دخلت قضية كوسوفو مرحلة حاسمة مع المحادثات المباشرة بين قادة الصرب والألبان، الأولى من نوعها منذ استئناف المفاوضات في شأن مستقبل الاقليم برعاية"الترويكا"الدولية الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي، فيما دعا وزراء خارجية الدول التي تشكل مجموعة الاتصال الخاصة بالاقليم الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الطرفين الصربي والألباني الى حوار بناء يحقق حلاً وسطاً بينهما. والتقى الوفدان الصربي والألباني بقيادة الرئيسين بوريس تاديتش ومعه رئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا وفايتمير سيديو، في مقر بعثة الاممالمتحدة في نيويورك أمس، في أول محادثات مباشرة بينهما، وسط استمرار خلافاتهما الشديدة. وأصر الألبان على الاستقلال الكامل، وأبلغ عضو وفدهم فيتون سوروي الصحافيين في نيويورك، ان الألبان لن يطلبوا من بلغراد اذناً للحصول على استقلالهم". ورفض الصرب مطلب الألبان الاستقلال، مؤكدين ان الحكم الذاتي الواسع، بما يتفق مع المعايير الاوروبية، هو الاقصى الذي يمكنهم منحه الى سكان الاقليم، وحذر الرئيس الصربي بوريس تاديتش في كلمته امام الاممالمتحدة التي بث تلفزيون بلغراد نصها الكامل امس، من"الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي يريد الألبان اعلانه من جانب واحد". وقال إن"الاعتراف بهذا الاستقلال يمثل خرقاً للقانون الدولي وزعزعة لاستقرار العالم". وأعلن رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماعهما في نيويورك امس، اتفاقهما الكامل في شأن رفض استقلال كوسوفو، وپ"ضرورة الالتزام في حل هذه القضية بالقوانين الدولية وقرار مجلس الأمن 1244"الصادر في حزيران يونيو 1999 والذي يعتبر كوسوفو اقليماً متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن اراضي جمهورية صربيا. ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، اثر اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال مساء اول من امس، الطرفين الصربي والألباني الى"تحمل مسؤولياتهما بروح بناءة حقيقية". وتزامن تصريح ميليباند مع تأكيد نظيره الألماني فرانز فالتر شتاينماير ان المفاوضات بين قادة الصرب والألبان"دخلت مرحلة حاسمة. وكانت روسيا أعلنت ان"الاقليم الصربي هو خط أحمر بالنسبة لها، وأنها ترفض كل قرار لا يوافق الصرب عليه"، في حين تؤيد الولاياتالمتحدة رغبة الألبان باستقلال كوسوفو، وتهدد بالاعتراف من جانب واحد بهذا الاستقلال، في حين ان الأوروبيين منقسمون بينهم في هذه القضية، اذ تؤيد فرنسا وبريطانيا وألمانيا الموقف الأميركي، لكن اسبانيا واليونان وقبرص تتحفظ على خطوة من هذا النوع وتؤكد ان تسوية وضع الاقليم ينبغي ان تتم بقرار من الاممالمتحدة. يذكر ان الاعتراف من جانب واحد باستقلال الاقليم، سيفتقر الى الشرعية الدولية، ولذلك لن يوفر لكوسوفو الانضمام الى المنظمات الدولية، بما فيه الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي.