برّرت عطلة الأعياد الجمود الكامل في الاتصالات السياسية بين الأكثرية والمعارضة لمحاولة التوصل الى توافق على مخرج لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وعلى رغم التسريبات الكثيرة حول اتصالات يقوم بها الجانب الفرنسي بحثاً عن المخارج، فإن مصادر القيادات اللبنانية، سواء في الأكثرية أو في"التيار الوطني الحر"الذي يتزعمه العماد ميشال عون، المكلّف من المعارضة بالتفاوض مع الأكثرية، أوضحت ل"الحياة"ان لا اتصالات جدّية حتى الآن من أجل إحداث اختراق في الجمود القائم، فيما الانتظار يغلب على الوضع اللبناني، لعلّ الاتصالات الخارجية تؤدي الى تحريك مساعي الحلول مجدداً، لكن ليس قبل انتهاء فترة الأعياد. وبدأ نواب الأكثرية في البرلمان أمس توقيع العريضة النيابية التي ستُقدم إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري للمطالبة بتعديل الدستور من أجل إتاحة انتخاب العماد سليمان، وفتح دورة استثنائية للمجلس من أجل إقرار التعديل في حال لم يتم التعديل وانتخاب سليمان قبل نهاية الشهر الجاري الاثنين المقبل. وينتظر أن يرفع نواب الأكثرية العريضة إلى بري اليوم. وبينما واصلت قيادات المعارضة هجومها على قوى 14 آذار وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد إقرارها مشروع قانون تعديل المادة 49 من الدستور لإتاحة انتخاب العماد سليمان وطلبها فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي من أجل بحث التعديل وأمور أخرى، فإن الاتصالات الخارجية اقتصرت على تبادل المعلومات وعرض المواقف بين عدد من العواصم المعنية بالوضع اللبناني، حيث عقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الموجود في مصر في زيارة خاصة لتمضية جزء من عطلة الأعياد، لقاءاً في الفندق الذي ينزل فيه في القاهرة، مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط، انضم اليه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حيث جرى تناول الوضع اللبناني والمعطيات عما بلغته الاتصالات الفرنسية لمحاولة ايجاد مخرج للأزمة، من دون نتائج ايجابية. وتلقى السنيورة اتصالاً هاتفياً من مفوض الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وأجرى اتصالاً بكل من عمرو موسى والوزير أبو الغيط للتشاور في الاوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة. وقالت مصادر وزارية لبنانية ل"الحياة"ان لا جديد في هذه الاتصالات بل مجرد استيضاح من المسؤولين في بعض الدول والوسطاء العرب عما آلت اليه الامور. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"ان الأمين العام للجامعة العربية يحرص على الاستفسار عما اذا كان قدومه الى لبنان يساعد على إحداث تقدّم وأنه يدرس، لكن بحذر، إمكان تجديد مساعي الجامعة العربية. وفي وقت كررت مصادر سورية مطلعة القول ان الاتصالات بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان حول الازمة اللبنانية ما تزال قائمة، قال الوزير أبو الغيط رداً على سؤال ان"اختلاف الرؤى حول لبنان مع دمشق تسبب في ركود المحور المصري - السعودي - السوري"، الا ان أبو الغيط أوضح ان"على اللبنانيين ان يعزلوا المصالح الأجنبية عن تحرّكاتهم الداخلية". وأمل بأن"تشهد الأسابيع المقبلة تقدماً". ويغلب الاعتقاد في الأوساط النيابية اللبنانية بأن جلسة الانتخاب التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري بعد غد السبت سيكون مصيرها مثل سابقاتها، أي التأجيل في ظل استمرار تعقيد الأمور على الصعيد الخارجي. وقالت مصادر غير لبنانية من بعض الذين يقومون بمساع لتقريب وجهات النظر ان الرئيس بري ما زال مصراً في حديثه مع أصحاب المساعي على نصحهم بالسعي الى إحداث تحسّن في العلاقة السعودية ? السورية لعلّ ذلك يساعد في حلحلة الأمور على الصعيد اللبناني.