تشهد الدراما المصرية عودة قوية لدراما الجاسوسية التي كانت تعرضت لانتكاسات خلال الأعوام الماضية، خصوصاً بعد نفي ما أشيع أخيراً حول قرارات رسمية تمنع تحويل بعض القصص البطولية الموجودة في ملف جهاز الاستخبارات المصري إلى دراما تلفزيونية أو سينمائية. أما الشكل العملي لهذا النفي فكان من خلال تكليف وزير الإعلام المصري بتدشين أعمال من هذا النوع، أو الإفراج عن أخرى ظلت حبيسة الأدراج أعواماً. ومن ابرز هذه الأعمال مسلسل"العنكبوت"من بطولة أحمد عبد العزيز ومحمد رياض ونيرمين الفقي وياسر جلال وسلوى خطاب وجيهان فاضل وجيهان راتب وأحمد وفيق وأحمد خليل عن قصة للدكتور عمرو عبد السميع وسيناريو وحوار محمد الباسوسي وإخراج إبراهيم الشوادي. ويركز هذا العمل على مجموعة من الشخصيات الرئيسة بينها صحافي فاسد يتاجر بمهنته، وسياسي هاجر إلى أميركا، ومهاجرة تتحول إلى راقصة لتوفير سبل العيش، يجتمعون من أجل تمويل مشروع ضخم يعيدهم إلى بلدهم مصر، لكنهم يكتشفون في النهاية أنهم وقعوا فريسة شبكة جاسوسية دولية. وتسلط القصة الضوء على طرق تخريب الدول داخلياً بهدف السيطرة عليها، ومنها غسيل الأموال ودعم الفساد والصحافة غير الشريفة وابتزاز العقول المهاجرة وطرق تجنيد الجواسيس. ويعكف المؤلف بشير الديك على كتابة مسلسل تلفزيوني يتناول قصة حياة سامية فهمي المأخوذة عن رواية للأديب الراحل صالح مرسي تحمل الاسم ذاته. وهي من إحدى قصص البطولة الموجودة في ملفات الاستخبارات المصرية. ومن المقرر أن تقوم بالبطولة منة شلبي في شخصية سامية فهمي على أن يتولى الإخراج نادر جلال. ويهدف العمل إلى توضيح أن صاحبة القصة لم تكن عميلة، بل فتاة وطنية أدركت أن خطيبها على علاقة بالموساد الإسرائيلي، فجندها المسؤولون لكشف الشبكة. ويستعد المخرج مدحت السباعي لتصوير مسلسل"يا عزيز عيني"، الذي رشح لبطولته فاروق الفيشاوي وعزت أبو عوف وتامر هجرس وميس حمدان، وتتناول الأحداث الفترة من 1935 إلى 1945، إذ شهدت أكبر عملية تجسس في القرن العشرين: عملية"كون دور"التي قامت بها الاستخبارات الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية في مصر ضد الإنكليز. وتسلط قصة المسلسل الضوء على الضابط عزيز المصري الذي خدع الاستخبارات الألمانية والإنكليزية وعمل لمصلحة بلاده. وفي السياق ذاته انتهى المؤلف محمود النجار من كتابة سيناريو قصة"جاسوس في عرض البحر"لماهر عبدالحميد الذي يعد مؤسس دراما الجاسوسية قبل صالح مرسي. وتدور أحداث هذا العمل الذي اختار له المؤلف عنوان"الفهد والسنجاب"حول يهودي مصري يقع في حب فتاة يهودية تشترط عليه السفر معها إلى إسرائيل، وهناك يضطر للعمل مع الموساد الذي يجنده في اليمن، ثم تتمكن الاستخبارات المصرية من إلقاء القبض عليه، لكن سرعان ما يتم تهريبه، فيحكم عليه بالإعدام. ويستعد المؤلف نبيل فاروق لمسلسل جديد عن الجاسوسية يعود به إلى التلفزيون بعد غياب. وأكد المؤلف إبراهيم مسعود الذي قدم عدداً كبيراًَ من أعمال الجاسوسية، لپ"الحياة"، عدم وجود قرارات تمنع تحويل بعض القصص والأحداث البطولية الموجودة في ملفات الاستخبارات المصرية، الى أفلام وقال:"من خلال تعاملي مع الجهاز أعرف أنهم يساعدون من يريد خوض غمار هذه التجارب، ويوفرون كل المواد التي يطلبها. وهو ما حدث معي شخصياً في عدد من الأعمال التي حولتها إلى التلفزيون، ومنها مسلسلا"داليا المصرية"وپ"التعلب"، أو أفلام"إعدام ميت"وپ"فخ الجواسيس"وپ"عملية الكافيير". وأشار مسعود إلى أن خلو الساحة الفنية في السنوات الماضية من هذه الأعمال يعود الى أسباب إنتاجية فقط، وأضاف:"مسلسلات الجاسوسية ضرورة في عالم اليوم ليطلع الشباب على بطولات الأجيال السابقة وقصصها، وما أحوجنا الى دراما تبرز الجوانب الوطنية والإنسانية". وطالب مسعود من يتصدى للكتابة عن هذه الأعمال بپ"أن يكون قارئاً جيداً لهذه النوعية،ويملك القدرة على صوغها في أسلوب جذاب لأنها تتطلب مهارة خاصة في الكتابة لاعتمادها الإيقاع السريع والتشويق، والاطلاع على الدراسات والأبحاث المكتوبة عنها، والإدراك الجيد للزمن الذي تدور فيه الأحداث". يذكر أن الدراما المصرية قدمت سابقاً عدداً من أعمال الجاسوسية، أشهرها"رأفت الهجان"لمحمود عبدالعزيز و"دموع في عيون وقحة"لعادل إمام وپ"الثعلب"لنور الشريف و"السقوط في بير سبع"لسعيد صالح وپ"وادي فيران"لحنان ترك و"الحفار"لحسين فهمي.