انتقد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تخفيض السلطات الاسرائيلية التيار الكهربائي لقطاع غزة مجدداً، معرباً عن"انزعاج شديد". وقال إن"عمليات العقاب الجماعي غير القانونية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين مرفوضة تماماً"، معتبراً أنها"تؤدي الى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في غزة". وحذر من"انعكاس هذا التدهور سلباً على الوضع الحدودي بين مصر والقطاع"، لكنه شدد على أن"مصر لن تتخلى عن موقفها المساند للفلسطينيين، خصوصاً في معاناتهم الحالية". وقال أبو الغيط في تصريحات لصحافيين في القاهرة أمس، إن"إسرائيل تتبع إجراءات عقابية وتحاول تشديد الحصار على غزة من دون اكتراث بالعواقب بالغة السوء لتلك الإجراءات وانعكاساتها السلبية، خصوصاً على سكان القطاع". وأوضح أن"مصر تواصل اتصالاتها بمختلف الأطراف المعنية من أجل التدخل للحيلولة دون تدهور الوضع، وحض إسرائيل على وقف إجراءاتها التي تهدد بتفجر الأوضاع الإنسانية في شكل بالغ السوء". وكان الوزير استقبل أمس وفداً من مؤسسة"راند"البحثية الأميركية يزور مصر في إطار جولة في المنطقة. وقال الناطق باسم الخارجية حسام زكي إن المؤسسة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية"يتم التحاور معها في شكل مستمر حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية المهمة". وأوضح أن أبو الغيط"عرض مع وفد المؤسسة الأوضاع الاقليمية المتوترة في المنطقة، بدءاً بالساحة الفلسطينية والأزمة اللبنانية والتطورات في السودان والعراق، وصولاً إلى رؤية كلية للوضع الدولي في ظل التجاذب بين العالمين العربي والإسلامي من جهة والعالم الغربي من جهة أخرى". ولفت إلى أن أبو الغيط"طرح رؤية مصر إزاء كل هذه المسائل وتركز الحديث خصوصاً على محورية تسوية القضية الفلسطينية، ودورها في تسهيل قدر أكبر وأفضل من التفاعل بين العرب والغرب، كما شرح عناصر الموقف المصري من القضية الفلسطينية وجهود مساعدة الفلسطينيين على تجاوز أزماتهم الداخلية والإنسانية، ومساعي تمكينهم من إجراء حوار بناء مع إسرائيل للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة". وأشار زكي إلى أن ملف عملية السلام وسبل تحسين الأوضاع المعيشية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية سيستحوذ على الجانب الأكبر من مناقشات الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي في مالطا غداً. وأضاف أن"الاجتماع سيناقش ايضاً سبل دفع عجلة التعاون بين العالمين العربي والأوروبي، إضافة إلى عدد آخر من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تغير المناخ والطاقة وحوار الحضارات والثقافات". وقال إن أبو الغيط"سيشرح الجهود المصرية الأخيرة في المسائل ذات الصلة بالشأن الفلسطيني، وكذلك سبل التنسيق والعمل المشترك بين العالمين العربي والأوروبي من أجل دفع العملية السلمية". وأضاف أن"الاجتماع يأتي بمبادرة من جانب مالطا لعقد اجتماع وزاري بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية والدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أسوة بالاجتماعات التي يجريها الاتحاد الاوروبي مع مختلف التجمعات في العالم".