أطلعت وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسنيك المسؤولين اللبنانيين على أجواء الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد أخيراً، وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في الجلسة المقررة في 11 شباط فبراير الجاري، مديناً العمليات الإرهابية التي حصلت في لبنان. والتقت بلاسنيك التي تزور لبنان في إطار جولتها في المنطقة، رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري والبطريرك الماروني نصرالله صفير ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وقالت بلاسنيك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية بالوكالة طارق متري عقب لقائها السنيورة، إن زيارتها لبنان"تأتي في توقيت مهم للمنطقة برمتها لأن سنة 2008 ستكون سنة تطور الديناميكية الجديدة للعملية السياسية في الشرق الأوسط التي سنطورها جميعاً، لأن هذا هو حصاد مؤتمر أنابوليس ويجب ألاّ يجف حتى لو كانت هناك تطورات صعبة". وأكدت تعاطف بلادها مع"لبنان الذي تربطنا به علاقات ممتازة، وهناك تعاطف كبير في بلدنا مع الشعب اللبناني بالنسبة الى التنوع الديني والثقافي فيه، وأيضاً بالنسبة الى الاستقرار الديموقراطي"، مشددة على"الدعم والتقدير للبنان من جانب أصغر دولة وأفعلها في الاتحاد الأوروبي، ورئيس الحكومة وفريقه الذي ندعمه". وأشارت الى إدانة"الاتحاد الأوروبي العنف والعمليات الإرهابية لأن ذلك يعرّض السلام والاستقرار في لبنان". وأضافت المسؤولة النمسوية:"نأسف لأنه حتى الساعة لم يتم التمكن من انتخاب رئيس جديد، ونأمل بقوة ونتوقع أن تتم عملية الانتخاب في 11 شباط، ونحن أيضاً دعمنا بصراحة المبادرة العربية بالنسبة الى خطة انتخاب رئيس وقيام حكومة وحدة وطنية واعتماد قانون انتخابي جديد". وقالت:"نعي تماماً أهمية الاستقرار في لبنان بالنسبة الى المنطقة كلها ونحن نتطلع الى إعادة العمل في المؤسسات الديموقراطية في لبنان". وأوضحت انها تتوجه من لبنان الى القدس فرام الله ثم الى دمشق حيث ستتناول مسائل عدة تتعلق بلبنان"مع شركائنا السوريين ومع نظيري وليد المعلم". ونقلت عن السنيورة تشديده على"ضرورة انتخاب رئيس لأن البلاد من دون رئيس منذ نحو ثلاثة أشهر والبرلمان مقفل، لذا فإن الوضع تحت الضغط من أوجه مختلفة ورئيس الحكومة كان واضحاً بأنه يتوقع أن تتم عملية الانتخاب في 11 شباط". وأوضح متري من ناحيته، أن البحث مع بلاسنيك تناول الأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية والعلاقات الثنائية وپ"حييّنا الجهود التي تقوم بها النمسا على صعيد العمل على حظر القنابل العنقودية، وهي قضية تهم لبنان في المقام الأول لأنه ضحية القنابل العنقودية التي خلفها العدوان الإسرائيلي إضافة الى ما خلفه العدوان والقرارت الدولية". وكان صلوخ ثمن"الدعم الذي أبداه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للمبادرة العربية"، متمنياً"لو يشمل هذا التأييد بعض الدول الكبرى التي ما زال موقفها من المبادرة غامضاً"، داعياً الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى"استكمال مساعيه بالطريقة التي يراها الأنسب".