دعا الدالاي لاما الى استئناف الحوار مع بكين, مجدداً التأكيد على سعيه إلى حل من دون عنف في التيبت, كما اعلن مستشاره في دارامسالا شمال الهند. وقال تنزين تاكلا، المعاون المقرب من الزعيم الروحي لبوذيي التيبت:"على الطرفين ان يدركا أننا نعيش جنباً إلى جنب. علينا أن نتحادث معاًً". وأضاف المستشار أن الدالاي لاما"ملتزم الحوار مع الصينيين. علينا ان نجلس سوياً ونتحادث". وتابع أن"الصينيين لن يحلوا أبداً القضية التيبتية من طريق ارسال قوات عسكرية. الحل الوحيد هو الجلوس سوياً، والشروع في حوار وايجاد حل يستفيد منه الطرفان". جاء ذلك بعدما أكد الدالاي لاما اول من أمس في منفاه في دارامسالا، أن اعمال العنف في التيبت خارجة عن سيطرته، مهدداً بالاستقالة من منصبه اذا تدهور الوضع في العاصمة التيبتية لاسا. تحذير صيني وصرح رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في وقت سابق بأن لدى الصين"أدلة كثيرة تثبت ان هذه الحوادث كانت من تنظيم وتدبير وتخطيط وتحريض جماعة الدالاي لاما"بهدف"تخريب الالعاب الاولمبية"التي ستستضيفها هذا العام. وقال سكريتير الحزب الشيوعي في التيبت جانغ شينغلي في اجتماع عبر الهاتف مع أعضاء الحكومة والحزب في الاقليم:"اننا في وسط صراع شرس يشمل إراقة دماء وإطلاق نار، وهذا الصراع مسألة حياة أو موت مع زمرة الدالاي"، ولفت إلى انه"على زعماء البلد أن يفهموا جيداً طبيعة هذا الصراع الصعب والمعقد والطويل". واقترح جانغ فرض سيطرة سياسية اقوى على المنطقة. وقال:"يجب ان نواصل تعميق تعليمنا الوطني، وان ندعم بطريقة عملية بناء سلطة سياسية على مستوى القاعدة". وتحرص السلطات الصينية على انهاء العنف بسرعة واستعادة الاستقرار في اقصى الغرب، قبل دورة الالعاب الاولمبية المقررة في آب اغسطس في بكين، والتي يأملون بأن تظهر رفاهية البلاد ووحدتها. دعوة إلى المقاطعة ودعا بعض الناشطين في الخارج الى انسحاب الاقليم الجبلي من مسيرة شعلة الاولمبياد التي تبدأ الاثنين المقبل، فيما أكد نائب الرئيس التنفيذي للجنة بكين المنظمة لدورة الالعاب الاولمبية جيانغ شياويو، أن الشعلة ستمر في التيبت كما كان مقرراً، على رغم الاضطرابات. ومن المقرر أن تمر الشعلة الاولمبية بين الثامن و24 آب اغسطس المقبل بإقليم التيبت مرتين. ويبدأ تحرك الشعلة الاولمبية الاثنين من اليونان، التي شهدت مولد الالعاب الاولمبية. وستصل الشعلة الى بكين في 31 آذار مارس المقبل قبل أن تبدأ رحلتها حول العالم وستؤخذ شعلة أخرى الى منطقة التيبت وسيحاول متسلقون صينيون أن يأخذوها الى قمة جبل ايفرست. وحضت منظمة"مراسلون بلا حدود"المسؤولين على مقاطعة مراسم حفلة افتتاح دورة الالعاب الاولمبية، بسبب"القمع الوحشي"في التيبت، وهي فكرة قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان فرنسا ستبحثها. وقال كوشنير ان هذا الاقتراح"لا يلقى دعم الحكومة الفرنسية", لكنه اشار الى انه"علينا النظر فيها". واعتبر ان هذه الفكرة هي"موضع تقدير... وأقل سلبية من مقاطعة عامة للالعاب"الاولمبية. ولكنه لم يستبعد اجراء"مشاورات"بين الدول الاوروبية حول هذه المسألة خلال اجتماع سيعقده وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل في سلوفينيا. وقال:"لماذا لا ندرس كل ذلك"في هذه المناسبة. وعن اقتراح منظمة"مراسلون بلا حدود", اكد كوشنير:"لا نؤيد ذلك"، مضيفاً:"لكنه اقتراح مهم لانه ينطوي على نوع من قبول الالعاب الاولمبية". في لندن، أفادت صحيفة"ذي إندبندنت"أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون سيلتقي الدالاي لاما لدى زيارته لندن في أيار مايو المقبل. وتعرض براون لانتقادات بسبب رفضه تأكيد إذا كان سيلتقي الدالاي لاما، في محاولة لتجنب إثارة غضب الصين. في الفاتيكان، أعلن البابا بينيديكتوس السادس عشر ان"العنف لا يحل المشكلات"بل"يعقدها"، داعياً إلى الحوار. وقال البابا أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس:"اتابع ببالغ القلق الانباء التي وردتنا خلال الايام الفائتة من التيبت, قلبي الأبوي يشعر بالحزن والألم لمعاناة الكثيرين". وأضاف ان"العنف لا يحل المشكلات, بل يؤدي الى تعقيدها", داعياً"الله لمنح كل فرد شجاعة اختيار طريق الحوار والتسامح". استسلام"مشاغبين" وأفادت وسائل اعلام صينية بأن 105 من الذين شاركوا في احتجاجات لاسا استسلموا للشرطة، بعدما حددت السلطات مهلة لتسليم انفسهم في اعمال العنف التي قدر أتباع الدالاي لاما بأن 99 شخصاً قتلوا فيها. ووضعت الصين التي دخلت قواتها الشيوعية اقليم التبت في عام 1950 بعد الاستيلاء على السلطة في بكين، عدد القتلى في لاسا عند 13 شخصاً. ولم يسمح لوسائل الاعلام الاجنبية بدخول المنطقة من دون اذن من الحكومة، ما يجعل من الصعب التحقق من المزاعم المتضاربة. ونقل التلفزيون الصيني عن نائب رئيس حكومة التيبت بايما تشيلين قوله ان الذين استسلموا"شاركوا في الحوادث، وبعضهم شارك من خلال التعدي بالضرب وتدمير الممتلكات، والنهب والإحراق". وأضاف:"وسلم بعضهم الأموال التي سرقوها." وأشار أيضا ًإلى ان مذكرات اعتقال لها اولوية قصوى صدرت في حق آخرين، لكنه لم يحدد عددهم او الجرائم المتهمين بارتكابها. ووردت تقارير عن مزيد من الاحتجاجات هذا الاسبوع. وأفاد مركز التيبت لحقوق الانسان والديموقراطية، الذي يمارس مهماته من المنفى، أن 30 شخصاً اعتقلوا بعد احتجاجات قرب لاسا. وأوردت الجماعة تقريراً عن ثلاثة احتجاجات صغيرة وانتشار عسكري كثيف في بلدة ليتانغ، التي يغلب المتحدرون من أصل تيبتي على سكانها في اقليم سيشوان الصيني المجاور للتيبت. وسبق أن شهدت ليتانغ اضطرابات. في بروكسيل، نظم مئات المنفيين التيبتيين احتجاجات امام مبنى المجلس الاوروبي، مطالبين الاتحاد الاوروبي بإرسال بعثة لتقصي الحقائق الى الاقليم، والتحقيق في أعمال العنف. إلى ذلك، أفادت الشرطة البلجيكية بأن محتجاً جرح واحتجز أربعة آخرون عندما حاول حشد قوامه يضم حوالى 250 تيبتياً في المنفى اقتحام مقر البعثة الصينية لدى الاتحاد الاوروبي. وفي تايوان، قال ما ينغ جيو مرشح الحزب القومي المعارض في انتخابات الرئاسة، الذي يؤيد تقليدياً روابط أفضل مع الصين، انه سيفكر في مقاطعة الدورة الاولمبية اذا فاز في الانتخابات المقررة بعد غد السبت.