أجمعت مواقف قادة الاكثرية والمعارضة في لبنان على التنديد باغتيال ابرز قياديي المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله"الشهيد عماد مغنية، واتهام اسرائيل بالجريمة والدعوة الى التمسك بالوحدة الوطنية في هذا الظرف بالذات. وتوجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، إثر تلقيه خبر اغتيال مغنية بالتعزية الحارة الى قيادة"حزب الله"وعائلة الشهيد، وقال:"تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه واسكنه فسيح جناته". وندد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني باغتيال مغنية، ودعا اللبنانيين إلى"التعاون والتوحد لإخراج وطنهم لبنان من أزمته قبل أن تتفاقم الأمور في ظل خلافاتهم ويستغل بعض من لا يرعون للوطن وللانسان حرمة هذه الخلافات للدفع بلبنان نحو الفوضى التي تحقق أهداف إسرائيل". وتقدم قباني من قيادة"حزب الله"وأمينه العام السيد حسن نصر الله وعائلة الفقيد بالتعازي، وقال:"رحم الله الفقيد الحاج عماد مغنية وألهم عائلته الصبر والسلوان". ودان رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري عملية الاغتيال وتقدم"بأحر التعازي من قيادة"حزب الله"وامينه العام السيد حسن نصر الله"، داعياً"الى استخلاص العبر مما يواجهه لبنان من تحديات، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، التي شهدت عدواناً اسرائيلياً صارخاً على شعبه ودولته، وهجمة ارهابية سوداء، استهدفت رموزه وقياداته الوطنية وهي الهجمة التي اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، والتي سيجتمع لبنان غداً لإحياء الذكرى الثالثة لوقوعها". وقال الحريري:"ان دماء اللبنانيين جميعاً، يجب ان تتوحد في سبيل حماية الوحدة الوطنية ودعم الدولة ومؤسساتها، واعادة الاعتبار لمنطق الحوار والتلاقي مهما بلغت الصعوبات". وابرق رئيس الحكومة السابق سليم الحص الى نصر الله معزياً، ووصف الجريمة بانها"عملية ارهابية مستنكرة، وإن قدر الرجال الكبار هو البذل والفداء في سبيل القضية التي نذروا أنفسهم في سبيلها". واكد الحص"ان أيدي الغدر التي امتدت لتنال من الشهيد لن تستطيع النيل من إرادة المقاومة والصمود والتصميم على مواجهة المشروع الصهيوني، بدعم من الدولة العظمى التي تتشدق بشعارات الحرية والعدالة وحقوق الانسان". ودان الجريمة كذلك رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي اتهم"يد الغدر الصهيونية بالنيل من جهادي كبير هو الشهيد عماد مغنية الذي آثر طوال سنوات نضاله العمل في الظل من دون أن يكون خافياً على العارفين موقعه القيادي البارز في العمل المقاوم". وأكد في بيان ادانته"هذا العمل الإرهابي الجبان"، وتقدم بالتعزية من نصر الله وقيادة"حزب الله"وجمهور المقاومة ومحبيها، واضعاً"هذه الشهادة في درب النضال المستمر ضد عدو العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء، وحسب الشهيد مغنية أن إسرائيل التي تراجع جيشها مهزوماً في أرض الميدان في تموز عام 2006 لم تعد تجد ما يشفي غليلها وغلواءها سوى النيل من المناضلين والمقاومين في مثل هذه العمليات الجبانة التي تخصص فيها جهاز الموساد". وامل ب"أن يكون تشييع الشهيد الكبير غداً، مناسبة لكي يعي اللبنانيون من هو عدوهم وقاتل شهدائهم الساعي فيهم فتنة وفي وطنهم فرقة وتمزيقاً، وأن الغلبة للحق مهما طال الزمن". قوى 14 اذار واستنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار"جريمة اغتيال القيادي البارز في"حزب الله"عماد مغنية"، وتقدمت من الحزب بالتعزية. ورأت في بيان، ان"لبنان يتعرض لموجة عارمة من الإرهاب المتعدد المصادر تستهدف الجميع من دون تمييز، وهو أمر يدعونا لأخذ العبر والإسراع في استعادة مناعتنا الوطنية ووحدة الشعب والمؤسسات". وجددت"التأكيد على أوسع مشاركة شعبية في الذكرى الثالثة لاغتيال كبير لبنان الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وفقاً للبرنامج الذي أعلن سابقاً"، مشددة على الموعد مع"الوفاء للشهادة، الوفاء لمسيرة بناء الدولة والعمران والسلم الأهلي". ودان وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ اغتيال مغنية، وقال:"ان اصابع العدو الاسرائيلي وعملائه تظهر واضحة على هذه العملية الإرهابية التي تظهر عدوانية إسرائيل واستهدافها للمقاومين أينما كانوا". ووضع العملية"في إطار محاولة إسرائيل الانتقام لهزيمتها في عدوان تموز 2006 لا سيما بعد صدور تقرير فينوغراد وتداعياته على الثقة بالأجهزة الأمنية والعسكرية والقيادة السياسية الإسرائيلية". ونعى رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي الشهيد مغنية، ودعا"قيادة المقاومة الاسلامية للرد على هذه العملية الغادرة بضربة موجعة وأليمة للكيان الصهيوني، فاليد الاسرائيلية التي امتدت لتطاول أحد اعمدة المقاومة يجب ان تلقى الرد القوي وما ذلك على المجاهدين بعزيز". واعتبر رئيس"التنظيم الشعبي الناصري"النائب أسامة سعد"أن المقاومة في لبنان وقوى التحرر في الوطن العربي خسرت مناضلاً صلباً وقائداً كبيراً، تصدر صفوفها على الدوام، وكان له الدور الأبرز في محطات المواجهة العديدة مع قوى الإحتلال الإسرائيلي وقوى التحالف الغربي ضد لبنان، كما ساهم في التصدي للمشاريع الأميركية وأدواتها في المنطقة". وأكد"أن سقوط الشهيد مغنية في ساحة المواجهة والشرف والمقاومة لن يزيدنا إلا تصميماً على متابعة الكفاح والتمسك بنهج المقاومة، وصولاً إلى هزيمة مشاريع التآمر على حرية أمتنا وكرامتها وعزتها". واتهم عضو كتلة"التنمية والتحرير"النائب علي خريس إسرائيل بالوقوف وراء عمليات اغتيال الشهيد مغنية، مشيراً إلى"أن الهدف وراء هذه الجريمة هو الإنتقام للخسارة الكبرى التي منيت بها إسرائيل خلال حرب تموز". واعتبر الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة"أن واقعة اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية لن تعوّض على إسرائيل وأميركا خسارتهما في لبنان وخصوصاً عن الانتصار الذي تحقق في حرب تموز". ولفت الى ان"الأمر لا يستدعي التردد، إنها الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل تعتديان على لبنان ووحدته وأمنه وتحاولان التعويض الرخيص والمجرم عن هزيمة لهما حققها شعبنا اللبناني ومقاومته في تموز 2006". ودعا الشّعب اللّبناني الى أن يتوحّد اليوم على قاعدة وحدة الوطن والتوقف عن الانقسام الذي تستفيد منه اسرائيل واميركا العدوّ الاكبر". واستنكر الأمين العام ل"حركة التوحيد الإسلامي"الشيخ بلال شعبان الجريمة وقال:"إن قدر المجاهدين الحسنيين النصر أو الشهادة، وقدرنا أن نستمر من بعدهم في مشروع الجهاد والمقاومة حتى تحقيق أهدافنا في النصر والتحرير ودحر الإحتلال من كل عواصمنا المحتلة". ودان الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان"جريمة الاغتيال الآثمة التي استهدفت أحد أبرز رجالات المقاومة وقادتها المجاهد عماد مغنية الذي قضى شهيداً أدى قسطه للعلا في مقاومة العدو الصهيوني". ورأى أن"اغتياله يأتي في سياق الحرب الاسرائيلية المتواصلة ضد قوى المقاومة والممانعة في الأمة، الأمر الذي لن تقف حياله هذه القوى موقفاً عادياً، بل نعتقد أن الرد سيفوق مستوى جريمة الاغتيال، خصوصا لجهة تأكيد مناعة قوى المقاومة وتماسكها وصلابتها والرد بما يتناسب مع حجم الجريمة". واستنكرت اللجنة المركزية لحزب"الطاشناق"جريمة اغتيال"أحد أعمدة المقاومة اللبنانية القيادي في حزب الله الشهيد عماد مغنية وأحد مرافقيه في استهداف جبان لسيارتهما في دمشق"، معتبرة أنه"عمل جبان في وجه إرادة المقاومة اللبنانية الصلبة في مواجهة العدوان الصهيوني"، واكدت ان"استشهاده خسارة كبرى للبنان ومقاومته الباسلة، لكن المجرمين لن ينتصروا لأن درب المقاومة مستمر حتى استكمال تحرير كل الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي". ورأى"منبر الوحدة الوطنية"أن عملية اغتيال مغنية هي"صفحة سوداء تضاف الى الصفحات السود في سجل اسرائيل، مشيراً الى"أن مثل هذه الفظائع الارهابية المدانة لن تثني المقاومة عن نضالها لتحقيق أهدافها في التحرير". ودان المكتب السياسي ل"الجماعة الاسلامية"في بيان"اغتيال المجاهد عماد مغنية في دمشق، بعد تعقب طويل كانت تمارسه ضده الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية". وندد"الحزب الديموقراطي اللبناني"باغتيال"احد مؤسسي المقاومة وصناع النصر والتحرير"، واعتبر ان"استشهاده يشكل خسارة كبيرة للبنان ومنعته خصوصاً ان الشهيد كان طوال الأعوام الماضية هدفاً للصهاينة وعملائهم". ورأى عضو الهيئة المركزية في"التيار الوطني الحر"رمزي كنج أن"اغتيال مغنية أعاد إحياء عمليات الاغتيال ضد رموز المقاومة"، مشيراً إلى أنّ ذلك"ينذر بردود فعل قوية إزاء ذلك". وفي حديث إلى تلفزيون"العالم"، لفت إلى أن"استهداف مغنية لجهة شخصيته ومكان اغتياله يحمل في طياته دلالات سلبية"، مؤكداً أنّ"على من أقدم على هذه الجريمة ان يتوقع ردود فعل قد تمسه في الصميم، نظراً الى الرمزية التي كان يتمتع بها مغنية لدى المقاومة طوال الفترة التي خاض خلالها عمله المقاوم".