أعلن الملا محمد نذير، القائد البارز في حركة "طالبان" الافغانية في باكستان أمس، ان عناصره سيحمون زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري اذا ظهرا في المناطق القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان. وقال الملا نذير لقناة "الجزيرة": "لم التقِ بن لادن أو الظواهري حتى الآن. نتمنى رؤيتهما وفي حال قدما الى منطقتنا سنسعى الى حمايتهما". جاء ذلك غداة إعلان جون نيغروبونتي، مدير الاستخبارات الاميركية، ان زعماء "القاعدة" يتحصنون في مخبأ آمن في باكستان يشكل مركز نشاطاتهم التي تمتد الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأوروبا. لكن إسلام آباد تقول ان واشنطن لم تقدم أي معلومات عن مكان وجودهم في باكستان. واعتبر خبراء ان تصريحات نيغروبونتي تعكس شكوك واشنطن حيال التزام إسلام آباد مكافحة الارهاب. وقال فريديريك غرير، الخبير في مركز"كارنيغي"للسلام الدولي:"تفيد النظرية التقليدية لدى الاميركيين ان باكستان تؤوي مجموعات مثل"طالبان"لحماية مصالحها الاقليمية وتسلم اولئك الذين يرتبطون بمجموعات ارهابية وقد يتسببون بمشاكل لها". وزاد:"لكن السؤال اليوم يشمل حقيقة حماية باكستانيين لهؤلاء الناس او يحتفظون بهم كمادة لتبادل محتمل". وساعدت باكستان"طالبان"في الاستيلاء على الحكم في افغانستان عام 1996، لكنها قطعت علاقاتها مع الحركة اثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وفي ايلول سبتمبر الماضي، وقع الرئيس الباكستاني برويز مشرف اتفاق سلام مع زعماء القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان تعهدوا بموجبه طرد مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"من مناطقهم, لكن الهجمات الحدودية زادت. وأشار بيتر بروكس, النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الدفاع, ان سياسة مشرف في المناطق القبلية"تسجل اخفاقات". ميدانياً، قتل جندي ينتمي الى القوات الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان إيساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو، لدى تعرض قافلة انضم اليها لمكمن نصبه مقاتلون من"طالبان"في ولاية قندهار جنوب. واستدعت الوحدة دعماً جوياً لقصف مواقع الاطلاق الخاصة بالمتمردين، علماً ان الجندي المقتول اعتبر الضحية الاولى لقوات"ايساف"هذه السنة. وفي باكستان، تظاهر 10 آلاف شخص في خار, كبرى مدن اقليم بيجاور المحاذية للحدود مع افغانستان، واحرقوا رسوماً اظهرت الرئيس جورج بوش, وذلك في الذكرى الاولى لقصف سلاح الجو الاميركي بلدة دامادولا غرب بحجة وجود الظواهري فيها، ما اسفر عن مقتل 18 شخصاً. وهتف المتظاهرون:"لتسقط الولاياتالمتحدة, ليسقط الرئيس بوش". ودعا مسؤول جماعة اسلامية في المنطقة القبلية يدعى هارون رشيد الى مواصلة الجهاد ضد الولاياتالمتحدة والرئيس الباكستاني برويز مشرف المتحالف مع واشنطن في"الحرب على الارهاب".