رفض رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولين الربط بين إرسال المدمرة "يو اس اس كول" وبين انتخاب رئيس للجهورية اللبنانية الذي تأجل حتى 11 آذار الحالي، وأضاف:"القول إنه مرتبط كلياً بهذا الأمر غير صحيح حتى وان كنا مدركين تماماً أن انتخابات ستجرى في لبنان في وقت ما". وأضاف مولين ان"وجود المدمرة الأميركية مهم وهو لا يهدف الى توجيه رسالة أقوى من هذه الرسالة ولكن بالواقع هذا الأمر يشير إلى أننا معنيون... انه جزء من العالم مهم جداً والاستقرار فيه ضروري جداً بالنسبة الينا". وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا ان إرسال المدمرة، العسكرية يهدف"الى تعزيز الاستقرار في المنطقة". في حين أوضح مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته ان"هذا استعراض لتأييد استقرار المنطقة"بسبب"المخاوف من الوضع في لبنان". وذكرت ناطقة باسم البنتاغون ان المدمرة"يو اس اس كول"توجد حالياً شرق البحر المتوسط, إلا أنها لم تكشف مزيداً من التفاصيل عن مكانها. وعما اذا كان الرئيس جورج بوش أمر بإرسال المدمرة قال الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو ان"الرئيس قلق حيال الوضع في لبنان ويناقش الأمر بانتظام مع فريقه للأمن القومي". وعلمت"الحياة"من مصادر أميركية مسؤولة وأخرى مراقبة للوضع اللبناني في العاصمة الأميركية، أن سورية هي الجهة المستهدفة من إرسال المدمرة الأميركية إلى قبالة الشواطئ اللبنانية". وأكد مصدر أميركي مسؤول في تصريح الى"الحياة"، أن"سورية هي الجهة المستهدفة من إرسال المدمرة، وأن الأزمة الرئاسية اللبنانية واستياء واشنطن من دور سورية مهدا لاتخاذ الخطوة"، متمنياً أن"تقنع الخطوة السوريين بتغيير تصرفهم حيال لبنان، لأن ليس هناك أي دليل على أن السوريين يلعبون دوراً بناء اليوم، لا في دفع المبادرة العربية ولا في لبنان عموماً". من جهته، أكد المسؤول السابق في وزارة الدفاع البنتاغون والباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد شانكر لپ"الحياة"، أن الخطوة"تقع ضمن رزمة من الإجراءات التصعيدية لواشنطن ضد سورية كان من بينها تجميد أموال رامي مخلوف الأسبوع الفائت". وأكد أن المعنى الرمزي لإرسال المدمرة"عدا عن استعراض العضلات، هو في التأكيد لجهات معينة أن واشنطن لها مصالح في المنطقة وستدافع عنها ولن ترحل"خصوصاً بعد"تفجير الكرنتينا"الذي استهدف موكباً للسفارة الأميركية في بيروت. واستبعد شانكر، الذي كان مسؤولاً عن الملف اللبناني في البنتاغون من 2002 الى 2004، دخول المدمرة في مواجهة عسكرية، مشيراً الى أن الهدف منها الضغط على دمشق وليس إعادة سيناريو 1982 الذي هيأ لتدخل أميركي عسكري في لبنان. وكانت المدمرة"يو أس أس كول"تعرضت لعملية انتحارية قتل فيها 17 بحاراً في مرفأ عدن اليمني في تشرين الأول أكتوبر2000. وهي مدمرة تطلق صواريخ موجهة. وتناقلت تقارير إعلامية أميركية أن إقدام البيت الأبيض على إرسال المدمرة"هدفه مساعدة المرشح الجمهوري جون ماكين من خلال"إشعال جبهة أخرى"تقنع الأميركيين بضرورة التصويت للمرشح الأقوى في مواضيع الأمن القومي والخارجية".