عرض الفنان الياباني الأصل، اجينبايو أكينسكو، المعروف بسينكو، في كتاب مصوّر بأسلوب الپ"مانغا" الياباني، قصص العهدين القديم والجديد. ولاقى كتابه إقبالاً وجمهوراً وبيع منه نحو 50 ألف نسخة في الأسابيع الأولى على طرحه في الأسواق البريطانية والأميركية. وفي الكتاب المصور هذا، يتهيأ يسوع بهيئة مقاتل ساموراي قاسٍ متمرّد وثوري، وفد الى المدينة ليقلب النظام السائد، ويحارب الفساد المستشري. ونأى مؤلف كتاب"التوراة بالصور"، بيسوع عن صورته الهوليوودية التي تقدمه على أنه إنسان لطيف ووديع، وعيناه زرقاوان. وتحافظ شرائط"المانغا"على وجوه الكتاب الفجة والمباشرة، وتفرد حيزاً واسعاً للحركة والتشويق. فغابت عن كتاب سينكو الأجزاء"الهادئة"من التوراة والأناجيل، مثل عظة الجبل، وسلطت الضوء على جوانب غامضة تقدم تفسيرات جديدة للكتاب، وتغيّر النظرة القديمة إلى القدوة والمُثل، وتجددها. وفي قصص"المانغا"المصورة، تتمتع الشخصيات بعيون واسعة شاخصة، وحركاتها سينمائية ومختصرة. وتغلب حركة الشخصيات على حواراتها. وتشبه شخصيات توراة سينكو المصوّرة، وهي حادة القسمات وسريعة الانفعال، المتزلّجين على رمال الصحراء. فعلى سبيل المثال، يكسر نوح قلم التدوين حنقاً، حين يخطئ في عدّ الحيوانات التي اختارها إلى سفينته، ويضطر إلى الإحصاء من جديد. ويبادر إبراهيم، المقدام الراكب على صهوة حصان، الى إنقاذ لوط من انفجار دبّره ملك باشان الذي يشبه الشرير دارك فايدور في سلسلة"حرب النجوم"السينمائية. وفي بريطانيا، بيعت 30 ألف نسخة من توراة سينكو، و15 ألفاً في الولاياتالمتحدة، لقاء نحو 13 دولاراً للنسخة الواحدة. وتلقف المراهقون والشباب الكتاب، وقدمه الأجداد والجدات هدية لأحفادهم الصغار. ورأى هؤلاء أن الكتاب المصور يحمل الصغار على قراءة العهدين القديم والجديد. وفي كتاب سينكو، ترشد أطر موجزة القارئ إلى الفقرات التي تتصل بمشاهد يراها. ويرى القراء المحايدون أن الكتاب المصور، وهو يتناول وقوف البشر بين يدي الحضرة، دليل على معاصرة الكتاب واتصاله بالزمن الراهن. وسعى دعاة ومفكرون، منذ قرون، إلى جعل الكتب في متناول العامة. ففي أوروبا القرون الوسطى، رُسمت على زجاج الكنائس قصص الكتاب ليراها من لا يلم بأصول القراءة. وأسهم تطور تقنية الطباعة في نشر العهدين القديم والجديد. وفي العقد الأخير، انصب اهتمام الناشرين على نشر نسخة من الكتاب خاصة بالمراهقين. ويتحدر سينكو، وهو شب ببريطانيا ونيجيريا، من عائلة أنغليكانية نيجيرية، ويحمل شهادة من مدرسة اللاهوت في لندن، ويحترف الرسم منذ سنوات. وهو يرى أن"تفسيره"التوراة والأناجيل، ونقلها الى القراء في أسلوب المانغا، هما دعوة الى التأمل الخاشع. وأثنت كنيسة إنكلترا على عمله، ونبهت الى أن فكرة المسيح البطل أو النجم، ليست محدثة أو جديدة. فسبق عرضها في فيلم"يسوع المسيح نجماً""جيزوس كرايست سوبرستار"، في سبعينات القرن العشرين. وثمة نسخ موجزة للكتاب. وفي 2005، ظهرت طبعة أسترالية صاغت الفقرات، ويفوق عددها 31 ألفاً، بإيجاز لتناسب الرسائل القصيرة المرسلة من طريق الهاتف الخليوي. عن نيلا بانرجي ، "نيويورك تايمز" الأميركية، 18/2/2008