استبق وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي شهدتها إيران أول من أمس، وأكد أن التيار المحافظ بجناحيه استطاع"حتى الآن"أي قبل إعلان النتائج النهائية، الحصول على 71 في المئة من المقاعد النيابية في الدورة الأولى، فيما حصلت المعارضة، بحسب قوله، على 29 في المئة من المقاعد. وأشارت مصادر في وزارة الداخلية الى ان هذه النسب قد تتغير مع التقدّم في فرز الأصوات التي يتوقع ان تنتهي فجر اليوم، باستثناء العاصمة طهران التي ستصدر نتائجها بعد غدٍ. راجع ص10 وأعلن بور محمدي أن نسبة المشاركة تعدت نسبة 60 في المئة من الناخبين، في حين أفادت قيادة الشرطة أنها بلغت 65 في المئة، واصفة المشاركة بأنها"دليل على الانتماء الوطني لدى الإيرانيين في مواجهة الضغوط والتدخلات الأجنبية". وسيساهم التنافس الحاد بين المرشحين في دوائر عدة وعدم حسم النتائج من الدورة الأولى، في معركة انتخابية جديدة في أقل من شهر في ضوء الموعد الذي يحدده مجلس صيانة الدستور للانتخابات الفرعية أو الإكمالية. وأشارت مصادر في اللجنة الانتخابية ل"لائحة المحافظين الشاملة"المنتقدة للرئيس محمود أحمدي نجاد والقريبة الى علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، الى ان الفرز الأولي غير الرسمي لطهران أظهر حسم نتائج 20 مقعداً من أصل 30 مخصصة للعاصمة، وتقدّم لائحة لاريجاني - قاليباف بنحو 50 في المئة من المقاعد، في مقابل 42 في المئة للإصلاحيين و8 في المئة للائحة التي تدعم نجاد. وتحظى طهران بأهمية خاصة كونها تشكل بوصلة التوجهات السياسية في ايران والصورة الأولية للبرلمان المقبل. وساهم التوزيع الجغرافي لسكان طهران في رسم صورة أولية عن نسب الأصوات، اذ غلب على شمال المدينة، أو ما يعرف بمناطق سكن البورجوازية، التصويت لمصلحة الإصلاحيين، في حين ان الأصوات المحافظة اضافة الى غالبية أصوات جنوبالمدينة أو مناطق الفقراء صبت لمصلحة اللائحة الداعمة للرئيس نجاد أو لائحة الجبهة الموحدة للمحافظين. وسيطر اسم حداد عادل على اللوائح، اذ كان لموقف المرشد علي خامنئي الداعم حكومة نجاد والذي كان أول المقترعين، الأثر الكبير في توجيه أصوات المحافظين وقاعدتهم الشعبية، مع خروقات للائحة التيار الاصلاحي. كما أشارت المصادر نفسها الى فوز لاريجاني ولائحته في مقاعد مدينة قم 3 نواب مركز الحوزة العلمية، على رغم المنافسة الشديدة مع التيار الداعم للرئيس داخل المؤسسة الدينية. من جهته، أعلن عبد الله ناصري الناطق الرسمي باسم الائتلاف الإصلاحي أنصار خاتمي، الفوز حتى الآن ب34 مقعداً باستثناء طهران، وان نتائج 15 مقعداً ستحسم في الدورة الثانية. وأكد"انها ستكون للإصلاحيين لأن التنافس فيها لمصلتحهم". ولفت الى أن التيار فاز بنسبة 66 في المئة في اكثر من مئة دائرة انتخابية سمح له بتقدم مرشحين فيها من أصل 207 دوائر. وكانت أوساط في التيار المحافظ توقعت أن تكون نتائج الانتخابات لمصلحة مرشحيه خصوصاً في طهران، الا ان أوساطاً إصلاحية تابعت عملية الاقتراع توقعت تحقيق خرق تتعدى نسبته 50 في المئة. وكانت وزارة الداخلية مددت فترة الاقتراع في طهران حتى الحادية عشرة ليلاً تحت ضغط تدفق ناخبي"الدقيقة الأخيرة". ورأت أوساط إصلاحية أن نسبة المشاركة لن تكون أفضل من انتخابات البرلمان السابق.