سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة الدولة الوليدة تقر عشرة قوانين بعد الاستقلال ... واحتجاجات عنيفة للصرب . موسكو تحذر من تداعيات انفصال كوسوفو وبلغراد تتهم واشنطن بعدوان على صربيا
حذرت موسكو الإدارة الأميركية من "تداعيات خطرة" لانفصال كوسوفو عن صربيا، فيما أعلنت القيادة العسكرية الروسية أن اعتراف بعض العواصم بالدولة الوليدة يعيد تقسيم العالم إلى"أخيار وأشرار"، فيما انضم إقليم انفصالي في مولدافيا إلى لائحة المطالبين باعتراف دولي بحسب سيناريو كوسوفو. في غضون ذلك، دعت حكومة صربيا مواطنيها الى التزام النظام في احتجاجاتهم الغاضبة على إعلان كوسوفو الاستقلال، والابتعاد عن إلحاق الأضرار بممثلات ومصالح الدول التي دعمت انفصال الإقليم. لكن صرب كوسوفو واصلوا مهاجمة المؤسسات الدولية وأحرقوا نقطتين رئيسيتين لحدود الإقليم مع صربيا والجبل الأسود تشرف عليهما الأممالمتحدة، ما استدعى تدخل القوات الأطلسية لإطفاء الحرائق. وعقدت حكومة كوسوفو أول اجتماع لها برئاسة هاشم تاتشي ووافقت على عشرة قوانين ستقدمها الى البرلمان لإقرارها، وتتعلق بوزارة الخارجية وجوازات السفر والجنسية وإنشاء شرطة لدولة كوسوفو وقضايا التراث والأديرة والكنائس الصربية وتأمين حمايتها. ووصل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى كوسوفو في الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول اجنبي الى الاقليم منذ اعلانه الاستقلال، فيما استدعت بلغراد سفراءها من العواصم التي اعترفت بالدولة الوليدة في خفض للتمثيل الديبلوماسي. وقضت المحكمة الدستورية في صربيا أمس، بعدم شرعية الاستقلال الذي أعلنه الألبان في كوسوفو"لأنه يتعارض مع دستور صربيا الذي ينص على ان كوسوفو إقليم ضمن أراضيها، ويخرق القوانين الدولية، ما يمنح الحق الشرعي للحكومة الصربية بعدم القبول بكل تبعاته ويوفر لها الصلاحية لاستخدام إمكاناتها لإعادة وحدة أراضي بلادها وحدودها الدولية الى وضعها الدستوري". وشنت وسائل الإعلام في بلغراد هجوماً عنيفاً على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لأنه رفض إدانة استقلال كوسوفو"، مشيرة الى ان المندوب الأميركي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد، أفاد"بأن استقلال كوسوفو أمر لا يمكن التراجع عنه، وعلى صربيا وكوسوفو تجاوز خلافاتهما". وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ان بلادها"اعترفت رسمياً بكوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة، وهنأت شعب كوسوفو بهذه المناسبة التاريخية". وأكد الرئيس الأميركي جورج بوش ان الولاياتالمتحدة"ستقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع كوسوفو قريباً"، وأعرب عن اعتقاده بأن"هذا الاستقلال سيجلب السلام الى منطقة البلقان، وسيثبت التاريخ ان هذا كان تحركاً صحيحاً". ووصف رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا الاعتراف الأميركي، بأنه"استمرار لعدوان حلف شمال الأطلسي، الذي قصف صربيا عام 1999 بقيادة أميركية". روسيا وأوروبا وبدت دول الاتحاد الأوروبي منقسمة على نفسها، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا أنها اعترفت بكوسوفو، وأشارت الدول ال25 الأخرى الى مواقف متباينة، إذ أعرب بعضها عن نيته بالاعتراف وآخر بالتحفظ في حين ان غيرها أكد رفض الاعتراف. وابلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيرته الأميركية رايس في اتصال هاتفي، ان إعلان استقلال كوسوفو"غير مقبول وخطر، وستكون له انعكاسات خطرة". وأفاد بيان للخارجية الروسية أن موسكو أكدت"على موقفنا الراسخ باستحالة القبول بخطوات بريشتينا". وأعلن النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف أن اعلان الاستقلال وما تلاه من اعتراف بعض الدول"يقوض عملياً النظام القائم في العالم خلال القرن الأخير"، ويفتح على مرحلة خطرة"تسود فيها شريعة الغاب لأن البعض سيستعين بجهات دولية قوية لتحقيق طموحات تخالف القوانين الدولية، فيما سيسعى آخرون لحماية أنفسهم من تطورات مماثلة". ودخلت المؤسسة العسكرية على خط التعليقات، إذ أعلن قائد الأركان يوري بالويفسكي أن الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو الصربي يشكل ضربة قوية للاتفاقات الدولية التي تم التوصل إليها في يالطا وهلسنكي في العامين 1945 و1973، ما يعني فقدان العالم أسس العلاقات الدولية المتفق عليها والتي رعت الاستقرار النسبي طيلة عقود". وزاد أن ملف استقلال كوسوفو أعاد تقسيم العالم إلى"معسكري أخيار وأشرار". واتهم بالويفسكي واشنطن بأنها"خططت في شكل جيد ومسبق لهذا التطور بهدف جر أوروبا والعالم إلى الوضع الراهن"واستبعد امكان توصل مجلس الأمن إلى اتفاق حول هذه المسألة.