سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما زال يأمل بالعشرات الثلاث ويراهن على استكمال الاتصالات الإقليمية في قمة دكار . بري يؤجل اليوم الانتخاب الى 25 الجاري والسنيورة يشدد على أولوية رئيس يفتح الحوار
رجحت مصادر نيابية أن يعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري اليوم عن تأجيل الجلسة النيابية المقررة ظهر غد الثلثاء لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، الى موعد آخر يقع بين انتهاء القمة الإسلامية التي ستُعقد في دكار في 13 و14 الجاري وبين موعد القمة العربية التي ستُعقد في دمشق في 29 و30 الجاري، إفساحاً في المجال امام الاتصالات والوساطات العربية والإقليمية، لعلها تتوصل الى مخرج لأزمة الفراغ الرئاسي قبل قمة دمشق. ولم تستبعد المصادر نفسها ان يحدد بري موعد الجلسة المقبلة، بعد إعلانه التأجيل السادس عشر، في 25 الجاري. وأوضحت ان بري يعلّق اهمية على الجهود العربية والإقليمية التي تبذل لإحداث اختراق في جدار المواقف المتباعدة بين الدول العربية المعنية بالوضع اللبناني، وبالتالي بين الأكثرية والمعارضة. وأشارت المصادر الى ان بري يترقب ما نجم عن اللقاءات التي جرت في دمشق أول من أمس بين وزيري خارجية ايران منوشهر متقي، وسورية وليد المعلم، ووزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء القطري محمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدمشق، ولقاء متقي مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في القاهرة الخميس الماضي. وذكرت المصادر النيابية ان بري يراهن على ان تتواصل اللقاءات بين الوزراء هؤلاء في دكار اثناء القمة الإسلامية يومي الخميس والجمعة المقبلين لعلها تنتج دينامية جديدة. وقالت ان بري ما زال يعتقد بأن اقتراحه باعتماد الثلاث عشرات لتوزيع الحصص الوزارية بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية ما زال على الطاولة مبدياً تفاؤله بإمكان اعتماده مع إزالة الخلافات حول قانون الانتخاب. وفيما تعقد الأمانة العامة لقوى 14 آذار اليوم مؤتمراً صحافياً تعلن خلاله نشاطات لمناسبة الذكرى يوم الجمعة المقبل، قالت مصادر قيادية في الأكثرية، وأخرى حكومية ل"الحياة"ان لا معطيات حتى الآن عن طبيعة اللقاءات التي جرت في دمشق قبل يومين، مشيرة الى ان"المعطيات المتوافرة حتى الآن لا تدل على حصول أي اختراق في الجمود الحاصل نتيجة الشروط التي تضعها سورية والمعارضة على انتخاب العماد سليمان". وقالت مصادر لبنانية وأخرى ديبلوماسية عربية ل"الحياة"أنه لو كان هناك إمكانية لإحداث اختراق، لكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أخذ قراراً بالمجيء. وأكدت المصادر الديبلوماسية العربية ل"الحياة"ان موسى أبلغ من اتصل بهم انه ليس بمزاج ان يزور لبنان، إذا كان سيأتي ليسمع المواقف نفسها في بيروت، وإذا كان لن يتمكن من إحداث أي تقدم في الحلول استناداً الى المبادرة العربية، خصوصاً أنه كان عرض في تقريره الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء الماضي، العقبات التي صادفته خلال زيارته الأخيرة لبيروت، مشيراً الى الشروط الجديدة التي سمعها، ملمحاً بذلك الى المعارضة. كما تحدث موسى عن تفاوت الحماسة لدى المعارضة حيال ترشيح العماد سليمان، وتباين توجهات فرقائها حيال بعض الحلول. وأكد موسى امس ان"التأخير في انتخاب رئيس الجمهورية سيزيد التوتر السياسي في لبنان، لافتاً الى ان"لا عقبات حقيقية تحول دون الانتخاب الذي هو ممكن وواجب فيما التأخير فيه يضر بلبنان واستقراره". وقال موسى، في حديث الى تلفزيون"العربية"ان الانتخاب"فيما لو تم سيسهل الكثير من الأمور على الصعيد الداخلي كما العربي والإقليمي". وشدد على ان"الوقت غير مناسب الآن للحديث عن مرشحين لمنصب رئيس الحكومة لأن هذا تقرره المشاورات النيابية وفقاً للدستور"، وقال:"نتكلم الآن فقط عن انتخاب رئيس جمهورية وربما الشكل العام للحكومة". وتقاطع موقف موسى مع موقف لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة نقلته مصادر حكومية، إذ أكد ان"الأمر الوحيد الذي يجب علينا التركيز عليه هو انتخاب رئيس للجمهورية في أقصى سرعة، ليتولى الرئيس قيادة الحوار بين اللبنانيين وفتح ملف العلاقات اللبنانية ? السورية وكل التحديات التي تواجه لبنان في هذه المرحلة". واعتبرت المصادر الحكومية ان"الذي لا يريد إنهاء الأزمة يفتح السجال حول أمور أخرى والبعض في المعارضة يمارس لعبة إضاعة الوقت". وسألت المصادر نفسها:"ما الهدف من كل هذا السجال الدائر حول قانون الانتخاب غير إثارة الغبار فيما الأزمة تنهش البلاد، وغير إضاعة الوقت؟ فقانون الانتخاب يُبحث في المجلس النيابي الذي هو يقرر في نهاية المطاف. لماذا مصادرة البرلمان والسعي الى مصادرة الحكومة ومصادرة رئاسة الجمهورية وتعطيل كل المؤسسات"؟ واعتبرت المصادر ان"الحديث الوهمي عن أفكار حكومية وغيرها أشبه بالسيارة المعطلة والتي ما زال مذياعها يعمل، فيما الأمور تأخذ منحاها الطبيعي والمنطقي بانتخاب رئيس الجمهورية. وقالت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في بيروت ان المحادثات التي جرت بين الجانبين السعودي والإيراني في القاهرة"لم تنته الى نتائج محددة إذ ان الجانب السعودي كرر مطالبة طهران بأن تلعب دوراً ايجابياً في لبنان وأن تسعى مع حلفائها ومع سورية الى تسهيل الحلول وعدم تصعيد الشروط والمواقف بل على العكس التهدئة". وذكرت هذه المصادر استناداً الى التقارير التي بلغتها، أن الجانب الإيراني"لم يعد بشيء محدد إزاء النصائح السعودية إليه بأن يلعب دوراً إيجابياً ومسهلاً للحلول وللمبادرة العربية، واكتفى بالإشارة الى انه سينظر في ما يمكنه القيام به". وأعربت مصادر وزارية لبنانية عن خشيتها من ان تطول المراوحة في أزمة الفراغ الرئاسي، في ظل الأنباء التي تحدثت عن ان طهران تتوقع جموداً يمتد حتى السنة 2009، في شكل يؤدي الى تعفّن الوضع اللبناني وإلى اهترائه.