شهد قطاع غزة امس إقبالاً كبيراً على محطات البنزين الذي تم توريد كميات قليلة منه الى القطاع، بعدما سمحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس بإدخال نحو 60 ألف ليتر فقط الى القطاع. واصطفت السيارات في طوابير طويلة على عدد قليل من محطات الوقود في مدن قطاع غزة المختلفة، كما اصطف مواطنون يحملون غالونات لملئها بالبنزين الذي خلت منه خزانات المحطات منذ نحو أسبوعين. ووقعت مشاجرات ومشادات كلامية بين المواطنين بسبب التزاحم وعدم التزام بعضهم بالدور. وقال مالك محطة وقود في مدينة غزة مأمون الخزندار ل"الحياة"ان سلطات الاحتلال سمحت امس بتوريد نحو 60 ألف ليتر فقط، مضيفاً ان حاجة القطاع منه تبلغ 120 ألف ليتر يومياً. وأشار الى ان سلطات الاحتلال سمحت الأحد قبل الماضي بتوريد 34 ألف ليتر من البنزين فقط، لافتاً الى ان هذه الكميات الوحيدة التي سمحت بإدخالها منذ شهر. وكانت الحكومة الاسرائيلية قررت قبل شهر تقريبا عدم توريد البنزين الى القطاع، فيما سمحت بتوريد كميات مقلصة جداً من السولار اللازم لمحركات السيارات بلغت نحو 850 ألف ليتر أسبوعياً، علماً ان القطاع يحتاج الى 350 ألف ليتر من السولار يومياً، ونحو 2.2 مليون ليتر من السولار الصناعي اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتكفي كمية السولار الصناعي لتوليد نحو 45 ميغاوات فقط من أصل 220 يحتاجها القطاع. وتزود شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية القطاع بنحو 120 ميغاوات، فيما تزود مصر مدينة رفح وضواحيها جنوب القطاع بنحو 17 ميغاوات. ويظل هناك عجز في الطاقة في القطاع قدره 40 ميغاوات، ما يضطر شركة توزيع الكهرباء الى وضع جدول زمني لتنظيم انقطاع التيار عن مناطق القطاع وأحيائه المختلفة لفترات تصل الى نحو 8 ساعات يومياً، ما تنتج عنه أضرار في القطاع الصحي والتعليمي والمنازل وغيرها من مناحي الحياة. وكان عدد كبير من سيارات الاسعاف التابعة لوزارة الصحة في القطاع توقف عن العمل بسبب النقص الحاد في البنزين. واضطر المواطنون الى نقل المصابين والجرحى برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي بعربات تجرها حيوانات او على دراجات في مدينة رفح اول من امس بسبب توقف خمس من سيارات الاسعاف التابعة للمستشفى الوحيدة في المدينة. وأعلنت وزارة الصحة في حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور سلام فياض امس انها زودت سيارات الاسعاف التابعة للوزارة في القطاع البالغ عددها 57 سيارة بالبنزين عبر مورديها المعتمدين. وقالت ان تزويد السيارات جاء بعد متابعة حثيثة من وزير الصحة في حكومة فياض الدكتور فتحي ابو مغلي. وكانت الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة نظمت اعتصاما احتجاجيا في غزة امس تنديداً بالقرار الاسرائيلي منع توريد البنزين وتقليص كميات بقية المستشفيات. وقال المدير العام للاسعاف والطوارئ في الوزارة معاوية حسنين ان المديرية لم تتسلم الاسبوع الماضي سوى 300 ليتر بنزين لنحو 42 سيارة تعمل محركاتها بوقود البنزين، و400 ليتر سولار لنحو 15 سيارة تعمل محركاتها بالسولار. ووجه نداءً عاجلاً الى اللجنة الرباعية الدولية ومنظمة الصحة العالمية والأممالمتحدة والولايات المتحدة وصندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف واللجنة الدولية للصليب الاحمر للتدخل ووقف الحصار المحكم على القطاع والعمل على تزويده ومستشفياته بالوقود. بدوره، قال الناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية المقالة خالد راضي ان قطاع غزة مقبل على كارثة انسانية وصحية، داعياً المجتمع الدولي الى التدخل في شكل عاجل لإنقاذه. ووصف قرار سلطات الاحتلال تقليص كميات الوقود الواردة الى القطاع بأنه قرار إعدام في حق المرضى والمصابين والشعب الفلسطيني. اولمرت يعتزم إبقاء الحصار على قطاع غزة من جانبه ا ف ب، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس في القدس انه يعتزم مواصلة الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ 17 كانون الثاني يناير على قطاع غزة بعدما سيطرت عليه حركة"حماس". وقال في تصريح اوردته اذاعة الجيش الاسرائيلي:"سنواصل تطبيق عقوبات تطاول حاجات الشعب الفلسطيني حتى يكون واضحا ان تغيير الظروف المعيشية يمكن الا يكون فقط عندنا". واضاف اولمرت متحدثا امام الكتلة النيابية لحزبه"كديما"الوسطي:"ان حماس تتحمل مسؤولية كل ما يجري في قطاع غزة، سواء أكانت ضالعة مباشرة ام لا في حدث ما". وافاد مصدر عسكري ان اربعة صواريخ اطلقت من قطاع غزة سقطت امس جنوب اسرائيل من دون ان توقع اصابات.