سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتمع بمشعل فور عودته من مكة ... والمعلم ينوه بالعلاقة "التاريخية" مع الرياض والقاهرة . موسى يلتقي الأسد ويزور بيروت بعد 14 شباط وسورية تعتبر الحل في توافق "جميع اللبنانيين"
كرر المسؤولون السوريون أمام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى موقفهم القائم على"دعم ما يتفق عليه اللبنانيون" وان "الأيام أثبتت ان اساس الحل يكمن في التوافق اللبناني" على كل القضايا بما فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية بتوفير"الثلث الضامن"و"عدم التسرع"في إقرار نظام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي"لا علاقة لسورية بها"بموجب الرسالة التي بعثت بها دمشق الى مجلس الأمن في نهاية العام الماضي. واتفقت مصادر سورية وديبلوماسية عربية على القول لپ"الحياة"إن زيارة موسى لم تكن مقررة وانها استهدفت"التشاور وليس تحقيق اختراق، قبل استئناف تحركاته بزيارة لبنان بعد 14 الجاري الذي يصادف ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وزادت المصادر:"أراد موسى ان يعرف ماذا يمكن ان تقدمه دمشق لمساعيه القائمة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب". وكان موسى أجرى أمس جلسة محادثات طويلة مع الرئيس بشار الأسد قبل لقائه نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وجرى بحث الأوضاع في لبنانوالعراق والأراضي الفلسطينية اضافة الى بحث جدول أعمال القمة العربية المقررة في الرياض الشهر المقبل. والتقى موسى قبل مغادرته دمشق، رئيس المكتب السياسي لپ"حماس"خالد مشعل فور عودته من السعودية. وقالت مصادر سورية مطلعة لپ"الحياة"أمس ان المحادثات"كانت بمثابة استشارات وتبادل الرأي استعداداً لاستئنافه موسى المبادرة العربية"، مشيرة الى انه لن يذهب الى بيروت قبل"توافر تصور لحل الأزمة". وبحسب المعلومات المتوافرة لپ"الحياة"أمس، فان الموقف السوري لا يزال على حاله في شأن"أهمية التوافق اللبناني"إذ ابلغ الأسد موسى ان"الوفاق الوطني هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية بعيداً من التدخلات الأجنبية"مع تجديده"دعم الجهود المخلصة التي تساعد على بلوغ هذا الهدف". وكانت سورية أبلغت مسؤولين عدة ان"الانحياز الى جهة على حساب جهة أخرى، يعقد المشكلة بدلاً من حلها"ما يعني ضرورة وقوف"الوسطاء على مسافة واحدة من جميع الفرقاء". وعن موضوع المحكمة، لا تزال دمشق على موقفها من ان"لا علاقة"لها بالمحكمة بموجب الرسالة التي بعثتها الخارجية السورية في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي من دون ان يعني ذلك ان لا علاقة للبنانيين بها المحكمة، مع الاشارة الى ان لپ"المعارضة اللبنانية تحفظات عن النظام الأساسي الحالي، وأنها ترى ضرورة عدم الاستعجال في تشكيل المحكمة قبل انتهاء التحقيق"، الأمر الذي تدعمه دمشق دون التدخل في شؤون اللبنانيين. وعن موضوع الحكومة، ترى دمشق"من حيث التحليل وليس التدخل في فرض الموقف"السوري على لبنان، ضرورة تحقيق"الثلث الضامن"لتكون الحكومة انعكاساً لتمثيل الأطراف في البرلمان، ما يعني ان مطالب المعارضة محقة. وقالت المصادر السورية أمس:"ان الأيام أثبتت صحة موقف دمشق من ان الحل يكمن في التوافق اللبناني من دون تدخل أجنبي". وتجنب موسى والمعلم الدخول في تفاصيل المقترحات لحل الأزمة اللبنانية خلال مؤتمرهما الصحافي. وقال موسى رداً على سؤال:"المطروح في لبنان، مواضيع المحكمة والحكومة والانتخابات المقبلة. أنها جزء مما يجب علينا ان نتعامل معه. التصور الحالي هو لا توجد معارضة لقيام المحكمة. هناك جريمة ويجب ان تكون هناك محكمة لمحاكمة الذين قاموا بالعمل الاجرامي. ما هي المحكمة وكيف تعمل، هذه مسائل فيها تفاصيل قد يجري الاختلاف عليها. وهذا يجب ان ننتهي منه في مرحلة قصيرة لان الاختلاف يتعلق بنقط معينة وصياغات في فقرات معينة، لا ارى فيها مشكلة كبيرة". وزاد:"المحكمة مع موضوعات اخرى، تشكل الاجندة التي نتعامل معها وتتعامل مع الجامعة العربية من منطلق كيفية التوصل الى توافق في الرأي بين كل اللبنانيين على قاعدة لا غالب ولا مغلوب". وإذ شدد موسى على ضرورة"الحل عقدة بعد عقدة"، قال:"الكل يعمل ويبذل الجهد لحل المشكلة في لبنان. من هنا يتفق الكل، سواء السعودية أم سورية أم اي جهة عربية أخرى. من هنا يأتي الشعور بالأمل في إمكان التوصل الى هذا الحل. ومن هنا تأتي جهود الجامعة لترجمة ما يريده أو يبغيه كل الأطراف العرب واللبنانيون. يحتاج الأمر الى مناقشات وتوافقات وصياغات وجهود. المسألة ليست رهن جهد يبذل في يوم أو أسبوع، إنما رهن جهد مستمر متواصل يأخذ في الاعتبار الجهود والوساطات ومدى التوافق والحاجات والطلبات التي يعبر عنها زعماء لبنان". وإذ وافق المعلم على الاعتقاد بأن موسى يسعى الى حل للازمة اللبنانية قبل انعقاد القمة العربية قال:"ان موسى يعمل من اجل ذلك لأن عامل الزمن مهم. ولا أحد يريد ان يرى لبنان الا في حال من الأمن والاستقرار اليوم قبل غد". وتضمن المؤتمر إرسال إشارات سياسية في اتجاه الرياض والقاهرة، إذ قال المعلم ان"تاريخية العلاقات السورية - المصرية كانت حجر الزاوية في الوضع العربي. هذه العلاقة كلما تعمقت كان الوضع العربي اكثر استقراراً، وتشهد اليوم هذه العلاقة تطوراً ايجابياً يخدم المصالح القومية للامة. العلاقة الخاصة القائمة بين الأسد والرئيس المصري حسني مبارك والتشاور متصل. واعتقد ان هذه العلاقة هي ما نطمح اليه. فاذا ما جمعت مع علاقة سورية - مصرية -سعودية، فإن هذه العلاقات ستشكل عنصراً مهماً في استقرار المنطقة". وتناولت المحادثات الأوضاع في العراق وشرح الجانب السوري خلفية قراره"تنظيم وجود الضيوف"العراقيين وجهوده لتحقيق المصالحة في العراق عبر فتح الأقنية مع جميع الأطراف، إضافة الى ضرورة العمل لپ"تنفيذ"اتفاق مكة بين"فتح"وپ"حماس".