كشفت مصادر في التيار الصدري ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مصرّ على تمديد فترة تجميد اعمال"جيش المهدي"التابع له ستة اشهر اخرى على رغم الاعتراضات الواسعة داخل التيار، وخصوصاً البرلمانيين منهم. وذكرت مصادر قيادية داخل التيار الصدري ل"الحياة ان"مقتدى الصدر سيعلن خلال ايام تمديد تجميد نشاطات جيش المهدي ستة اشهر اخرى على رغم التقارير التي رفعتها اللجان التي شكلها التيار، وأهمها اللجنة البرلمانية، واعتبرت ان قرار التجميد قاد الى تسهيل استهداف قيادات التيار وشن حملات اعتقال وقتل منظمة ضده". وشدد قيادي في التيار رفض كشف اسمه ان"الخطوة التالية تتمثل بالتوجه الى العمل المؤسساتي والركون الى القانون كفيصل بين الجميع". ولفت القيادي الى ان"كل تشكيل من تشكيلات جيش المهدي بات يضم واحدة من لجان التطهير"موضحاً ان"عملية التطهير واجهت ردود فعل عنيفة من بعض تشكيلات جيش المهدي". وكان الصدر قرر تجميد نشاطات"جيش المهدي"نهاية آب أغسطس الماضي على خلفية تورط بعض عناصره في احداث العنف التي شهدتها مدينة كربلاء إبان الزيارة الشعبانية حينها. وجدد مدير المكتب الاعلامي للصدر في النجف الشيخ صلاح العبيدي التأكيد ان"بعض القيادات في التيار الصدري رفعت مطالب الى الصدر تدعوه الى الغاء قرار التجميد"وزاد ان"هذه الدعوات تصاعدت بعد زيارة وفد من التيار المعتقلين من افراد جيش المهدي في الديوانية، بعد المعارك المسلحة هناك، حيث تبين ان أنصار الصدر تعرضوا لانتهاكات وسوء معاملة من جانب السلطة المحلية في المحافظة". لكن العبيدي أكد ان"مقتدى هو الذي يملك القرار بتمديد تجميد انشطة جيش المهدي او وقفه". وتوقع قيادي آخر في التيار الصدري هو الشيخ حازم الطالقاني ان"يصدر مقتدى قرار تجميد نشاطات جيش المهدي لفترة اخرى، خصوصا بعد المعارك التي شهدتها محافظاتجنوبالعراق أخيرا بين جيش المهدي والقوات الحكومية، ما دفع بمقتدى الى اعلان البراءة ممن يقوم بأعمال مسلحة". ولفت الطالقاني في اتصال مع"الحياة"الى ان"قرار تمديد التجميد ربما لن يكون الاخير بل سيستمر هذا التجميد لحين إعادة هيكلة جيش المهدي وتحويله الى منظمة مدنية انسانية على غرار قوات بدر". وكان مكتب الصدر في النجف اصدر قبل ثلاثة أيام بيانا اعلن فيه الصدر البراءة من أفراد"جيش المهدي"المخالفين لقرار تجميد النشاطات. كما اعترف مقتدى قبل فترة بوجود عناصر في"جيش المهدي"وصفها بأنها"مجرمة وفاسدة"، وتبرأ من"كل عنصر يتورط في قتل عراقي". ويلفت قياديون داخل"جيش المهدي"الى ان قرار تمديد التجميد سيخلق المزيد من الانشقاقات في صفوف التيار. وقال آمر كتيبة في"جيش المهدي"في الكوفة ل"الحياة"امس ان"بعض قيادات جيش المهدي لم تتوقع ان يصدر قادتها، وعلى رأسهم مقتدى، بيانات واوامر تسيء الى عناصر جيش المهدي وتتبرأ منها بهذا الشكل"معتبراً ذلك"خذلاناً وبمثابة تشريع لقوات الاحتلال ومعاونيهم بالتعرض لنا وتصفيتنا". واضاف:"نحن نعرف ان هناك مؤامرة تحاك ضد جيش المهدي لتصفيته، لكننا لا نعلم الى الآن ان كانت المؤامرة تحاك من داخل التيار ام من خارجه"معتبراً"قرار البراءة اعلاناً ضمنياً بالتخلي عنا". وكانت جماعات تطلق عليها القوات الاميركية اليوم اسم"الكتائب الخاصة"تمردت على قرار تجميد نشاطات"جيش المهدي"، فيما كشفت"المجموعة الدولية لإدارة الأزمات"في تقرير لها الجمعة ان"قوات جيش المهدي منيعة في معاقلها"وحذرت الجيش الاميركي من استفزازها اذ انه"سيخاطر بإشعال العنف من جديد الذي كاد يؤدي الى حرب أهلية".