يتحدد مساء اليوم الطرف الرابع في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ولي العهد، عندما يلتقي الاتحاد والاتفاق على ملعب الأول، ولا شك في أن المباراة ستكون في غاية الإثارة والندية في ظل سعي الطرفين إلى العبور إلى مرحلة أهم والاقتراب من بلوغ نهائي المسابقة. الاتحاد صاحب الأرض والجمهور يتطلع إلى تحقيق أفضلية في منافسات المسابقة، كما فعل في منافسات الدوري التي يتصدر فرقها منذ الجولات الأولى، ولم يكن ظهور الفريق في دور الپ16 مقنعاً لمحبيه عندما تجاوز القادسية بشق الأنفس وبأداء متواضع جداً، لذا يمني عشاق الاتحاد النفس بمشاهدة فريقهم بالصورة التي ترضي تطلعاتهم. المدرب الاتحادي البرازيلي سوريس لديه أجندة متخمة بالأوراق الرابحة، التي تمكّنه من فرض ما يريد على أرض الميدان، وإجبار خصمه على الإيقاع الذي يناسب لاعبيه، ولعل القوة الحقيقية للفريق تكمن في منطقة الوسط بوجود رباعي متمكن من الأدوار الدفاعية والهجومية بوجود البرازيلي تشيكو ومحمد نور ومناف أبو شقير وسعود كريري، إذ يتحرك تشيكو خلف المهاجمين كصانع لعب ومكمل للهجمة، فيما يتنقل محمد نور في أرجاء الملعب كافة بحرية تامة تمكّنه من القيام بأدوار عدة، ويحمل سعود كريري على عاتقه مسؤولية مساندة خط الدفاع، وتعطيل محاولة مهاجمي الخصم الاختراق من العمق. وفي خط المقدمة يتمركز الثنائي الغيني الحسن كيتا والبرازيلي الفيس، وكلاهما سجل تراجعاً كبيراً في الأداء والقدرة التهديفية في الآونة الأخيرة، ما جعل المدرب يستعين بأوراق دكة الاحتياط في عدد من المواجهات، والجماهير الاتحادية باتت قلقة من تراجع مستوى كيتا والفيس، وعلى رغم ذلك فلدى هذا الثنائي ما يقوله، خصوصاً أنه يملك خبرة عريضة في مثل هذه المواجهات. وعلى الطرف الآخر، يسعى فريق الاتفاق إلى قلب موازين الترشيحات وإقصاء الاتحاد تحت أنظار محبيه وفي عقر داره، وپ"فارس الدهناء"فريق كبير ولدى لاعبيه الخبرة الكافية للتعامل مع المواجهات الحاسمة. المدرب البرتغالي توني نجح في الموسم الحالي في إيجاد توليفة مناسبة لخطوط الفريق، إلا أن الأداء الفني شهد تذبذباً في الآونة الأخيرة، ومتى ما تحرك المغربي صلاح الدين عقال وحسين النجعي وإبراهيم المغنم وعلي الشهري في منطقة المناورة كما يجب فسيكون الفريق في أفضل أحواله ويقف نداً عنيداً أمام قوة وترابط خطوط خصمه، كما أن صالح بشير والبرنس تاغو يحملان على عاتقهما مسؤولية كبيرة للاستفادة من الفرص التي ستتاح أمام مرمى تيسير آل نتيف، خصوصاً أن الفرص يصعب تعويضها أمام فريق بقامة الاتحاد الذي يملك قوة دفاعية هائلة. المباراة لن تكون سهلة للطرفين وإن كانت الترشيحات تصب في الكفة الاتحادية، إلا أن الاتفاق هو الآخر فريق من درجة الكبار، وطموحاته تتجاوز الوصول إلى مرحلة متقدمة من المسابقة، لذا سيكون الصراع على أشده بين الطرفين، وستكون الغلبة في نهاية المطاف للفريق الأكثر استفادة من فرص التسجيل.