يبدأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم زيارة عمل إلى العاصمة الروسية يجري خلالها محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين تتناول الأوضاع في المنطقة والعلاقات بين البلدين، وتأمل عمان في تعزيز التعاون مع الروس في مختلف المجالات. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة وجهها الرئيس الروسي. ويجري الزعيمان جلسة محادثات الاثنين في الكرملين. وقال السفير الأردني لدى موسكو عبد الإله الكردي ل"الحياة"إن الجلسة"ستركز على الملفات الإقليمية الساخنة، خصوصاً الوضع في الأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن"القضية الفلسطينية شغلت الحيز الأكبر من اهتمام الملك عبدالله طوال العام 2007، باعتبارها القضية المركزية التي تتفرع عنها المشكلات الأخرى في المنطقة". ولفت الكردي إلى أن"عمان مهتمة بمواصلة التنسيق والتشاور مع موسكو باعتبار أن روسيا دولة مهمة ولها إسهامات كبرى في دفع العملية السلمية، خصوصاً أن دورها يحظى بأهمية كبرى لأنها قادرة على التواصل مع طرفي النزاع العربي والإسرائيلي". وزاد أن"المشاورات الأردنية - الروسية تكتسب أهمية إضافية في هذه المرحلة". ومعلوم أن موسكو كانت اقترحت عقد مؤتمر دولي يشكل الحلقة الثانية بعد مؤتمر أنابوليس الذي استضافته الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، من دون أن تحدد موعداً أو جدول أعمال له. وربط المسؤولون الروس تحديد أجندة للمؤتمر بتحقيق تقدم في المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك بمواقفة الطرفين على حضور المؤتمر. ويُنتظر أن تتطرق المحادثات الأردنية - الروسية إلى الوضع في العراق. وقال الكردي إن الموقفين الأردني والروسي"متقاربان جداً"حيال هذا الملف الذي وصفه بأنه"مهم جداً ويؤثر على استقرار المنطقة". وسيبحث الزعيمان في الوضع في لبنان والملفات الإقليمية الأخرى، لكن موسكووعمان توليان أهمية كبرى لتطوير التعاون الثنائي. وعلى رغم أن الزيارة لن تشهد توقيع اتفاقات جديدة، فإن الكردي أشار إلى نية الطرفين استكمال الحوارات التي بدأتها عمانوموسكو خلال لقاءات القمة السابقة، خصوصاً خلال زيارة بوتين إلى عمان في مثل هذا الوقت من العام الماضي التي أسفرت عن تأسيس المجلس الأردني - الروسي. ولفت إلى أن بين الملفات الثنائية التعاون الروسي - الأردني في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وقال إن الأردن"ينظر إلى روسيا كبلد صديق نظرة إيجابية في إطار مساعيه لتطوير قدراته النووية السلمية في استخدامات الكهرباء وغيرها"، لافتاً إلى زيارة قام بها أخيراً إلى موسكو مسؤول البحث العلمي خالد طوقان ضمن مشاورات تجريها عمان مع عدد من بلدان العالم حول هذا الملف. وسيكون ملف التعاون التقني العسكري مدرجاً على جدول أعمال القمة، خصوصاً أن الملك عبدالله الثاني كان أبدى خلال زياراته السابقة اهتماماً كبيراً بصناعات الطيران الروسي وغيرها من الصناعات العسكرية. وشدد السفير الأردني على أن بلاده"تقدر دعوة بوتين في هذا التوقيت، خصوصاً مع انشغال النخبة السياسية الروسية بالتحضير لانتخابات الرئاسة والانتقال إلى مرحلة جديدة"، لافتاً إلى أن حرص بوتين على لقاء الملك الأردني"يعكس عمق العلاقات التي تعززت خلال السنوات الأخيرة في شكل قوي".