تحولت الإصابات إلى شبح يطارد نجوم الكرة، ويجبر الكثير منهم على الاعتزال المبكر أو تراجع مردودهم في حال تواصلوا مع الكرة. ولم تعد الأموال الطائلة التي يتقاضونها في أثناء مسيرتهم الرياضية تشفع لهم أو تبقيهم"كباراً"في عيون الجماهير وعشاقهم، ممن ظلوا يتنافسون لأجل الحصول على توقيعاتهم. في هذا السياق، خضع النجم البرازيلي رونالدو مهاجم نادي ميلان الإيطالي الخميس الماضي لجراحة خطرة في الركبة في باريس، هي الثالثة في مسيرته الرياضية. واشرف على الجراحة التي أجراها رونالدو المختص في جراحات الركبة الفرنسي المعروف جيرار سايلان، والذي أجرى جراحة للاعب البرازيلي في ركبته اليمنى قبل ثماني سنوات. وشكلت الإصابة الجديدة ضربة موجعة لأحد أفضل مهاجمي منتخب"السامبا"في العقد الأخير، إذ ستجبره على الخلود للراحة تسعة اشهر كاملة، كما أن عودته للميادين مجددا أمر فيه نظر. وبسؤال عن إمكان عودة اللاعب مرة أخرى إلى الملاعب، قال الطبيب المعالج إن ذلك سيعتمد عليه شخصياً. وأضاف أن استشفاء رونالدو، 31 سنة، سيتطلب تسعة أشهر كاملة، ما يعني نهاية الموسم بالنسبة إليه. ولذلك لم يكن مستغرباً أن يستسلم اللاعب للحزن وتسبقه دموعه عقب سقوطه على الأرض بقوة خلال المباراة التي تعادل فيها فريقه بهدف لهدف على أرضه مع ليفورنو. ويدرك اللاعب جيداً أن الإصابة كانت قوية وربما وضعت حداً لمشواره الرياضي الحافل بالألقاب والتتويجات، ومنعته من اللعب مجدداً في الدوري البرازيلي، الذي انطلق منه قبل عقد ونيف، وجعلت منه احد أفضل لاعبي العالم في عصره. وبالإصابة ينضم رونالدو إلى قائمة النجوم الذين طاردتهم، وما زالوا يشكون لعنة الإصابات، وجعلت منهم فريسة سهلة المنال. فقد استعاد المتابعون الإصابات المماثلة التي تعرض لها لاعبون كبار، وأجبرتهم على الاعتزال المبكر، كما حال مدرب المنتخب الهولندي الحالي ونجم ميلان السابق فان باستن الذي أجبرته إصابة في كاحله على الاعتزال في سن مبكرة 29 سنة لتحرم الآلاف من عشاقه من التمتع بفنه الجميل وباللمسات السحرية لأحد أفضل المهاجمين في العالم. وفي العمر نفسه تقريباً وضع النجم الجزائري الأسبق صالح عصاد حداً لمشواره لتوالي الإصابات التي تعرض لها على مستوى الركبة ومنعته من تحقيق النجاح المأمول في مشواره الاحترافي في فرنسا، أو على الأقل، تقديم أفضل مما قدمه في مونديال اسبانيا 1982 الذي اختير فيه أفضل جناح أيسر في الدورة على رغم اشتراكه في ثلاث مباريات فقط. أما مواطنه الأخضر بلومي فتراجع مستواه كثيراً بعد تعرضه لإصابة بليغة من المدافع الليببي أبوبكر باني عام 1984، أجبرته على وضع الجبس لأشهر عدة، ما حرمه من تحقيق حلم الاحتراف كأول جزائري وافريقي في نادي"السيدة العجوز"يوفنتوس الإيطالي. ولا يزال نجوم الكرة من صف ميسي ورونالدينيو وإيتو وتيري هنري وغيرهم أسرى الإصابات التي تبعدهم لأشهر عدة وتحرم عشاقهم من فنهم الجميل. وأثبت دراسات علمية أن إصابات الركبة هي الأكثر انتشاراً في الملاعب العالمية، تليها إصابات الكاحل، في حين يتعرض بعض اللاعبين، على قلتهم، لاصابات أخرى مثل إصابات"الصفاق"التي تحدث على مستوى العضلات الضامة مع عظمة العانة. وعلى رغم الدعوات"الدولية"المطالبة بوقف"العنف"على اللاعبين ولجوء الاتحاد الدولي للعبة الفيفا إلى سن قوانين اكثر صرامة في التعامل مع اللعب الخشن أملاً بحماية المهاجمين والحفاظ على اللعب النظيف كما أعلن أنه سيعوض الأندية المتضررة من إصابة لاعبيها مع منتخبات بلدانهم في المباريات الدولية، إلا أن حالات"سقوط"اللاعبين باللعب الخشن لا تزال مستمرة وتستمر معها معاناة المهاجمين وأصحاب الأداء الجميل، ما حرم الملايين من الجماهير من الاستمتاع بالفن الكروي الجميل.