أعلن الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "التقدم في التحقيقات التي تجريها السلطات السورية في عملية اغتيال القيادي في المقاومة الإسلامية الحاج عماد مغنية، يثبت أن العدو الصهيوني الإسرائيلي هو من اغتاله"، مؤكداً الحق بالرد"في الطريقة والزمان والمكان التي نختارها". وأقسم نصرالله أن"دم الحاج عماد لن يذهب هدراً"، متوعداً إسرائيل بقوله:"إن فكرت بعدوان جديد على لبنان سندمر جيشها وهيبته وعندما تصبح إسرائيل بلا جيش لا تبقى". كلام نصرالله جاء في احتفال نظمه الحزب أمس إحياء لمناسبة"أسبوع المقاومة الإسلامية"وأسبوع مغنية في مجمع"سيد الشهداء"في الضاحية الجنوبية في مشاركة حشود وحضور سياسي. وقبل إلقاء نصرالله كلمته المتلفزة، ألقيت كلمات لأبناء الشهداء، راغب حرب، وياسر عباس الموسوي، وجهاد عماد مغنية. استهل نصرالله كلمته بتوجيه الشكر الى"كل من قدم لنا العزاء والمباركة باستشهاد القائد الكبير الحاج عماد مغنية، في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والاسلامي، وكل الذين اقاموا مجالس التبريك والعزاء"، خاصاً بالذكر القيادة الإيرانية. وتحدث نصر الله بإسهاب عن"القادة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس والحاج عماد الذين بات كل واحد منهم رمزاً وعنواناً لمرحلة معينة في مواجهة العدوان الصهيوني الدائم والمستمر على لبنان منذ عام منذ سقوط فلسطين عام 1948"، منتقداً بعض القادة السياسيين اللبنانيين الذين"يتجاهلون تلك المرحلة". وقال:"إن قرار الحرب والسلم هو في يد إسرائيل. ولكل الذين يتحدثون عن قرار الحرب والسلم، أقول: أيها المساكين القرار ليس في يدكم وان كنتم في حكومة، بل في يد إسرائيل، والقرار الذي نتخذه نحن هو حقنا الشرعي والأخلاقي في الدفاع عن أرضنا ووطننا عندما تتخلى عنه الدولة والعالم. قرار الحرب والسلم عليكم أن تكونوا أسوداً لتنتزعوه من قلب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت و وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك والإدارة الأميركية". وأشار الى أن استشهاد الشيخ راغب كان عنوان مرحلة 1982 - 1985 واستشهاد السيد عباس كان عنوان مرحلة 1992-2000 وأضاف:"المرحلة الثالثة كان عنوانها عماد مغنية، وهي مرحلة الانتصارات والإنجازات وتوازن الرعب مع العدو وتحول المقاومة الى مؤسسة لا تتوقف في خططها وبرامجها وتكتيكها على شخص او قائد مهما علا شأنه. عماد مغنية، كان القائد الميداني للتحرير عام 2000 لكنه لم يقل أنا صانع النصر وأريد منكم جزاء أو شكوراً، وهو قائد عملية الأسر الأولى بعد التحرير وعملية أسر العقيد الحنان تننباوم والتي أدت في نهاية المطاف إلى تحرير عدد كبير من الأسرى اللبنانيينوالفلسطينيين وغيرهم، ومنذ عام 2000 كان القائد للتحضير للدفاع عن لبنان، ثم جاءت حرب تموز يوليو وكان الانتصار، وكان الحاج عماد من القادة الكبار قبل الحرب وخلالها". وأضاف:"لو أردت أن أعطيه حقه أقول إن الحاج عماد كان قائد الانتصارين في عام 2000 و2006"، موضحاً"أنه عمل بعد الحرب على معالجة نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة، ورحل شهيداً بعدما أنجز المهمة ولم يبق هناك شيء في حاجة إلى عماد مغنية لينجزه". وأوضح أن"اغتيال مغنية جاء بعد 25 عاماً من الملاحقة والتعاون الاستخباري الأميركي - الإسرائيلي واعتبروه انجازاً بينما نعتبر محاربته لهم طوال هذه الفترة هي الانجاز". وأكد أن"التحقيق في دمشق ما زال مستمراً ومتواصلاً، وهو مسؤولية سورية لأنه حصل في دمشق وكل ما قيل عن لجنة تحقيق إيرانية - سورية غير صحيح". وقال:"نحن نتعاون مع التحقيق السوري بما لدينا من معطيات ونتواصل بشكل دائم وهم يتولون التحقيق، وأشهد من خلال المتابعة اليومية، بجدية عالية جداً والعمل الكبير الذي يتم بمعزل عن الإشاعات التي نشرت والتي تحاول أن تحرف التحقيق عن مساره الصحيح، أؤكد أن كل المعطيات المتوافرة حتى الآن من خلال التحقيق زادت قناعتنا بمسؤولية إسرائيل عن ذلك". وأضاف نصر الله:"إسرائيل هي العدو والمسؤول عن الاغتيال وكنا حازمين وواضحين في هذه المسألة لكن هناك أيضاً من يريد حرف مسار المسؤولية وهذا ما نرفضه. هنا من حقنا أن نستغرب ما قامت به بعض الدول الغربية من إغلاق مراكز ثقافية لها في صيدا وطرابلس أو تحذير بعض الدول العربية رعاياها من المجيء الى لبنان وكذلك فعلت بعض الدول الغربية". وأضاف:"إذا كان المقصود هو الحذر منا، فعدونا وخصمنا هو الإسرائيلي وثأرنا عنده ونحن لم نوجه اتهاماً الى أحد، وإذا كان المقصود هو الخشية أو الحذر من دخول أحد على الخط فليعلنوا ذلك ويوضحوه ولا يبقوا الأمور ملتبسة. نعم جميعاً يجب أن نحذر من دخول أي طرف على الخط لأن هناك أطرافاً لها مصلحة في توتير الأجواء في لبنان وإيجاد خضات أمنية ومخاطر جدية في لبنان. هذه مسؤوليتهم أن يوضحوا هذا الأمر". وشدد نصرالله على أن"استراتيجية المقاومة كانت وما زالت تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وأسرى في السجون الاسرائيلية والدفاع عن لبنان وحمايته من العدوان الإسرائيلي"، مؤكداً:"ما زلنا على رغم ألمنا الكبير، ندعم أي حوار وطني يؤدي إلى استراتيجية دفاع وطني حقيقية تتحمل فيها الدولة واللبنانيون جميعاً مسؤولية الدفاع عن لبنان ونرى في ذلك مصلحة للبنان ولنا وللجنوب". وتحدث عن زوال إسرائيل، مشيراً الى أن"ذلك هو نتيجة حتمية قهرية وسنّة إلهية لا مفر منها. هذا أمر قطعي. نحن نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة وأنا أعتقد أن هذا المسار سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة"، عازياً ذلك الى عدد من الأسباب منها"أن إسرائيل وجود طارئ وغريب لا يمكنه الاستمرار، وهي ليست موجودة بقوتها الذاتية بل بالإرادة الدولية التي ستتغير أيضاً". وأشار نصرالله الى أن"الإسرائيليين يهددون بالحرب"، معتبراً أن"اغتيال عماد مغنية عملية استباقية وليست مجرد ثأر أو إزالة لتهديد يمثله عماد مغنية... ومجموعة من القادة شكلت العنصر الأساسي للانتصار في حرب تموز وعليهم ان يشطبوها إذا ما شنوا حرباً جديدة فيفقد"حزب الله"القدرة على تحقيق النصر"، متحدثاً عن أن"بعض الأحزاب في فريق السلطة عاد الى نغمة تطمين كوادره وقاداته بأن هناك حرباً قريبة ستقضي على"حزب الله"والمعارضة، لذلك هم ليسوا مستعجلين لأي تسوية، فسيدهم الأميركي يرفض المبادرة العربية وهم لا يعلقون. لو قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أو متقي ما قاله مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشوؤن العراق ديفيد ساترفيلد لقامت الدنيا ولم تقعد". وتابع:"بعد احتفال 14 شباط في ساحة الشهداء طلع فريق السلطة، الذي لن أطلق عليه مجدداً فريق 14 شباط تنزيهاً للذكرى وللرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليقول إن قبل 14 شباط يختلف عما بعده والهدف من ذلك هو التنصل من كل ما تم التوافق عليه في المفاوضات الرباعية، والحجة أن هناك مليوناً ونصف المليون نزلوا تحت الشتاء واعتبروا هذا استفتاء شعبياً ودليلاً على أنهم أكثرية". وتابع:"إذا كان هذا المقياس والأساس أنهم الأكثرية الشعبية والمسيحية، متقصدين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وأنهم هم الشعب اللبناني، فلدي اقتراحان: الأول نأخذ كلانا مهلة أسبوع أو 10 أيام ثم ندعو الى تظاهرتين لا يوجد فيهما الشهيد رفيق الحريري أو شهيد من عندنا، ونحصي من يحشد أكثر، إذا قبلتم بهذا المقياس فنحن موافقون. أما الاقتراح الثاني، أن تجروا مقارنة بين حشدكم والحشد في الضاحية الجنوبية يوم ذكرى عاشوراء، فإذا كنتم أكثر أعترف لكم بأنكم الأكثرية". وأوضح أن"هذا الكلام على سبيل المحاججة لكن لا آذان تصغي... اتخذوا الاحتفال في 14 شباط حجة ليعطلوا كل المفاوضات والحوار وليقولوا نحن الأكثرية ونريد ان نمشي في خياراتنا بالنصف زائداً واحداً أو بإعادة استكمال الحكومة، وما الزيارات واللقاءات التي تحصل في عواصم العالم إلا على هذه القاعدة وانطلاقاً من هذه الرؤية، لو كانوا يريدون تسوية فهم ليسوا بحاجة إلى كل هذه الزيارات المكوكية. التسوية تحصل في مجلس النواب بين ممثلي الموالاة والمعارضة وفي حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى". وتابع:"هم لا يريدون ذلك، بل يحدثون كوادرهم وعناصرهم ويقولون لهم ما قاله الأميركي، علينا أن نصمد أشهراً قليلة ليتغير الحال لأن هناك حرباً ستقوم في المنطقة أو حرباً على"حزب الله"في لبنان وينتهي"حزب الله"ومعه المعارضة"، موضحاً أنه يقول ذلك ل"التحذير والانتباه ولتحديد الموقف: نحن مستعدون للمواجهة والدفاع ومستعدون لصنع نصر جديد. لن يستطيع أحد، لا الصهاينة ولا عملاؤهم، أن يحمي الجبهة الداخلية من صواريخنا، أما في الاجتياح البري فأقول: أيها الصهاينة أقسم لكم أننا في أي حرب جديدة سنقاتلكم في الميدان قتالاً لم تشهدوه طوال تاريخكم. هنا أقصد دم عماد مغنية يزيل إسرائيل من الوجود، سيدمر جيشكم وبقية هيبتكم وردعكم وتبقى إسرائيل بلا جيش وعندما تبقى بلا جيش لا تبقى". وانتقد عدم إدانة مجلس الأمن اغتيال مغنية، و"المحكمة الدولية التي يهدد بها الرئيس الأميركي جورج بوش و الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، المحكمة الدولية التي مدعيها العام في معراب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع، وقاضيها في كليمنصو رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط؟ هل هذه محكمة تأتي بعدل؟ هل نلجأ الى السلطة السياسية التي تجاهلت صانع التحرير عام 2000 وهم يعيشون على فتات موائد عماد مغنية؟ أبداً... نحن بقرارنا الوطني المستقل سندافع عن عزيمتنا وإرادتنا. يا حاج عماد اقسم بالله ان دمك لن يذهب هدراً".