طمأن الخبير الجيولوجي اللبناني ألكسندر سرسق، الذي يدير"المركز الوطني للجيوفيزياء"في بحنس شرق بيروت الى سلامة الوضع الجيولوجي في لبنان حالياً، لافتاً الى أن لا أساس للذعر الحاصل في أعقاب الهزّات القليلة التي تواترت في الأيام القليلة الماضية. وأوضح أن تلك الهزّات نجمت عن نشاط جيولوجي رافق تجمعاً للطاقة في القشرة الأرضية، وجدت متنفساً لها في فالق منطقة صور - الزرارية جنوبلبنان، الذي يعتبر فالقاً فرعياً ولا يزيد طوله عن 30 كيلومتراً. وأشار سرسق الى أن فالقاً صغيراً كهذا، بالمقاييس الجيولوجية، لا يولّد ارتجاجات زلزالية كبرى، حتى لو تحركت فيه مقادير من الطاقة الأرضية تفوق 7 درجات على مقياس"ريختر"، مع العلم أن الهزّة الأخيرة لم تتجاوز 5 درجات في بؤرة حدوثها في جنوبلبنان. وذكّر سرسق أيضاً بأن حالاً مماثلة، وأشد قوة، حدثت قبل سنتين في منطقة جبيل شمال بيروت الساحلية، اذ تجمعت كميات كبيرة من الطاقة تحت القشرة الأرضية في الفوالق البحرية المتقاطعة عند جبيل، ما أدى الى بعض الارتجاجات التي لم ينجم عنها سوى الحدّ الأدنى من الأضرار. وشدّد الخبير على أن لا مؤشرات علمية على ترافق الهزّات الراهنة مع أي أنشطة جيولوجية ذات طابع خطير. منبهاً الى خطأ الاعتقاد الشائع بوجود روابط بين أحوال المناخ وتقلبات الشمس والقمر وتغيرات الحقل المغناطيسي للأرض من جهة، وبين الزلازل وارتجافات القشرة الأرضية. ولم يجد سرسق أي داع للقلق من تحرك الفوالق الكبرى في لبنان، مثل تلك المتقاطعة في اليمونة والبقاع. وفي استعادة تاريخية، رأى أن الهزّات شيء طبيعي وتحدث باستمرار في بلد مثل لبنان."أنظر الى الجبل اللبناني الهائل، انه نتيجة ملايين السنين من العلاقة بين الأرض والهزّات... لا يوجد جيل في لبنان لم يعش موجتين أو ثلاثاً من الهزات الأرضية". ولا شك في ان كثيرين يتمنون لو أن حديث سرسق المطمئن ينطبق على أحوال السياسة في بلاد الأرز، فيكون ما يشهده لبنان هزّات لا تعقبها... زلازل!