في الأسبوع الأول من سبتمبر سنة 2009 منتصف رمضان 1430ه طيرت وكالات الأنباء ونشرت الصحف – ومختلف وسائل الإعلام خبر عثور الباحث "نيوكلا ساريس" فى مكتبة ديرسانت كاترين - بشبه جزيرة سيناء - على أوراق من الإنجيل ، تعد جزءاً من أقدم نسخة فى العالم يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي سنة 350ه. ولقد أثار نشر خبر هذا "الاكتشاف" وجدد الحديث عن قضية قديمة جديدة يتداول الحديث فيها المختصون فى مقارنة الأديان .. وهى إذا كان أقدم إنجيل فى العالم إنما يعود تاريخه إلى القرن الرابع بعد المسيح عليه السلام " فأين هى أصول المسيحية طوال القرون الأربعة هذه؟!! .. وهل يمكن الثقة بأصول دين فقد ذاكرته على امتداد أربعة قرون ؟!.. خصوصاً عندما تكون هذه القرون الأربعة هي قرون الأصول والجذور والتأسيس؟!!. إن كثيرا من العلماء والباحثين – فى إطار النصراني ذاته – قد امتلكوا شجاعة فتح هذا الملف الشائك وكتبوا الدراسات التى تنفى الثقة من الأناجيل المعتمدة الآن لدى الكنائس الكبرى فى العالم .. ونبهوا إلى تناقضات هذه الأناجيل وإلى كتابتها فى تاريخ متأخر جداً عن عصر المسيح – عليه السلام – كما أن اكتشافات كثيرة من المخطوطات مسيحية أخرى قد أثبتت وجود مخطوطات لأناجيل كتبها كتاب مسيحيون فى تواريخ سابقة على القرن الرابع الميلادي وعلى كتابة الأناجيل الأربعة التى اعتمدتها الدولة الرومانية وتبعتها فى هذا الاعتماد الكنائس المسيحية الكبرى – ومن أهم هذه الاكتشافات مخطوطات نجح حمادي بصعيد مصر 1927 م – والتى تتناقض مع الأناجيل المعتمدة فى العقائد الأساسية للمسيحية .. وإذا شئنا نماذج لدراسات نصرانية غربية عرضت لمدى موثوقية الأناجيل المعتمدة فى دائرة المعارف البريطانية الصادرة عن بلد انجليكانى ترأس ملكته الكنيسة – وهى من أوثق دوائر المعارف الغربية على الإطلاق – قد كتبت عن هذه الأناجيل الأربعة وعن درجة الثقة العلمية فيها فقالت : عن إنجيل متى: "إن كون متى هو مؤلف هذا الإنجيل هو أمر مشكوك فيه بجد "ومن المسلم به أن متى قد اعتمد فى كتابة إنجيله على إنجيل مرقس، أول الأناجيل تأليفا، حيث حوى 600 عدد من أعداء إنجيل مرقس البالغة 621 عدداً أى 90% من محتويات إنجيل مرقس -.. والسؤال المتبادر إلى الذهن هو : كيف يعتمد متى – وهو حواري المسيح- على إنجيل كتبه مرقس- وهو تلميذ الحواري بطرس – أي من الصف الثاني من أتباع المسيح؟!. وعن إنجيل مرقس قالت الموسوعة البريطانية " فى أفضل المخطوطات فإن الأعداد من 9 إلى 20 يعتمد عموماً إضافات متأخرة والأعداد الأخيرة – 16-9-20- غير موجودة في بعض المخطوطات ويوجد عوضا عنها تقاطع أقصر فى مخطوطات أخرى وهناك خلاف حول تأليف مرقس لهذا الجزء "!. وعن إنجيل يوحنا الذي انفرد بتأليفه المسيح- تقول هذه الموسوعة: " إنه يتعارض مع الأناجيل الأخرى في أمور هامة جداً وحاسمة .. منها تاريخ صلب المسيح.. وعدم ذكر تفاصيل العشاء الأخير ومدة رسالة المسيح .. الخ.. الخ..؟. كما ذكرت الموسوعة البريطانية أن النسخ الأصلية لهذه الأناجيل الأربعة لا وجود لها !.. وأن أقدم مخطوطات هذه الأناجيل متأخرة – فى التاريخ – عن عصر المسيح بثلاثة قرون !.. وأن بين المخطوطات الأصلية لهذه الأناجيل تناقضات تزيد على 150,000 ألف تناقض واختلاف بين النصوص!!. فهل نعى – نحن المسلمين – وهل يعي المنصرون نوع " البضاعة " المعروضة فى الأسواق" ؟!.