تزامناً مع الفوز الذي حققه في سباقي آيوا وساوث كارولينا، جمع السيناتور باراك أوباما 32 مليون دولار لحملته الانتخابية في كانون الثاني يناير الماضي، مسجلاً 170 ألف متبرّع جديد، ليحقق ضعف أعلى مبلغ جمعه أي مرشح آخر في شهر. وجاء التدفق الكبير للسيولة إلى حملته في وقت حرج، الأمر الذي يساعد على إعطاء زخم لحملة أوباما على صعيد الوطن، ويشجع الناخبين على التصويت في الولايات ال22 التي ستجرى فيها الانتخابات في 5 شباط فبراير ضمن"الثلثاء الكبير"، ومن بينها ولايات ساحلية ككاليفورنيا. غالبية المال جمعت من متبرعين صغار، تأمل الحملة في أن يستمروا في مساعدتها في الأشهر المقبلة، والذين يشكلون قوة هائلة في جمع التبرعات لحملة رئاسية. في المقابل، اعتمدت السيناتور هيلاري رودهام كلينتون في شكل أكبر على مجموعة اصغر من كبار المانحين، غالبيتهم مدّتها بالحد الأقصى المسموح به قانوناً، والذي يمنع المانح من التبرع مرة أخرى. ومبلغ ال 32 مليون دولار الذي جمعه أوباما كبير، باعتبار أن أي مرشح لم يضمن بعد فوزه بتسمية حزبه، لم يجمع مبلغاً مماثلاً في شهر. وإذا كان السيناتور جون كيري جمع في آذار مارس 2004، 44 مليون دولار، لكن ذلك تحقق بعدما اتضح أنه المرشح المقبل للحزب. أما في الحملات الانتخابية الحالية، فإن أكبر مبلغ سجل في شهر، بلغ 17 مليوناً، وجمعته السيناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون في آذار مارس الماضي. وقالت شايلا كرومهولز المديرة التنفيذية ل"مركز السياسات المستجيبة"، وهي جماعة غير حزبية ترصد إنفاق الحملات:"إنه أمر مذهل، وقد يكون السلاح السري لأوباما"، مضيفة:"لديه مانحون صغار يمكنه حضهم على التبرع، قلة منهم بلغت الحد الأقصى". ولم تعلن حملة كلينتون بعد عن مجموع التبرعات التي جمعتها في كانون الثاني يناير. وفي عام 2007، جمعت حملتا كل من كلينتون وأوباما نسباً متقاربة من التبرعات ? 118 مليون دولار لكلينتون و103 ملايين دولار لأوباما. لكن قسماً كبيراً مما جمعته كلينتون مخصص للانتخابات العامة، باعتبار أن غالبية المتبرعين بلغت الحد الأقصى المسموح به. والمجموع الذي حققه السيناتور عن إيلينويز في شهر، يعكس أيضاً التأثير المتزايد للانترنت كوسيلة لجمع التبرعات. وقال جامعو تبرعات إنه كاد يكون مستحيلاً للحملة أن تحقق مبلغاً مماثلاً لو اعتمدت فقط على شبكات المتبرعين، أو المانحين الذين يعولون على شبكات من المؤيدين. وفي الجانب الجمهوري، تعكس سجلات المرشحين نضالات من نوع آخر. فالسيناتور عن اريزونا جون ماكين بدت أمواله قليلة مع نهاية العام، وقبل أن يسجل انتصاراً كبيراً في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير، التي حرّكت عجلة جمع التبرعات. وجمع ماكين 42.1 مليون دولار في سنة، 10 ملايين منها في الربع الأخير منها ، وانتهى عام 2007 ب2.9 مليون دولار في جيبه. وأكدت الحملة الانتخابية لماكين أنها جمعت 7 ملايين دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى من عام 2008. لكن ماكين ودع عام 2007 بديون بلغت قيمتها 4.5 مليون دولار. اما منافسه الرئيسي ميت رومني، فقد جمع ضعف المبلغ، مع 90 مليون دولار في عام 2007. لكن رومني، الذي يملك 250 مليون دولار تقريباً، سلّف حملته 35 مليون دولار منها. وودع العام برصيد بلغ 2.5 مليون دولار فقط، مما يشير إلى ارتفاع نسبة الإنفاق في حملته الانتخابية. وبدت حال الحاكم السابق لأركنساو مايك هاكابي أصعب. وأفادت التقارير بجمعه 9 ملايين دولار فقط في عام 2007، 6.6 مليوناً منها جمعت في الربع الأخير منه. ولم يبدأ تدفق التبرعات إلى حملته إلا بعدما فاز في الانتخابات بولاية آيوا. وودع هاكابي عام 2007 ب1.9 مليون دولار في رصيده، وهو لم يصدر حتى الآن تقريراً بما جمعه في كانون الثاني الماضي.