دعم مجلس الجامعة العربية، المنعقد على المستوى الوزاري في جلسة طارئة أمس في القاهرة، مؤسسات الشرعية فى كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان. وشارك 14 وزيراً للخارجية في الاجتماع الذي رأسته تونس وحضره الأمين العام للجامعة عمرو موسى، وعُقد بدعوة من مصر ولبنان للبحث في الأوضاع المتدهورة في غزة ولبنان. وقبيل الاجتماع، عقد وزراء الخارجية العرب جلسة تشاورية أعقبها اجتماع مغلق اقتصر على رئيس الوفد وعضوين لكل دولة. وعلمت"الحياة"أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قدم تقريراً مفصلاً عن مهمة الوفد الأمني المصري في غزة الذي استدعاه أمس مدير الاستخبارات الوزير عمر سليمان"للتشاور". وعرض العقبات التي واجهت مهمة الوفد في غزة، مؤكداً أنه سيعود إلى القطاع فى حال استقرت الأوضاع بما يسمح للوفد ممارسة مهماته. وكان الأمين العام للجامعة عقد اجتماعاً تشاورياً مع رئيس الوفد الفلسطيني رئيس كتلة"فتح"البرلمانية عزام الأحمد استمر حوالي ساعة. وقالت مصادر عربية إن الأحمد سلّم الأمين العام مذكرة تفصيلية عن"تجاوزات قيادات في حماس وملابسات سيطرتها على قطاع غزة والانتهاكات التي ارتكبتها كتائب عز الدين القسام". ونقل الأحمد عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوته الى"ضرورة أن تكون هناك وقفة حاسمة من الدول العربية حتى تلتزم حماس بما أقرته قمة الرياض واتفاق مكة وأن تكون مرنة مع الجهود التي يبذلها الوفد الأمني المصري في غزة". وقالت المصادر إن"حماس كانت تريد المشاركة في الاجتماعات لكن الرئيس الفلسطيني أصر على أن تشكيل الوفد حق قانوني ودستوري له وليس من حق رئيس الوزراء تشكيل الوفد"، مضيفة أن"موسى بذل جهوداً جبارة لإقناع هنية بعدم مشاركة حماس لعدم وقوع مصادمات داخل الجلسة". واستبق وزير الخارجية المصري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الاجتماع الوزاري بعقد جلسة تشاورية، قال الناطق باسم الخارجية المصرية علاء الحديدي إن الجانبين اتفقا خلالها"على ضرورة احترام المؤسسات الشرعية والدستورية والتزام قوانين الدولة وإدانة كل عمل يخرج عن إطار الشرعية أو ينقلب عليها خدمة لأهداف خاصة أو إقليمية". في غضون ذلك، تلقى الرئيس حسني مبارك اتصالاً أمس من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت تناول تطورات الأوضاع في غزة وانعكاساتها على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، كما تلقى أبو الغيط اليوم اتصالين هاتفيين من وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وبريطانيا مارغريت بيكيت. سعود الفيصل واعتبر سعود الفيصل، في كلمة القاها خلال الاجتماع الوزاري، ان الاقتتال الفلسطيني"حقق حلم اسرائيل وهو زرع نار الفتنة بين الفلسطينيين وتأجيج نار الحرب في ما بينهم". واضاف ان اسرائيل ترى ان هذه الفتنة والحرب"الوسيلة لتعيش في هدوء وطمأنينة. واليوم يكاد يضع الفسطينيون بانفسهم المسمار الاخير في نعش القضية الفلسطينية". ودعا الفيصل"القيادات الفلسطينية"الى"ان تصدر اليوم بل الان امرا ليس بوقف القتال فورا بل وتحريمه والعودة الى الحوار والتفاهم حول كافة الخلافات الناشئة بينهم ويجب أن يعلموا انه لن ينتصر طرف على طرف والمكاسب التي يسعى كل طرف الى تحقيقها هي مكاسب زائلة". واعتبر انه"لا غالب ولا مغلوب في هذا الصراع وانما الكل خاسر". وزاد:"لا نعتقد ان علينا ان نعرض حلولا على المتصارعين وانما نتوقع منهم أن يأتوا بحلول تطفئ الفتنة".