طغت الازمات التي تعصف بالمنطقة العربية، وأبرزها الاعتداءات الاسرائيلية في قطاع غزة والازمة اللبنانية والاوضاع في العراق، على الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد البرلمانات العربية الثالث عشر في اربيل امس، وشدد المجتمعون على دعم وحدة العراق واستقلاله من خلال انهاء القطيعة العربية معه. وافتتح الرئيس العراقي جلال طالباني، مع رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني والامين العام لاتحاد البرلمانات العربية نور الدين بوشكوج ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، المؤتمر الثالث عشر لاتحاد البرلمانات في اربيل شمال العراق أمس بحضور 19 ممثلاُ عن البرلمانات العربية. وقال طالباني في كلمته"لن نبالغ اذ ما اعتبرنا ان المؤتمر حدث مهم واستثنائي ليس بالنسبة الى العراق فحسب، بل يمثل انعطافة قوية وتاريخية في العلاقات العراقية - العربية ... انكم تجتمعون في اربيل عاصمة اقليم كردستان البوابة الشمالية للعراق الجديد بعد ان انتهت فصول الدكتاتورية". واضاف طالباني"لقد تحققت خلال الشهور القليلة الماضية الكثير من الانتصارات على صعيد محاربة الارهابيين ومحاصرتهم وتشديد الخناق عليهم. وتعكس هذه الانتصارات ازدياد امكاناتنا العسكرية في بناء قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة". واردف"لكن هذا لا يعني ان العمل العسكري هو السبب الرئيسي وراء تلك الانتصارات، إذ ان توسيع المشاركة السياسية وتعزيز الثقة بين مكونات الشعب العراقي من خلال مشروع المصالحة الوطنية ومشاركة العراقيين الاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب كان له الدور البارز في تحقيق ما وصلنا اليه الآن"وتابع"ونحن ماضون باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية بمفهومها الواسع من خلال مشاركة جميع اطياف الشعب العراقي في عملية صنع القرار". ولفت طالباني الى ان"الجهود الداخلية تتواصل من جانب قادة الكتل السياسية والمجلس التنفيذي من اجل بذل المزيد من الجهود باتجاه تعزيز المصالحة الوطنية"ولفت الى ان"انجاز المصالحة الوطنية في العراق لن ينعكس على الوضع العراقي فحسب بل على كل المحيط العربي والاقليمي والدولي"مشيرا الى ان تصفية بؤر التوتر في البلدان العربية وبحث المشاكل التي تعاني منها بعض هذه الدول يمثلان اهم عوامل الاستقرار السياسي للبلدان العربية. من جهته قال رئيس مجلس النواب العراقي على هامش افتتاح المؤتمر ان"النهوض بدور فاعل في البرلمانات العربية يتطلب منا وقفة جادة في البناء التشريعي لتحقيق اعلى درجات التعاون والتنسيق القانوني بين البرلمانات"مطالبا"بتخصيص مقعد خاص للعرب في مجلس الامن الدولي". وبعدما تلا الامين العام لاتحاد البرلمانات نور الدين بوشكوج التقرير السنوي حول نشاطات الاتحاد ناقش المجتمعون امس النظام الداخلي لاتحاد البرلمانات وتم اختيار رئيس البرلمان الاردني عبدالهادي المجالي اميناً عاماً للدورة الحالية للمؤتمر، وتشكيل 4 لجان لدراسة القضايا التي سيناقشها المؤتمر على مدى ثلاثة ايام وهي اللجنة السياسية ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة خاصة بالاقتصاد والمال اضافة الى لجنة تعنى بحقوق الانسان والمرأة. وسيطرت على جدول اعمال المؤتمر الازمات العربية في فلسطينولبنانوالعراق. واقترح رئيس البرلمان الاماراتي عبدالعزيز الغرير اجراء تعديلات على الامانة العامة والميثاق لاتحاد البرلمانات التي لاقت تأييداً من جانب المجتمعين وتقرر ادراجها ضمن جدول اعمال المؤتمر. واضاف ان"اعادة ترتيب البيت العربي خطوة اساسية باتجاه انهاء الازمات الحالية، مشيرا الى ضرورة التخلص من السلبيات والهفوات التي رافقت عمل اتحاد البرلمانات وانهاء قصور الامانة العامة من اجل الخروج بمواقف قوية لحسم النزاعات الجارية في الوقت الحاضر". وقدم الغرير جملة من المقترحات املاً ان يضمها البيان الختامي للمؤتمر اهمها"تشكيل لجنة دولية في المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتشكيل حماية دولية تأخذ على عاتقها حماية الفلسطينيين في غزة والدعوة الى تطبيق القرارات الدولية وعدم الاساءة الى الديانات السماوية". وبخصوص الازمة اللبنانية دعا الغرير الى تنفيذ المبادرة العربية المطروحة في القمة العربية لحل الازمة اللبنانية"ليس لانقاذ لبنان فحسب بل لانقاذ العرب من التشرذم والفرقة". وعن الوضع العراقي اكد ان"الوفاق هو الحل الوحيد لاخراج العراق من ازمته" مؤكدا ان"وحدة العراق واستقلاله عنصر رئيسي لتجاوز محنته". واشار رئيس مجلس الشعب القطري محمد بن مبارك الى ان"الساحة العربية تشهد ازدياد ضراوة النزاعات بشكل نجد انفسنا ومواردنا مهددة بالحروب"وأكد"ضرورة حل النزاعات العربية الرئيسة في فلسطينولبنانوالعراق بالتوافق". من جهته قال زعيم مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ان"عقد المؤتمر في العراق يمثل المسار الصحيح لاعادة العراق الى مكانته العربية"، وأكد"دعم الكويت ومساندتها للشعب العراقي، كما نؤكد ايضا عمق العلاقة الاخوية بين الشعبين الكويتيوالعراقي التي تدخل مرحلة جديدة". ولفت الى ان"الاحداث العربية اليوم اشد وطأة بسبب الخلافات العربية - العربية التي وصلت العلاقات الى حد القطيعة في بعض الاحيان، ولا بد بالتالي من اعادة ترتيب البيت العربي من خلال تفعيل التحاور والتأكيد على دور الجامعة العربية والقمم العربية في هذا الخصوص". ويشارك في اعمال المؤتمر، الذي سينهي أعماله غداً، كل الدول العربية باستثناء موريتانيا وجزر القمر"لاسباب مالية واقتصادية"فيما امتنعت ليبيا عن المشاركة"لأن العراق تحت الاحتلال"كما تقول.