أكد نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا شيخ عطار أن إيران وسورية ستشكلان لجنة مشتركة للتحقيق في اغتيال أحد أبرز القادة العسكريين والأمنيين في"حزب الله"عماد مغنية في دمشق الثلثاء الماضي. وقال شيخ عطار إن قرار تشكيل اللجنة اتخذ في المحادثات التي أجراها وزير الخارجية منوتشهر متقي مع المسؤولين السوريين، مشيراً إلى أن مهمة هذه اللجنة الكشف عن"جذور اغتيال مغنية وابعاده لفضح المشاركين في هذا العمل الجبان وتحميل المقصرين مسؤولية عملهم". شيخ عطار، ومن ناحية أخرى، دعا الأطراف والأحزاب اللبنانيين إلى"إدراك الظروف والأوضاع الحساسة الحالية وان يتمكنوا من التوصل إلى قرارات بالاجتماع لإفشال هذه المؤامرة"، معتبراً أن"حزب الله"، إضافة إلى كونه معارضاً ومحارباً لمجرمي الكيان الصهيوني، هو محور للاستقرار وعمود السلام والهدوء في لبنان". وأضاف في إشارة إلى إسرائيل:"يعتقدون اليوم انهم الرابحون من هذا الاغتيال لكنهم مخطئون". إلى ذلك دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الشيخ هاشمي رفسنجاني إلى"إنصاف"عماد مغنية في مواجهة التقارير الإعلامية والاستخباراتية التي تصفه بالإرهابي. وقال:"هو استشهد مظلوماً وتعرض لدعايات مغرضة وظالمة بعد موته". ووصف رفسنجاني مغنية بأنه"رجل كبير غاب ولم يعد قادراً على الدفاع عن نفسه"، منتقداً الحكومتين الأميركية والإسرائيلية اللتين عبرتا عن فرحتهما لهذا الاغتيال، وقال:"هذه فضيحة كبيرة لهم، التعبير عن الفرحة بالاغتيال جاء من الجهة التي تدعي محاربة الإرهاب، والاغتيال إرهاب واضح". ودعا إلى"عدم نسيان شهداء غزة وذكرى الشهيد الأمين العام السابق ل"حزب الله" السيد عباس الموسوي"الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية. إلى ذلك، أعلنت لجنة تكريم شهداء النهضة الإسلامية في العالم عن نيتها وضع نصب تذكاري لمغنية في أحد شوارع طهران. وقال بيان صادر عن هذه اللجنة ان"بالتزامن مع اليوم السابع لاستشهاد مغنية الذي سيقام في بيروت، سيقام في طهران احتفال بوضع نصب تذكاري لمغنية في طهران تخليداً لذكرى هذا المناضل الكبير". وأعلنت اللجنة أيضاً عن البدء بالتحضير لانتاج فيلم وثائقي عن مغنية. وفي بيروت، واصل"حزب الله"أمس، تقبل التعازي بمغنية. ومنذ الصباح، غصت قاعة مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت بالمعزين. وقدم وفد يمثل البطريرك الماروني نصر الله صفير التعازي. ونقل المطران شكر الله الحاج الذي ترأس الوفد عن صفير تمنياته بأن يلتف اللبنانيون حول بلدهم كما التفوا حول"الشهيد العظيم"مغنية. وفي تصريح الى"المنار"، عن موقفه من الكلام الأميركي حول أن"العالم اصبح افضل من دون مغنية"، رد الحاج:"لديهم ماذا يقولون، والمهم ماذا نعتقد نحن". كما قدم التعازي كل من: الرئيس السابق اميل لحود، ونواب"تكتل التغيير والإصلاح": عباس هاشم، كميل خوري، ونبيل نقولا، والنائب بيار دكاش، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والوزير السابق سليمان فرنجية وعدد كبير من الوزراء والنواب السابقين والديبلوماسيين، والقضاة جان فهد واحمد ضو ومنيف عويدات، ووفد من نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم وعدد من الصحافيين ورؤساء الأحزاب التجمعات ووفد من مشايخ عقل الطائفة الدرزية. وإلى ذلك، نعى المفتي في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة السيد علي مكي في رسالة إلى اللبنانيين عماد مغنية، معتبراً أن"دمه سينبت في سهول الجنة رجالات القوة والفداء والدفاع عن الشرف وسيشكل الصخرة المقدسة التي تتحطم عليها جماجم النجاسة واللعنة والقذارة وقوة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي". وقال:"لقد اصبح شهر شباط شهر الشهادة بحق من الشيخ راغب حرب الى السيد عباس الموسوي الى الرئيس رفيق الحريري الى عماد مغنية". تظاهرة في طهران وتشييع في النجف وبعد صلاة الجمعة في طهران، خرج المصلون الإيرانيون في تظاهرة من جامعة طهران إلى ساحة فلسطين انتهت باحتفال خطابي تحدث فيه نائب مسؤول مكتب"حزب الله"في طهران علي زعيتر، الذي أكد أن"حزب الله"لن ينسى دماء شهدائه وان عناصره جاهزون للحرب المفتوحة". وبدوره، اعتبر عضو لجنة دعم المجاهدين في لبنانوفلسطين محسن صباح مغنية"شهيداً قدمته الأمة على طريق الشهادة والعزة والكرامة"، وخاطب الإسرائيليين بالقول:"الا يعرف الصهاينة الدمويون والمجرمون ان دماء عماد مغنية ستخلق الف عماد وستقوي المقاومة أكثر". وهتف المتظاهرون بشعارات"الموت لأمريكا"و?"الموت لاسرائيل"و?"الموت ل الرئيس الأميركي جورج بوش"و"سنقتل، سنقتل من قتل أخانا"و?"عماد استشهد، لبنان تحول إلى كربلاء"و?"جيش المسلمين مستعد للثورة"و?"يا بوش يا خائن، اصبحت مجنونا، قتلت عماد، الله اكبر". ومن المقرر ان يفتح مكتب"حزب الله"في طهران ابوابه اليوم السبت لتقبل التعازي بمغنية على ان يقام مجلس عزاء يوم الاحد في احد مساجد طهران بدعوة من مكتب مرشد الجمهورية اية الله السيد علي خامنئي. وفي مدينة كربلاء العراقية، دان الإمام سهيل العقابي في خطبة الجمعة مقتل مغنية، معرباً عن"تضامن المسلمين مع إخوانهم في فلسطينولبنان والعالم الإسلامي ضد الاحتلال الأميركي والإسرائيلي". وكان صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري في النجف، أعلن أول من أمس، الحداد على مغنية في مقاره ثلاثة أيام. كما سارت مسيرة تشييع رمزية لمغنية، حمل فيها الشبان نعشاً فارغاً ملفوفاً بعلم"حزب الله".