شيّع "حزب الله" وعشرات الآلاف من مناصريه أمس القائد العسكري في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل بتفجير استهدفه في دمشق مساء الثلثاء الماضي. وجاء التشييع في مأتم مهيب ومؤثر، في ضاحية بيروت الجنوبية بعد ظهر أمس، إثر أقل من ساعة على انفضاض الحشد الشعبي الذي نظمته الأكثرية في الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتخللت التشييع مواقف مهمة للقيادة الإيرانية، التي مثلها وزير الخارجية منوشهر متقي، وللأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله الذي كرر اتهام إسرائيل باغتيال مغنية الحاج رضوان، واعتبر ان الإسرائيليين"تجاوزوا الحدود"، وهدد قائلاً:"إذا أرادت إسرائيل حرباً مفتوحة فلتكن". واحتشدت الجموع تحت الأمطار وفي ظل الطقس العاصف منذ الصباح في الشوارع المحيطة بمجمع سيد الشهداء الذي غص بالمعزين، لقيادة الحزب. وحضر من طهران لمشاركة الحزب في العزاء الوزير منوشهر متقي، وجلس الى جانب والد مغنية وقيادة الحزب، وبعدما أدت التحية للنعش الذي حمله رفاقه قرب صورة عملاقة لمغنية، أطل نصرالله على الحضور وسط صيحات التكبير. وتلقى"حزب الله"رسالة تعزية من مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي اعتبر فيها ان اغتيالات مماثلة ستزيد أعمال المقاومة. وتلا متقي رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اعتبر فيها الأخير ان اغتيال مغنية"وصمة عار على جبين الصهاينة الذين فقدوا ماء وجههم وهم مجرمون". وزاد ان"الشباب والشعب اللبناني يجدون بين ظهرانيهم مئات الآلاف بل الملايين من أمثال الحاج رضوان". وتابع نجاد ان"الشعب اللبناني الواعي سيحبط كل الفتن والمؤامرات". وقال نصرالله في كلمة له:"قتلوا الأخ عماد مغنية وهم يظنون ان بقتله ستنهار المقاومة. وهم قتلوه في سياق حرب تموز التي ما زالت مستمرة ومدعومة من الدول نفسها التي دعمت حرب تموز". وزاد:"دم مغنية سيخرجكم من الوجود، وهذا الكلام ليس للانفعال ولا للعاطفة". مشيراً الى"مرحلة بدء سقوط دولة اسرائيل... إسرائيل ستعتدي على لبنان... وفي أي حرب مقبلة ترك لكم الإسرائيليين عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الجاهزين للشهادة". وجاء كلام نصرالله عن الحرب المفتوحة في سياق قوله ان"الصهاينة تعاطوا مع المسألة بتلميح، أقوى من التصريح في تحملهم مسؤولية الاغتيال". وتناول نصر الله الأزمة الداخلية في لبنان، ومناسبة ذكرى 14 شباط فرد بطريقة غير مباشرة على الخطابين اللذين ألقاهما كل من زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط فقال:"كنا نود ان يجمع الاستشهاد الساحات لكن يشاء البعض دائماً ان يحوّل المناسبة الى شتائم واتهامات واليد الممدودة عندما نرى انها صادقة لن تجد منا إلا يداً ممدودة". وقال نصرالله:"ليسمعوا جميعاً الأكثرية لبنان هذا لن يكون اسرائيلياً أو اميركياً في يوم من الأيام. ولن يقسّم ولن يفدرل فيديرالية ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت الى أسياده في واشنطن وتل ابيب". وأكد ان"لبنان سيبقى على رغم أنوف الأقزام بلداً للمقاومة". وحمل رفاق الشهيد نعش مغنية على الأكتاف تحت المطر، وسار خلفهم عشرات الآلاف من الأنصار المشيعين، بعد الصلاة على جثمانه حيث ووري الثرى في مأتم مؤثر. ودانت النائب بهية الحريري، في تصريح لها، اغتيال مغنية في دمشق، متوجهة بالتعزية الى السيد حسن نصرالله وقيادة"حزب الله"وعائلة مغنية. وقالت:"إن هذه الجريمة التي نالت من أحد رموز وقادة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لن تتمكن من النيل من إرادة اللبنانيين وعزيمتهم في الصمود والتصدي لكل ما يمس بسيادتهم واستقلالهم، وإرادتهم في الوحدة وفي الحفاظ على إرث التحرير". وفي واشنطن ا ف ب، اعتبرت الخارجية الأميركية ان كلام نصر الله عن"الحرب المفتوحة"على اسرائيل يثير القلق". وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك:"في شكل عام، تصريحات من هذا النوع تكون مبعث قلق كبير، ولا بد من ان تنذر الجميع بالخطر"، معتبراً ان"لحزب الله تاريخاً طويلاً من العنف والإرهاب في كل أنحاء العالم". وتابع:"في كل مرة توجه فيها منظمة إرهابية تهديداً الى ديموقراطية، الى دولة عضو في الأممالمتحدة، لا بد من ان تكون مبعث قلق لكل الأمم المتمدنة في العالم". وغادر الوزير متقي بيروت بعد مشاركته في التشييع، متوجهاً الى دمشق حيث استقبله الرئيس بشار الاسد واجرى محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم تناولت الوضع في لبنان.