أكد موقع "شبكة الإخلاص الإسلامية" المؤيد لتنظيم "القاعدة" وجماعات جهادية في العالم أمس، مقتل "أبو ليث الليبي" بصاروخ استهدف مكان إقامته في منطقة مجاورة لبلدة مير علي في إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان المحاذي للحدود مع أفغانستان. وشهدت المنطقة القبلية حيث سقط"أبو ليث"مقتل ثلاثة جنود باكستانيين، وجرح خمسة في عملية انتحارية"إنتقامية"نفذت باستخدام سيارة مفخخة أمس. وأوضح موقع"شبكة الإخلاص" ان مكان إقامة"الليبي"، القيادي البارز في"القاعدة"المتهم بالعملية الانتحارية التي نفذت أمام مدخل قاعدة باغرام الجوية شمال كابول في شباط فبراير الماضي لدى زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي لأفغانستان، تعرض لقصف صاروخي من طائرة من دون طيار يعتقد بأنها أميركية من طراز"بريدايتور"، علماً ان شهوداً كانوا أفادوا بأن جميع القتلى ال12 من السكان المحليين. ويعتبر اغتيال الليبي أكبر ضربة توجه لقيادة"القاعدة"منذ مدة طويلة، علماً ان القوات الأميركية حاولت اغتيال الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري في بلدة دامادولا بإقليم باجور القبلي في كانون الثاني يناير 2007، من دون نجاح، إذ أسفر الاعتداء عن قتل 16 شخصاً غالبيتهم نساء وأطفال، كما أسفر قصف ثانٍ استهدف مدرسة دينية في المنطقة ذاتها للاشتباه في وجود عناصر متهمة بالإرهاب فيها، عن سقوط 83 من طلابها. وسيزيد الإعلان عن مقتل"أبو الليث الليبي"إحراج الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مواجهة الولاياتالمتحدة، بعدما رفض الشهر الماضي طلبها بالسماح لقواتها بتنفيذ عمليات في مناطق القبائل تهدف الى منع"القاعدة"من إعادة تجميع أفرادها وتنفيذ نشاطات ضد المصالح الأميركية في أفغانستان والعالم. ونفى الرئيس مشرف في حينه أي وجود ل"القاعدة"في مناطق القبائل، وحذر من أي عملية أميركية فيها سينظر إليها باعتبارها عدواناً على باكستان. وظهر"أبو الليث الليبي"للمرة الأخيرة في شريط فيديو إلى جانب الظواهري حين أعلن انضمام"الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة"إلى"القاعدة"، علماً ان مئات من عناصر الجماعة الليبية وصلوا إلى أفغانستان في الثمانينات من القرن العشرين. وتولت جماعة"أبو الليث الليبي"الدفاع عن منطقة مطار قندهار ومدينة جلال آباد خلال الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية عام 2001، ثم انسحبت إلى مناطق القبائل الباكستانية، حيث قاد"الليبي"عملية تجميع المقاتلين العرب وإعادة ترتيب صفوفهم. وأشار موقع"شبكة الإخلاص"الى ان"الليبي"شغل مناصب عدة في"القاعدة"بينها مسؤول في اللجنة الشرعية التابعة ل"القاعدة"التي تقرر سياسات التنظيم. تجربة صاروخية في غضون ذلك، أجرى الجيش الباكستاني تجربة جديدة على صاروخ غوري"حتف ?5"الذي يصل مداه إلى 1300 كيلومتر ويستطيع حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية. وحضر التجربة الرئيس الباكستاني برويز مشرف وقائد الجيش الجنرال اشفاق كياني، فيما وصف محللون باكستانيون الإعلان عن التجربة بأنه محاولة من إسلام آباد للفت الأنظار عن قصف أميركا الأراضي الباكستانية من اجل اغتيال"أبو ليث الليبي". وأشار هؤلاء إلى وجود اتفاق سري بين واشنطن وإسلام آباد يسمح للقوات الأميركية باستهداف أي مكان يتواجد فيه مشبوهون في صلتهم ب"القاعدة"و"طالبان"داخل باكستان.