توقعت مصادر ديبلوماسية أن تحسم الأممالمتحدة في مسار المفاوضات المباشرة حول الصحراء، استناداً إلى نتائج"مانهاست 4"وخلاصة التقرير الذي سيعرضه الموفد الدولي بيتر فان فالسوم على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاستخلاص مواقف جديدة بعد نهاية ولاية المينورسو في نيسان ابريل المقبل. وسواء اتفقت أطراف المفاوضات المباشرة، أي المغرب و"بوليساريو"، وغير المباشرة ، أي الجزائر وموريتانيا، على جولة خامسة، أم تم تعليق آليات التفاوض، يسود اعتقاد بأنه من دون حدوث انفراج في العلاقات الفاترة بين الجزائر والمغرب يصعب تحقيق تقدم مشجع. وقال مسؤول مغربي بارز ل"الحياة"أمس إن الجزائر تمانع في الدخول في حوار مع المغرب حول قضايا ثنائية واقليمية"فكيف لها أن تترك هامشاً واسعاً لجبهة بوليساريو للدخول في حوار كهذا؟". وكان بعض أطراف النزاع يعوّل على مساعي الموفد الدولي بيتر فان فالسوم من أجل حض دول الجوار على دعم مسار المفاوضات عبر المشاركة ايجاباً في مختلف أطوارها، بخاصة أنها المرة الأولى التي يقوم فيها وسيط دولي في هذا النزاع بمهمة من هذا النوع منذ انطلاق الجولة الأولى من مفاوضات مانهاست في حزيران يونيو الماضي تبعتها ثلاث جولات كان آخرها أمس في مانهاست نيويورك. إلى ذلك، ارتدت الضغوط لحمل المفاوضين على تقديم تنازلات متبادلة طابعاً ديبلوماسياً، وأعلنت جمهورية السيشل التي كانت في مقدم الدول التي اعترفت ب"الجمهورية الصحراوية"المعلنة من طرف واحد في 1976، تعليق اعترافها بها للافساح في المجال أمام الحل السياسي. وفي الإطار ذاته، قال خبير دولي إن كل اللغط الذي يرتفع حول تقرير المصير سيتعارض والابقاء على"الجمهورية الصحراوية"، لأن ذلك يعتبر تقريراً للمصير من طرف واحد يناقض المبدأ. وفي حين تقول"بوليساريو"إنها تقبل أن يكون الحكم الذاتي أحد ثلاثة خيارات يجري حولها استفتاء، يرد المغرب بأن الاستفتاء في حد ذاته تجاوزه الزمن باعتراف الأممالمتحدة ودعوتها إلى ايجاد حل سياسي بديل. في غضون ذلك كان رعايا متحدرون من أصول صحراوية في المحافظات الواقعة تحت نفوذ المغرب يتابعون تطورات المفاوضات، وقال نشطاء صحراويون إن التسوية النهائية للنزاع الذي طال أمده تدفع قدماً في اتجاه استقرار المنطقة وضمان عودة إخوان لهم يقيمون في مخيمات تندوف الجزائر، إضافة إلى معاودة الروح للبناء المغاربي وتنسيق الجهود في مواجهة الانفلاتات الأمنية التي تتخذ من منطقة الساحل والصحراء الأقرب الى الامتداد المغاربي قاعدة لها. وبدا في ضوء ذلك أن الصحراويين يرغبون في تعزيز اجراءات الثقة، خصوصاً أن مفاوضات مانهاست سبقها تبادل زيارات بين صحراويين موالين للمغرب وآخرين موالين ل"بوليساريو برعاية الأممالمتحدة. كما أن عودة حوالي مئة صحراوي إلى المغرب وبينهم شيوخ كانوا شاركوا في عمليات تحديد الهوية باسم"بوليساريو"وينتمون الى قبائل متنفذة، ألقى بظلال تفاؤل حول قرب التحام العوائل الصحراوية.