سيطر المأزق الذي باتت تواجهه الدول المشاركة في عملية اعادة الامن الى افغانستان على محادثات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وزميلها البريطاني ديفيد ميليباند مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي في كابول امس، وكذلك على اجتماع وزراء دفاع الحلف الاطلسي الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وردت رايس على التقارير الصحافية الغربية التي تشكك في مدى النجاح الذي يتم احرازه في افغانستان في مواجهة تقدم حركة"طالبان"في المناطق القبلية المحاذية لباكستان. وقالت ان"تقدماً ملحوظاً تم احرازه، لكن الحرب لن تنتهي قريباً". واعترفت بأن"هذه الحرب ستكون طويلة لأن الارهابيين لن يُهزموا بسهولة". كما طالبت رايس بمشاركة قوات اضافية من دول الحلف الاطلسي في القتال في افغانستان الى جانب القوات الاميركية والبريطانية ودعت الحكومة الافغانية الى"تحمل مسؤولياتها"في مواجهة"طالبان". ولم تعلن اية دولة في الحلف التزاماً فعلياً بزيادة قواتها لدعم 43 الف جندي يشكلون قوة"ايساف". فيما اكتفى ناطق باسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقول ان فرنسا"تدرس"ارسال قوات اضافية، وقال وزير الدفاع الالماني فرانز يوسف يونغ ان بلاده تفعل اكثر من طاقتها في افغانستان. ولالمانيا 3500 جندي في شمال افغانستان حيث الوضع اقل خطورة من الجنوب. واعلنت برلين انها سترسل 200 جندي اضافي الى شمال افغانستان لكنها لن ترسل قوات الى الجنوب. ورفضت المستشارة انغيلا ميركل"التصنيف الذي يقوم به البعض لمختلف فئات الخطر"في افغانستان، وذلك بدءا بالولاياتالمتحدة وكندا اللتين تحضان برلين على المشاركة معهما في المعارك ضد"طالبان"في الجنوب. وقالت:"نعلم جميعا ان هذا الالتزام في افغانسان ليس سهلا وان الجميع يبذلون ما في وسعهم لاعادة بناء افغانستان". وكانت حركة"طالبان"قد عاودت القتال بقوة العام الماضي. ولقي أكثر من ستة الاف شخص حتفهم ذلك العام بينهم نحو ألفي مدني. وتقع الهجمات الانتحارية وتفجير القنابل المزروعة على جانبي الطرق بصورة شبه يومية حاليا وتستهدف القوات الاجنبية والافغانية. وحتى عام 2005 كانت التفجيرات الانتحارية نادرة في أفغانستان. واعرب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عن خيبة أمله من عدم موافقة بعض الدول على المشاركة بقوات اضافية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في فيلنيوس:"لا اعتقد ان هناك ازمة، او احتمال هزيمة". لكنه اكد ان دعم قوات الحلف في افغانستان يساعد على التعجيل في هزيمة"طالبان". واشار الى ان الخلاف في الموقف بين الحلفاء بشأن افغانستان يمكن أن يترك اثراً على مستقبل الحلف. وكان غيتس صرح امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي نهار الاربعاء الماضي انه"لا يجوز ان يكون هناك حلفاء يموت ابناؤهم في القتال بينما حلفاء آخرون غير مستعدين لهذه التضحيات". وتشارك كل الدول ال 26 الاعضاء في الحلف الاطلسي بقوات في افغانستان. لكن تردد الدول الاوروبية في زيادة عدد قواتها سيفرض على الولاياتالمتحدة ملء الفراغ، فيما تواجه ايضاً ضغطاً على عملياتها العسكرية في العراق. وتساهم الولاياتالمتحدة بثلث القوات في افغانستان، وتأتي بعدها القوة البريطانية 7700. وللولايات المتحدة 13 الف جندي اضافي يقومون بمهمات في اطار"مكافحة الارهاب". من جهته دافع الرئيس حميد كارزاي عن قيادته لافغانستان واعتبر ان تحسناً واضحاً طرأ على الوضع الاقتصادي وفي مستوى التعليم وان هناك مزيداً من الحريات الديموقراطية اقرها الدستور الجديد. وقال"اذا تم الاهتمام اكثر بافغانستان سنكون سعداء وممتنين. لكنه ليس صحيحاً ان افغانستان اصبحت منسية". وعلقت رايس على ذلك بالقول""اذا نظرتم الى افغانستان عام 2001 وافغانستان اليوم ستلاحظون ان فرقاً كبيراً نحو الافضل قد حصل".