تبدأ غداً فعاليات "ملتقى القاهرة الرابع للإبداع الروائي العربي". وقال الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة علي أبو شادي إن وزير الثقافة المصري فاروق حسني سيفتتح أعمال الملتقى التي تستمر أربعة أيام. وعلمت"الحياة"أن أعمال هذه الدورة ستهدى إلى روح الناقد المصري الراحل رجاء النقاش. ومن المقرر منح جائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي في نهاية فعاليات الملتقى وقيمتها مئة ألف جنيه مصري 18 ألف دولار أميركي وبحسب التوقعات فإن المنافسة تنحصر في أسماء ثلاثة من الروائيين المصريين هم ادوارد الخراط وخيري شلبي وبهاء طاهر بينما يرجح البعض أن تتوجه الجائزة إلى روائي من جيل الشباب انسجاماً مع طبيعة اعمال هذه الدورة المخصصة بالكامل للرواية العربية الجديدة. من المعروف أن تقاليد الملتقى الذي بدأ اعمال دورته الاولى في عام 1998 استقرت على منح الجائزة بالتبادل بين كاتب عربي وكاتب مصري. وكانت جائزة الدورة الأخيرة التي عقدت في عام 2005 ذهبت إلى الروائي السوداني الطيب صالح. وما يزيد من صعوبة التكهن باسم الفائز تأخر قرار وزير الثقافة المصري تشكيل لجنة تحكيم المسابقة التي تبدأ جلسات عقدها بالتوازي مع جلسات الملتقى بحيث يعلن عن الاسم الفائز في حفلة الختام يوم 20 شباط فبراير الجاري. الملتقى يعقد دوراته بالتبادل مع ملتقى الإبداع الشعري العربي، وكانت الدورة الأولى خصصت لمناقشة موضوع"خصوصية الرواية العربية"، وأهديت إلى نجيب محفوظ لمناسبة مرور عشر سنوات على حصوله جائزة نوبل في الأدب، وعقدت الدورة الثانية عام 2003 متأخرة عن موعدها الطبيعي بسبب الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة مع حرب العراق، وأهديت الدورة الثانية لاسم إدوارد سعيد، حيث عقدت عقب وفاته بفترة وجيزة، وكان موضوع الدورة الثانية"الرواية والمدينة"، وعقدت الدورة الثالثة في شباط 2005 وأهديت إلى اسم الراحل عبد الرحمن منيف. وكانت اللجنة العلمية المنظمة للملتقى الرابع والتي ضمت ابراهيم عبد المجيد وسحر الموجي وهالة البدري ومنتصر القفاش وحسين حمودة وخيري دومة وسعد القرش اضافة إلى عماد أبو غازي اختارت موضوعاً للملتقى بعنوان:"الرواية العربية الآن"بهدف رصد الحالة الآنية للرواية العربية. وتعرضت اللجنة لانتقادات من بعض كتاب الستينات في مصر الذين اتهموا أعضاءها بالافتقاد إلى الخبرة التي تمكنهم من رصد اتجاهات الكتابة العربية في اللحظة الراهنة. غير أن المسؤولين في المجلس دافعوا عن هذا الخيار مؤكدين طبيعته التنظيمية واحتياج المؤسسة إلى عناصر شابة تلائم طبيعة وموضوع الملتقى الذي سيصدر كتاباً مرجعياً على هامش أعمال دورته الرابعة تحت عنوان"المشهد الروائي العربي"تولى إعداده نخبة من الباحثين العرب، مع اختيار باحث من كل بلد ليقوم بإعداد ورقة بحثية تتناول المشهد الروائي في بلده لتضم تلك الأبحاث وتصدر في الكتاب المشار إليه. كما صدرت عن المجلس قبل ايام مجلدات تضم اعمال دورات الملتقى السابقة التي عالجت قضايا الرواية والمدينة والرواية والتاريخ. ومن المقرر ان تتناول جلسات الملتقى موضوعات عدة من بينها: رواية الأقليات في عالمنا والرواية الرقمية وأدب المدونات ورواية السيرة الذاتية والسخرية في الرواية الجديدة اضافة إلى تحولات المكان في الرواية العربية وغيرها من الموضوعات. وإضافة الى هذه المحاور ينظم الملتقى خمس موائد مستديرة تتناول الموضوعات التالية: أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة، تحولات اللغة الروائية، شهرزاد الجديدة: صوغ"الراوية"في روايات الكاتبة العربية الحديثة. نقد الرواية الجديدة، الرواية والتقنيات السينمائية. وبجانب الأبحاث والمناقشات تنظم جلسات حوار بعنوان"الرواية العربية تواصل أم انقطاع؟"حيث يتحاور روائيون من أجيال مختلفة حول تجاربهم الإبداعية ورؤيتهم لفن الرواية. وكان المجلس الأعلى للثقافة وجه الدعوة إلى نحو 150 كاتباً وناقداً عربياً وعالمياً غالبيتهم من الشباب الذين يحضرون للمرة الأولى للمشاركة في الفعاليات. وفي قائمة المدعوين حسن داوود وعلوية صبح ورشيد الضعيف من لبنان وخالد خليفة وخليل صويلح وسمر يزبك ونبيل سليمان وخيري الذهبي سورية وإلياس فركوح وسميحة خريس محمد سناجلة الأردن وابراهيم بادي وعبده خال وتركي الحمد ويوسف المحميد من السعودية، ولؤي حمزة عباس وعلي بدر العراق وأحمد زين اليمن وأمين صالح البحرين اضافة إلى روائيين من المغرب والجزائر والكويت. ويراهن المسؤولون في المجلس الأعلى للثقافة على نجاح هذه الدورة التي تعتبر الاختبار العربي الأول لعلي ابو شادي، إذ أن هذا الملتقى هو المناسبة الأولى التي يجري تنظيمها بهذا الحجم منذ تولي ابو شادي المسؤولية خلفاً لجابر عصفور نهايات آذار مارس الماضي. وبدا للبعض ان تكريس هذه الدورة بالكامل للرواية العربية الجديدة محاولة من أبو شادي القادم من حقل النقد السينمائي لاستقطاب شباب الكتاب في مصر الذين طالما اتهموا المجلس الأعلى للثقافة خلال فترة رئاسة جابر عصفور بتهميشهم، ولذلك بدا لافتاً حرص اللجنة المنظمة لملتقى الإبداع الروائي على توجيه الدعوة لغالبية الكتاب الشباب الذين ظهرت أعمالهم خلال السنوات الخمس الأخيرة عن دور نشر خاصة تنهض بمهمة تقديم الأدب المصري الجديد وهي خطوة عدّها البعض مؤشراً لنجاح الملتقى الذي يأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من"احتفالية حافظ وشوقي"التي نظمتها لجنة الشعر وكانت ذات طابع عربي ايضاً لكنها أخفقت في استقطاب الأسماء العربية الكبيرة، فضلاً عن إخفاقها في استقطاب الشباب المصريين. والسؤال الذي ينتظر الجميع الإجابة عنه: هل يتمكن المجلس الأعلى للثقافة خلال هذا الملتقى من ضرب العصفورين معاً بحجر واحد؟