أعلن وزير الداخلية الباكستاني حميد نواز أمس، ان الحكومة تستعد لإجراء مفاوضات "سلام" مع الزعيم القبلي الموالي لحركة"طالبان"الأفغانية وتنظيم"القاعدة"بيت الله محسود الذي تتهمه إسلام آباد وواشنطن بأنه دبر سلسلة اعتداءات تعتبر سابقة في تاريخ البلاد وبينها الهجوم الذي قتل زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي. وقال نواز ان"مجلساً لزعماء القبائل وممثلي الحكومة سيعقد للتفاوض في شأن السلام"، مضيفاً ان"رجال محسود فارون وقواتنا تبقي الضغط عليهم فيما يطالبون بوقف النار، لكن يجب ان ننتبه كثيراً لأن المقاتلين الإسلاميين انتهكوا في الماضي اتفاقات سلام عدة وقعوها معنا". جاء ذلك غداة إعلان الناطق باسم الزعيم القبلي ان الأخير أمر رجاله بوقف هجماتهم"لفترة غير محددة"على الجيش في معقله في إقليم جنوب وزيرستان المحاذية للحدود مع أفغانستان، حيث يقول الجيش انه يكبدهم خسائر جسيمة منذ ثلاثة أسابيع. وسارع الجيش الى رفض"وقف النار"مؤكداً انه سيواصل هجومه حتى القضاء على معاقلهم، فيما أشار نواز الى ان وقف النار مطبق عملياً"إذ توقف القتال بين المتمردين والجنود". في غضون ذلك، أشار وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، خلال تأكيده عرضاً أميركياً لمساعدة باكستان، الى ان الأخيرة يجب ان تتعلم كيف تقاتل"القاعدة"و"طالبان"بعد سنوات من الاستعداد لصراع تقليدي مع الهند. وقال:"أدركت باكستان في الشهور الأخيرة وبعد اغتيال بوتو فقط ان القاعدة ليست مصدر إزعاج فقط لها، بل تشكل خطراً كبيراً على حكومة الرئيس برويز مشرف، وأضاف ان"الجيش الباكستاني درب وجهز في الأساس ليخوض قتالاً محتملاً ضد الهند، ويتعين عليهم الآن ان يعيدوا إعداد أنفسهم ويعرفوا كيف يواجهون التمرد". ويزداد قلق الأميركيين من الأمن في باكستان التي تملك أسلحة نووية، ودورها في مكافحة الإرهاب، علماً انها قدمت منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 مساعدات أمنية بملايين الدولارات سنوياً. وعرضت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، في مواجهة عدم الاستقرار المتزايد وحملة التفجيرات الانتحارية وإعادة تجميع"القاعدة"نفسها في منطقة القبائل الباكستانية، تكثيف تدريب القوات الباكستانية في إطار برنامج جديد بكلفة 750 مليون دولار، كما اقترحت إرسال قوات أميركية الى باكستان للمشاركة في عمليات خاصة مع الجيش الباكستاني في مناطق القبائل، لكن السلطات رفضت علناً فكرة عمل القوات الأميركية داخل أراضيها. وأكد مايكل فيكرز، مساعد وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة، ان"مساعدات بلاده يمكن ان تتجاوز إطار التدريب الى مساعدة باكستان بهدوء عبر تقديم معلومات استخباراتية"، وقال:"يمكن ان نوفر قدرات كثيرة بطريقة غير ظاهرة". وقتل هجوم صاروخي نفذته في ما يبدو طائرة أميركية من دون طيار"أبو الليث الليبي"الرجل الثالث في تنظيم"القاعدة"في منطقة القبائل الباكستانية الأسبوع الماضي.