سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتماع رباعي في البرلمان اللبناني أعاد الأمور "إلى الوراء" والأمين العام ينفي بحث التدويل مع ولش .بري "فوجئ" بتمسك عون بالثلث المعطّل ومطالب أخرى ويطلب من موسى تأجيل سفره ... بعد إعلانه مغادرته
وعد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالتدخل لدى قيادات المعارضة لتليين موقفها من عدد من المطالب التي طرحتها، واعتبرتها مصادر مطلعة"عودة الى الوراء"، بفعل الاقتراحات التي عرضها زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون في الاجتماع الذي ضمه مع ممثليّ الأكثرية الرئيس السابق أمين الجميّل وزعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري زهاء أربع ساعات أمس، في مبنى المجلس النيابي. فأجل موسى سفره مساء أمس، بعدما كان أعلن عنه إثر انتهاء الاجتماع الرباعي، وأبلغ عون ان تفسيره للمبادرة العربية مغاير لتفسير قيادات أخرى في المعارضة. وعلمت"الحياة"ان بري"فوجئ"بطرح العماد عون مطالب تتعلق بالإصرار على الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل وتوزيع الحقائب والبيان الوزاري... وانه تمنى على موسى البقاء، على أن يسعى الى تذليل الصعوبات التي نشأت مؤكداً له انه لا يقبل بوضع الصعوبات. راجع ص 6 و7 وتزامن الاجتماع الرباعي مع مزيد من الاتصالات الخارجية حول لبنان، فطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية انجيلا مركل، جميع الأطراف بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وصدر الموقف ذاته بعد محادثات أجراها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وكان موسى نجح أمس في عقد اجتماع بين عون من جهة والجميل والحريري من جهة ثانية في مبنى المجلس النيابي لمتابعة الحوار حول تطبيق خطة الحل العربي، بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على نسب التمثيل فيها، واستمر الاجتماع زهاء 4 ساعات، بعد اجتماع لساعة بين موسى وعون. وقالت مصادر مطلعة على جهود موسى ان التأزم في العلاقات العربية ? العربية كان حاضراً في لقاءاته في بيروت أمس وأول من أمس والتي هدفت الى تطبيق خطة الحل العربي في لبنان. وذكرت المصادر ان الأمين العام كان مدركاً لأهمية انعكاس هذا التأزم على لبنان، لكنه سعى الى إحداث اختراق يؤدي الى تهدئة الأوضاع ويفسح في المجال أمام متابعة الحوار بين الأكثرية والمعارضة، ولهذا السبب تحرك من أجل الاتفاق على عناوين معينة يمكن إحداث التقارب في شأنها على أن تترك عناوين للبحث، وهذا ما يفسر إصرار موسى على عودة الحوار. وهو سعى الى الانطلاق مما أسسه في زيارته الماضية حيث حقق ما يسميه آلية للمساعدة على تطبيق الحل العربي عبر اللقاء الرباعي بين ممثلي الفريقين، لذلك علّق أهمية على اجتماع الأمس، حيث افتتحه عارضاً وجهة نظره إزاء التأزم الحاصل في البلاد، محذراً من ذهاب الأمور الى الأسوأ، وداعياً الى أخذ مصلحة البلد وإنهاء التشنج القائم. واعتبر موسى في مداخلته أثناء اجتماع أمس مع ممثل المعارضة العماد عون والرئيس الجميل والنائب الحريري، ان النقطتين اللتين أضيفتا في بيان وزراء الخارجية العرب الأخير 27 كانون الثاني/ يناير تشكلان قاعدة لتقريب وجهات النظر وتسريع حسم الخلافات والدخول في التسوية. وتلاه العماد عون فقال:"تفسيرنا للبند الثاني للمبادرة العربية، المتعلق بالحكومة هو ان تحصل المعارضة على الثلث الضامن"، ورد موسى مؤكداً انه سمع تفسيراً آخر وهو المساواة في التمثيل بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية أي 10+10+10، وانه سمع هذا الكلام مرات من الرئيس بري وان الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله أبلغه الموقف ذاته وهو مماثل للموقف الذي كان تبلغه من وزير الخارجية السوري وليد المعلم في القاهرة. ونقل عن موسى قوله لعون:"أنا كنت سمعت منك التفسير الذي يقول بالمثالثة في تمثيل الأطراف في الحكومة"، مستغرباً أن يعود ليطرح الثلث الضامن في شكل يتعارض مع ما يقوله فرقاء المعارضة الآخرون. لكن عون رد قائلاً:"هناك تفسيران، واحد يقول بالثلث الضامن والآخر بالمساواة في عدد الوزراء". وتمنى موسى على عون ان يقوم بمشاورات مع حلفائه ليعود بجواب نهائي، وطلب عون الاستماع الى رأي الفريق الآخر إذ ان الحوار كان يدور في الجلسة حول هذه النقطة بينه وبين موسى فيما كان الجميل والحريري يستمعان. وعلمت"الحياة"ان الجميل والحريري قالا لموسى:"طالما هناك تفسيران، من الأفضل ان نعرف أي تفسير ستعتمد المعارضة، ونحن لنا تفسير آخر يتفق وتفسير الجامعة العربية". وخرج العماد عون لبعض الوقت ليجري اتصالات هاتفية بحلفائه، وليعود مجدداً الى إبلاغ الحضور انه بصرف النظر عن المعادلة الرقمية ونسبة التمثيل على أساس 45 في المئة للمعارضة و55 في المئة للأكثرية، أو الثلث الضامن الذي يعبر عن رأي جزء من المعارضة علينا الاتفاق على اسم رئيس الحكومة والبيان الوزاري وعلى توزيع الحقائب الوزارية. وكان موسى أجرى اتصالاً في الوقت ذاته مع الرئيس بري وأطلعه على ما جرى خلال الاجتماع، وقالت المصادر ان بري فوجئ. وأبدى موسى هنا ملاحظة قال فيها ان هناك آلية دستورية لهذه الأمور مستعيناً، بمواد دستورية في هذا الصدد، ومشيراً الى انه لا مانع من الاتفاق على عناوين رئيسة. واعتبرت المصادر المطلعة على نتائج الاجتماع الرباعي المطوّل ان هناك تراجعاً عن موقف المعارضة السابق. وقالت المصادر ان الجميل والحريري ركزا على وقوف قوى 14 آذار مع المبادرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس 13-10-7 الذي كان اقترحه موسى، ومع قانون انتخاب جديد على أساس القضاء. وكررا ما أعلنته الأكثرية في شأن الاستعداد للذهاب الى البرلمان بعد غد الاثنين لانتخاب العماد سليمان، على أن تناقش الأمور الأخرى لاحقاً. وأبلغ موسى المجتمعين انه مضطر الى المغادرة مساء، مطالباً الفرقاء بالتواصل، وتهدئة الأجواء على أن يعود في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. واكتفى بعد الاجتماع بالقول ان الجميع متفق على ان العماد سليمان"هو المرشح التوافقي وان هناك مجالات اتفاق ومجالات تحتاج الى مزيد من النقاش". وأعلن انه مضطر الى المغادرة على أن يحصل اجتماع آخر لاحقاً، وأشار الى ان المعارضة ممثلة بالعماد عون كانت صريحة وواضحة وان النقاش كان ودياً. وشدد على أن ليس هناك تفسير جديد وقديم للمبادرة بل تفسير واحد، ونفى أن يكون بحث في إمكان تدويل الأزمة في لبنان مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش خلال لقائهما في القاهرة الثلثاء الماضي. وزار موسى الرئيس بري بعد انتهاء الاجتماع، واختلى به لساعة طالبه خلالها بري بالبقاء في لبنان وعدم مغادرته لاستكمال جهوده ومساعيه، بعد أن عرض له نتائج الاجتماع الرباعي. فطلب منه بري البقاء، فسأل الامين العام على اي اساس سيبقى، فاجابه رئيس المجلس:"انا مستعد ان احكي معك بافكار معينة، واتمنى ان تبقى". وهذا ما حصل. وبعد القاء انتقل موسى لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومن ثم التقى النائب الحريري حتى ساعة متقدمة ليلا. رواية المعارضة وقالت مصادر في المعارضة المسيحية ان النقاش خلال الاجتماع الرباعي كان سياسياً وتمحور حول انعكاس الأزمة الرئاسية الحالية على الوضع اللبناني بمجمله والقلق العربي حيال استمرارها. وأوضحت المصادر ان موسى أعرب عن استعداده لتقبل أي اقتراحات يتفق حولها كل من المعارضة والموالاة، وانه وخلال البحث في تفاصيل التركيبة الحكومية أبلغ موسى العماد عون ان رئيس المجلس النيابي موافق على صيغة المثالثة في توزيع الحصص داخل الحكومة، وان عون أجاب موسى بأنه ليس على علم بهذا الأمر، معرباً عن استعداد المعارضة للبحث في هذا الأمر. ولكنه سأل موسى عما اذا كانت الموالاة تقبل بهذا التفسير. وتابعت المصادر في المعارضة المسيحية ان جواب الحريري لم يكن واضحاً وكان ميالاً الى رفض الاقتراح، مطالباً بصيغة متكاملة لمناقشتها. وحسب المصادر نفسها اتفق في النهاية الاجتماع على تحديد موعد آخر له في 24 شباط وبعد انتقال العماد عون الى منزله من الاجتماع الرباعي وافاه كل من النائب علي حسن خليل ومعاون الأمين العام ل"حزب الله"الحاج حسين الخليل للاطلاع منه على ما دار في الاجتماع الرباعي وتبلغ عون والنائب خليل والخليل أثناء اجتماعهم الإعلان عن تأجيل موسى مغادرته لبنان بعد لقائه بري.