في رصيد الممثل المسرحي اللبناني المغترب في كندا بديع أبو شقرا حتى اليوم، خمس مسرحيات تنتمي الى مدرسة المسرح التجريبي، وكلها ترتكز على البحث الميداني والمقابلات الشخصية وتوثيق الأحداث وتعرض باللغة الانكليزية. وتخالطها أحياناً مشاهد من الكوميديا والتراجيديا. ويعالج بعضها هواجس المجموعات الاتنو- ثقافية في كندا، كمشاكل المهاجرين الجدد واللاجئين السياسيين. ويقول أبو شقرا في هذا الصدد:"ان هذه القضايا تستند الى خلفيات حضارية وتاريخية وثقافية وتطرح علامات جديدة حول إشكالية الاندماج والانتماء الى مجتمع متعدد الأعراق والثقافات واللغات". أبو شقرا عضو في نقابة الممثلين الكنديين ACTRA. ومن أعماله: مسرحية"نيجينسكي"التي تعرض لحياة راقص الباليه الروسي الشهير، ومسرحية"نعم أو لا"التي تتحدث عن عازفة موسيقية كندية تواجه مشاكل خلال عملية استفتاء حول مصير كيبك داخل الاتحاد الكندي، ومسرحية"استراتيجية الانسحاب"وهي تتحدث عن اللاجئين السياسيين الذي يرغمون على هجر أوطانهم بسبب ما تتعرض له من حروب داخلية أو دولية من بينها العراق، ومسرحية"مواسم الهجرة في الغرب"الكوميدية التي لا تخلو من مشاهد دراماتيكية قدمت لأكثر من ثلاثة عروض على المسارح الكندية وستعرض أيضاً في 18 و19 من الشهر الجاري. وهي تعالج مشاكل المهاجرين الجدد الذين تبدأ معاناتهم منذ وصولهم الى كندا وما يطرأ على حياتهم وتصرفاتهم وعاداتهم من تطورات مأسوية ناجمة عن صعوبة التأقلم والاندماج وإشكالية الانتماء الى المجتمع الجديد الذي يحلون فيه. أما مسرحية"الارهاب"، فهي قيد التحضير، وتتحدث عن علاقة الإرهاب بالإيديولوجيا والعقائد الدينية. ويتمحور موضوعها حول رجل مسلم مؤمن نذر حياته لخدمة الدين وإبراز وجهه المشرق، إلا انه يقع ضحية رجل مسلم آخر يتنمي الى إحدى المجموعات الأصولية المتطرفة. واشترك ابو شقرا مع بعض الممثلين الكنديين في فيلم"الكلاب النائمة"، وفيلم"الكنزة الزهرية"الذي تدور أحداثه حول فتاة أدمنت تعاطي المخدرات وانتهت حياتها مشردة في شوارع تورونتو. ابو شقرا مقيم في تورنتو. تخرج من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية ودرس الدراما في الولاياتالمتحدة الأميركية. وكان شارك خلال إقامته في لبنان بعدد من المسرحيات التي كانت تقام من خلال مهرجانات لبنانية وعربية. يعمل منذ أربع سنوات في"مؤسسة مسرح"التي يديرها المخرج مجدي ابو مطر، وهي عبارة عن تجمّع مسرحي متعدد الثقافات في مدينة كيتشنر تورونتو.