سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. البراك: ما يمر به الوطن العربي من ظروف يستلزم منا التمسك بإرادتنا وعزمنا على التضحية والعمل الجماعي المملكة تشارك للمرة الأولى في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي
افتتح البرلمانيون العرب صباح أمس الثلاثاء، أعمال اجتماعات المؤتمر الثالث عشر للاتحاد البرلماني العربي والدورة الخمسين لمجلس الاتحاد، الذي يستضيفه مجلس النواب العراقي في الفترة 3- 1429/3/5ه الموافق 10-2008/3/13م بمقر قصر المؤتمرات في مدينة اربيل العراقية مركز إقليم كردستان شمال العراق، بحضور راعي المؤتمر فخامة رئيس جمهورية العراق الأستاذ جلال طالباني، ورئيس إقليم كردستان السيد مسعود برزاني، إضافة إلى حشد برلماني لرؤساء الوفود الممثلة لبرلمانات ومجالس الدول العربية بحضور تسعة عشر وفدا برلمانيا. وشهد المؤتمر مشاركة رسمية تعد الأولى من نوعها لمجلس الشورى السعودي بوفد رفيع كان قد وصل إلى اربيل العراق أمس الأول برئاسة معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله البراك، وضم عددا من أعضاء المجلس أعضاء الاتحاد البرلماني العربي الدكتور محمد بن عبد الله عرفة، والدكتور علي بن عبد العزيز الخضيري، وفهاد بن معتاد الحمد، والدكتور عبد الرحمن بن ناصر العطوي، كما ضم وفد الشورى محمد الديباجي، ونايف بن مفلح من مكتب شعبة العلاقات البرلمانية، ومنصور الهملان مسئول المراسم والعلاقات العامة، وفواز العريفج سكرتير معالي المساعد رئيس الوفد، وأحمد السلمان المسئول الإعلامي المرافق لوفد مجلس الشورى، وكان باستقباله لدى وصوله النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية، حيث أقام مجلس النواب العراقي حفل عشاء لرؤساء الوفود البرلمانية المشاركة باجتماعات المؤتمر. إلى ذلك استقبل فخامة رئيس جمهورية العراق الأستاذ جلال طالباني، ورئيس إقليم كردستان العراق أمس الثلاثاء بقصر المؤتمرات باربيل أمس، وفد مجلس الشورى السعودي، حيث رحب طالباني بهذه الزيارة متمنيا للوفد ولجميع البرلمانيين العرب التوفيق والنجاح على أرض العراق. وألقى معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله البراك كلمة الوفد، قدم خلالها الشكر والتقدير لمجلس النواب العراقي ولجمهورية العراق حكومة وشعبا على حسن والاستقبال وكرم الضيافة من الأخوة في العراق. وقال "إننا نلتقي في هذا اليوم وفي هذه التظاهرة البرلمانية العربية في هذا البلد العربي الشقيق جمهورية العراق لنؤكد جميعاً مكانة هذا البلد العزيز في نفوسنا، وحرصنا على سيادته ووحدة أراضيه، مستشرفين مرحلة جديدة من تاريخه المجيد بعيدة كل البعد عن كل مظاهر التخريب والتدمير لينهض حاملاً رسالته من جديد ضمن منظومته العربية والدولية، داعين من هذا المنبر إلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء هذا البلد الشقيق فهي السبيل الوحيد لهم جميعاً ليتمتعوا بحقوق متساوية وحماية عادلة"، مشيرا بقوله "يأتي هذا اللقاء البرلماني العربي وجدول أعماله مليء بموضوعات كبيرة تنتظر منا أن ننظر إليها بعناية، وأن نناقشها بكل وضوح وشفافية، وتأتي قضيةُ تعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف إزاء القضايا العربية والدولية واحدة من الركائز التي تستدعي منا النظر في الماضي والحاضر وما ينبغي أن نكون عليه في المستقبل، فالأمم والشعوب في هذا العصر لا تقاس بأفرادها، وإنما بتكتلاتها الإقليمية والجغرافية، وتكتسب مكانتها بقوة هذا الانتماء الذي أصبح هو السمة الحقيقية المؤثرة في صنع القرار الدولي، راجين أن نفتح آفاقاً واسعة وصادقة للحوار العربي العربي، مستشرفين مرحلة قادمة يسودها الود والوئام والتفاهم في كل الجوانب العربية المشتركة، مستحضرين تطلعات شعوبنا وقدرات أمتنا العربية والقواسم المشتركة التي تجمعها بدءاً من لسانها العربي الواحد، مما يرشحها لأن تكون أفضل مما وصل إليه غيرها ممن لا يملك تلك المقومات والقواسم". وأبان معالي مساعد رئيس المجلس، "في الوقت الذي تطورت فيه كل وسائل الرفاهية والتقنية وتوافرت فيه كل مقومات الرقي الاقتصادي والتنموي وبات من البدهي أن يعيش العالم في رخاء وأمن وسلام نجد أن عالمنا العربي مازال يشهد في بعض مناطقه ظلماً وقمعاً وإرهاباً، ونزاعات مسلحة، وإن هذه الظواهر السلبية في مجتمعنا العربي تدفعنا كبرلمانيين إلى الإحساس بعظم المسئولية الملقاة علينا لنبذل المزيد من الجهود لإيجاد الحلول الناجعة بغية استئصال بؤر الظلم والتوتر، ونشر قيم العدل حتى ننعم بالسلام والأمن، وإن عالمنا العربي لن ينعم بتلك القيم والمبادئ مالم توجد تسوية عادلة شاملة لقضيتنا الأولى القضية الفلسطينية التي مازالت تمثل العامل الرئيس في عدم استقرار الوضع في منطقتنا، ففي الوقت الذي تصبو فيه شعوب المنطقة إلى السلام والرخاء نجد التعنت الإسرائيلي المستمر الذي يرفض قرارات مجلس الأمن وكل مبادرات السلام". وأضاف "لذلك فإن المملكة العربية السعودية تدعو المجتمع الدولي والدول الراعية للسلام واللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على كبح الآلة العسكرية الإسرائيلية، ووقفها عن ارتكاب أعمال القتل الجماعي والتدمير بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته. وأوضح معاليه موقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب بأنه كان ولا يزال واضحاً وموضوعياً ومسئولا، فالمملكة ترفض الإرهاب بجميع أشكاله، وتدين مظاهره، وتتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على هذا الشر العالمي. ولفت الدكتور البراك إلى ما نمر به اليوم من ظروف دقيقة ومصيرية، تستلزم منا التمسك بإرادتنا السياسية وبعزمنا على التضحية والعمل الجماعي لنستعيد الحقوق والمكانة اللائقة بأمتنا. من جهة ثانية التقى رئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ جاسم الخرافي، مساء أمس بمقر فندق الوفود البرلمانية المشاركة في اربيل بمعالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله البراك، وأعضاء المجلس أعضاء الوفد، وجرى خلال اللقاء استعراض عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين خاصة العلاقات على صعيد العمل البرلماني والتي تربط مجلس الأمة الكويتي ومجلس الشورى.