اتهمت حكومة بريشتينا سلطات بلغراد بتحريض صرب ميتروفيتسا شمال كوسوفو، على إثارة العنف، في محاولة ل"زعزعة الاستقرار ونشر الكراهية بين مواطني الدولة الجديدة"، فيما أعلنت الإدارة الدولية للإقليم وفاة أحد أفراد الشرطة الأوكرانيين التابعين لها إثر إصابته بجروح خطرة خلال المواجهات التي حدثت في الشطر الشمالي لميتروفيتسا أول من أمس. في الوقت ذاته، طلبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من بلغراد دعوة صرب ميتروفيتسا الى تفادي اي"تصرف استفزازي"بعد تعرض المدينة لموجة عنف. وقالت في مؤتمر صحافي في موسكو حيث تقوم بزيارة تستغرق يومين:"اشعر بقلق شديد لما يحدث في ميتروفيتسا وعلى القادة الصرب ان يقولوا بحزم للصرب المقيمين في كوسوفو ان هذا ليس وقت مثل هذه الافعال الاستفزازية". كذلك جاء في بيان اصدره توم كيسي الناطق باسم الخارجية الاميركية، ان"الولاياتالمتحدة تدين العنف ضد افراد الاممالمتحدة وحلف الاطلسي قرب مقر محكمة الاممالمتحدة في ميتروفيتسا". كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات التي استهدفت موظفي المنظمة الدولية في كوسوفو بعدما استعادوا السيطرة على قاعة إحدى المحاكم في مدينة ميتروفيتسا كان محتجون صرب احتلوها الأسبوع الماضي. وقال رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي في تصريح نقله تلفزيون بريشتينا أمس:"من المؤسف أن صرب كوسوفو لا يزالون يقبلون أن يكونوا أدوات لتنفيذ رغبات بلغراد، ومحاولة الابتعاد عن المنجزات الكبيرة التي تتحقق في كوسوفو بالتعاون مع المجتمع الدولي". وأضاف تاتشي:"يبدو أن حكومة صربيا لم تستخلص العبر من تجارب الماضي، وانها تعتقد بأن في وسعها تحقيق أهدافها السابقة من خلال إثارة العنف والمشاكل في الدولة الجديدة". وذكر التلفزيون أن 29 دولة اعترفت باستقلال كوسوفو، آخرها اليابان التي أعلنت اعترافها أمس. وأفادت المعلومات امس، أن نحو ثمانين صربياً جرحوا خلال المواجهات التي حدثت في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا، إضافة الى 63 من الجنود والشرطة الدوليين الذين توفي أحدهم، وهو من أوكرانيا. وأعلنت الإدارة الدولية إطلاق سراح 32 صربياً، كانوا نقلوا الى بريشتينا خلال المواجهات الأخيرة في ميتروفيتسا. ونقل تلفزيون بلغراد عن رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، ان حكومته"تجري محادثات مع روسيا من أجل تنسيق المواقف في شأن الوضع الراهن في كوسوفو". وأضاف:"ان وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش، طلب من الأمين العام للأمم المتحدة إجراء تحقيق لإظهار الجهة المسؤولة عن استخدام القوة التي حصلت في مدينة ميتروفيتسا خلال الحوادث الأخيرة". وكان مجلس النواب في كوسوفو الذي تسيطر عليه غالبية البانية، أعلن في الشهر الماضي الاستقلال عن صربيا، في خطوة رحبت بها معظم العواصم الغربية، وعارضتها موسكو وبلغراد.