقة". في الوقت ذاته، أكد الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سامارجيتش، أن"سلطات بلغراد ستوفر الحماية الكاملة لصرب الإقليم، أسوة بكل المواطنين في صربيا". وأشار تلفزيون بلغراد أمس، الى أن وحدات الشرطة"بدأت بالعودة التدريجية الى ميتروفيتسا وغيرها من التجمعات الصربية، بناء على اتفاق بين المجلس القومي لصرب كوسوفو والإدارة الدولية، والذي ينص على أن تكون كل فصائل الشرطة في مناطق الصرب خاضعة للإشراف الدولي الذي يعمل بموجب قرار مجلس الأمن 1244". وتوضيحاً لذلك، قال الناطق باسم شرطة حكومة كوسوفو فيتون إلشاني في تصريح في بريشتينا:"سيعود كل أفراد الشرطة الدولية والمحلية الصربية والألبانية الذين كانوا سابقاً في ميتروفيتسا، كي يقوموا بمهماتهم بحسب القانون من أجل حماية الأمن، وستكون كل وحدات هذه الشرطة خاضعة لإشراف الإدارة الدولية وليس حكومة كوسوفو كما كانت قبل الاستقلال". وفي ميتروفيتسا رويترز أعلن الحلف الأطلسي فرض القانون العسكري بعد أعمال شغب قام بها صرب معادون للاستقلال. وأعطت قوة حفظ السلام بقيادة حلف الأطلسي وبعثة الأممالمتحدة تعليمات لكل ضباط شرطة صرب كوسوفو المحليين بأن يوقفوا سيارات دورياتهم ويعلقوا مهامهم العادية. ومع انسحاب شرطة الأممالمتحدة، تركت هذه الأوامر القوات الفرنسية والبلجيكية والأسبانية منفردة في السيطرة على النظام والأمن في شمال كوسوفو حيث يغلب على سكان المنطقة الصرب الذين يعارضون استقلال كوسوفو عن صربيا. وقال الجنرال كزافييه بوت دو مارناك قائد قوة حفظ السلام في كوسوفو في مؤتمر صحافي في العاصمة بريشتينا أول من أمس:"لم نخطط لفرض الأحكام العرفية، لا توجد نية على حد علمي لفرضها في الوقت الراهن." وقال: إن أعمال الشغب التي وقعت الاثنين"تجاوزت خطاً أحمر بتعمد قتل الناس كما تعرفون بقنابل مولوتوف وقنابل شظايا يدوية ونيران مباشرة"تستهدف أفراد الأممالمتحدة وقوة حفظ السلام في كوسوفو. وأضاف الجنرال"لن نتسامح إزاء هذا، لا تدفعونا لأن نظهر هذا مرة أخرى." وقال جندي: إن طابوراً من القوات الأميركية المتمركزة في جنوب شرقي كوسوفو وصل الى الجزء الجنوبي من ميتروفيتسا"للمساعدة"، وبعضهم كان مجهزاً بعتاد كامل لمكافحة الشغب. وفي مركز الشرطة الرئيس، حمل 36 ضابط شرطة من الصرب في كوسوفو حقائبهم الكبيرة وستراتهم المموهة الى الخارج، مارين بعربات مصفحة بلجيكية تحرس محيط مركز الشرطة حتى ساحة انتظار السيارات. وقال الكابتن ميليا ميلوسوفيتش:"بعد الأحداث، تولت قوات حفظ السلام في كوسوفو السلطة في شمال ميتروفيتسا واحتلت مركز الشرطة الشمالي وأمرتنا شرطة الأممالمتحدة بأن نمكث في بيوتنا حتى إشعار آخر." ويحرس جنود في حاملات مدرعة النقاط الرئيسة في بلدة ميتروفيتسا المضطربة بعد أحداث الشغب الاثنين. وأغلق الجسر الرئيس فوق نهر يفصل الشمال الصربي عن الجنوب الألباني في المدينة. وتسد أسلاك شائكة وصناديق قمامة مقلوبة الطريق. وقالت مصادر ديبلوماسية: إن صربيا عرضت أن تحكم مناطق صرب في كوسوفو وهي خطة من شأنها أن تقسم فعلياً الإقليم حديث الاستقلال. وأضافت: أن وزير شؤون كوسوفو في حكومة صربيا سلوبودان ساماردزيتش قدم هذا الاقتراح في مطلع الأسبوع ولكن إدارة كوسوفو التابعة للأمم المتحدة رفضت ذلك.