وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس وجود المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" قبالة شواطئ لبنان بأنه"استعراض للقوة يهدد استقرار"الشرق الأوسط، وپ"رسالة ضد جهود"الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لحل الأزمة اللبنانية، محذراً أي فريق لبناني من أن"الرهان على مساعي واشنطن لفرض حل في لبنان سيكون مصيره الفشل". وبدا اختلاف في الرأي بين موسى والمعلم في شأن ربط قادة عرب حضورهم القمة بانتخاب رئيس لبناني. وقاطع المعلم موسى لدى حديثه عن ضرورة هذا الانتخاب، سائلاً عمَّ إذا لم يكن الوضع في غزة أكثر إلحاحاً. وقال موسى لاحقاً:"انقسام الدول العربية خطر جداً إذا لم نعالجه وبسرعة". وبحسب معلومات توافرت لپ"الحياة"فإن المسؤولين السوريين بادروا بالتأكيد الى موسى أن القمة العربية ستعقد في دمشق في موعدها المقرر 29 و30 الشهر الجاري، معتبرين أن وجود قطع بحرية أميركية بينها المدمرة"يو اس اس كول"قبالة شواطئ لبنان والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة،"يجعلان من عقد القمة في موعدها أكثر إلحاحاً ويصبحان أكثر حضوراً في جدول الأعمال". وكان موسى أجرى أمس محادثات مع الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع والمعلم، قبل أن يجول على القصور التي شيدت في المنطقة الواقعة بين دمشق والمطار الدولي لاستضافة القادة العرب ليختتم زيارته العاصمة السورية بلقاء رئيس المكتب السياسي لپ"حماس"خالد مشعل. وعلم أن المعلم سيبذل جهوداً كي يكون الوضع في غزة والوجود الأميركي في رأس جدول أعمال الاجتماع الوزاري العربي. كما علم ان موسى سيقدم تقريراً عن نتائج زيارته بيروت. وقال ناطق رئاسي إن موسى اطلع الأسد على"آخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية ونتائج المشاورات التي أجراها لحل المشاكل العالقة بين الأطراف اللبنانية في إطار المبادرة العربية"، وإنهما بحثا في"الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة"، والتحضيرات الجارية لاستضافة القمة العربية العشرين. وقال المعلم في مؤتمر صحافي مع موسى، إن وجود البارجة الأميركية قبالة شواطئ لبنان"يؤكد ما كنا نقوله باستمرار في سورية من أن الولاياتالمتحدة تقوم بتعطيل ما يطرح من حلول سياسية للأزمة القائمة في لبنان. وأنتم تذكرون عندما كان الجهد السوري ? الفرنسي يتقدم في لبنان، فجأة جاء مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ولش ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي اليوت ابرامز وعطلا هذا الجهد. ثانياً الولاياتالمتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي لم يؤيد المبادرة العربية التي أقرتها الجامعة ولا مهمة معالي الأمين العام في لبنان"، معتبراً ان إرسال واشنطن المدمرة"رسالة الى مهمة الأمين العام والى المبادرة العربية والى الجامعة العربية كلها". وتابع المعلم ان استعراض تاريخ التدخل الأميركي في لبنان يفيد بأن"هذه التجارب لم تكن مجدية إطلاقاً، وأن من يراهن من اللبنانيين على تلويح الولاياتالمتحدة باستخدام القوة وباستعراض عضلاتها قبالة الشاطئ اللبناني أقول له ان هذا الرهان فاشل. لا تستطيع الولاياتالمتحدة فرض حل في لبنان"، مجدداً التأكيد على ان"الحل هو في إطار المبادرة العربية وجهود الأمين العام للجامعة ومن خلال توافق اللبنانيين على أساس قاعدة لا غالب ولا مغلوب". ورفض الدخول في تحليل الموقف الأميركي إزاء إرسال قطع حربية الى البحر الأبيض المتوسط. لكنه قال:"إن سياسات هذه الإدارة الأميركية في لبنان والعراق وفي أفغانستان برهنت على أخطائها ولذلك لا أحد يستطيع التكهن بنيات الإدارة الأميركية. نحن نحكم على الأفعال وأقول إن مثل هذا الاستعراض للقوة لن يجدي ولن يؤدي، كما يدعون، الى استقرار المنطقة بل هو ضد استقرار المنطقة". وسئل موسى إذا كانت هناك أفكار لتحسين العلاقات العربية، فأجاب أن زيارته دمشق جاءت في إطار الإعداد للقاء القمة العربية وپ"المشاكل الحالية الخطيرة التي تسبب توتراً كبيراً للعلاقات العربية"، للعمل على أن"تنجح القمة وأن تنعقد في أجواء طيبة وتؤدي الى هذا النجاح". وزاد:"ان المسألة إذا كانت تتعلق بموضوع انتخاب رئيس للبنان، فالكل يريد انتخابه ويكون للبنان العنوان الرئيسي. أن يكون له رئيس تكون عليه واجبات تتعلق بالمشاكل القائمة في لبنان والوصول الى توافق في الرأي والمشاكل". وتدخل المعلم هنا، وقال إن"هناك خطة متكاملة". وعندما قال موسى إن"انتخاب رئيس جمهورية للبنان مسألة مهمة ويراها كثيرون من الزعماء العرب ضرورة لازمة لنجاح القمة وربما لمشاركتهم. أنا الحقيقة لم أتدخل وأجري اتصالات في هذا الإطار. الكل يدعو الى انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ومن دون استثناء"، أوضح المعلم:"كي لا تسيئوا الظن. الأمين العام يعني في إطار المبادرة ولا يوجد بند أول وثالث، بل كمبادرة متكاملة. بالفعل هناك من يربط بين حضوره القمة وانتخاب رئيس في لبنان. وأنا أقول: ماذا عن المحرقة التي وعدت بها غزة والمجزرة فيها؟ أليست أخطر؟ أطرح هذا السؤال على من يربط حضوره القمة بانتخاب رئيس في لبنان". وتجنب المعلم التعليق على"القرار السيادي"الذي اتخذته الحكومة السعودية بنقل السفير أحمد القحطاني الى الدوحة، مشيراً الى أن هناك"عشرات الطرق لتسليم الدعوة للسعودية فكل الدول العربية ستكون مدعوة الى القمة". وعلم أن الدعوة ستنقل عبر الأمانة العامة للجامعة كما هو الحال مع لبنان. وتجنب المعلم وموسى التدخل في اسم المسؤول الذي سيدعى الى القمة وما إذا كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقال موسى ان هذا الأمر يتفق عليه اللبنانيون. وقال المعلم:"تكوّن انطباع أن هذه القمة مكرسة للبنان وإذا لم يأت حل في لبنان لن تكون هناك قمة ناجحة. أقول إن القمة عادية وليست طارئة، وسيكون فيها مواضيع عدة للبحث بين القادة العرب". وعلم أن الجانب السوري يدفع باتجاه أن يكون الوضع في غزة على رأس جدول أعمال المؤتمر الوزاري العربي في القاهرة الأربعاء المقبل، مع بحث عملية السلام بعد المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس، ذلك أن دمشق ستدفع باتجاه رفع القضية الى مجلس الأمن. وقال موسى:"ليس وارداً سحب المبادرة العربية للسلام"خلال قمة دمشق.