رايلا أودينغا، زعيم المعارضة الكينية الذي أمضى تسع سنوات في السجن في سبيل مبادئه السياسية، هو سياسي محنك، ماهر في عقد التحالفات السياسية، ويقدم نفسه نصيراً للمعدمين، في بلد تسود فيه الفوارق الاجتماعية. وأودينغا أبرز خصوم الرئيس الكيني مواي كيباكي في انتخابات 27 كانون الأول ديسمبر، خاض للمرة الثانية السباق الرئاسي بعد محاولة أولى فاشلة في 1997. ولد اودينغا في 7 كانون الثاني يناير 1945 في مقاطعة نيانزا غرب، وهو ينتمي الى قبيلة لوو ثالث أهم قبائل كينيا والتي تدعمه، لكنه يحظى في شكل أعم بدعم الطبقات الفقيرة. وأودينغا، المستثمر الصناعي الذي يقدم نفسه على انه اجتماعي ديموقراطي، ترشح أيضاً لاعادة انتخابه في دائرة لانغاتا نيروبي، النائب عنها منذ 1992، والتي تضم كيبيرا، أحد اكبر مدن الصفيح في أفريقيا. وأودينغا هو مرشح حزب الحركة الديموقراطية البرتقالية المعارض. خلال مسيرته السياسية الطويلة، كثف تحركاته السياسية وتحالفاته وغيّر انتماءه الحزبي مراراً. ويتهمه خصومه بأنه انتهازي ومستبد وشعبوي. وكان شغل مناصب وزير الطاقة ووزير البنى التحتية للطرق ووزير العمل والإسكان. يتمتع اودينغا بجاذبية، وهو ماهر في تعبئة الجماهير وفرض نفسه مدافعاً عن الشباب والمحرومين، ونصيراً لتقاسم"أكثر عدلاً"لثروات البلاد، التي يعيش اكثر من نصف سكانها بأقل من دولار في اليوم. يشير خصومه الى ان وضع كيبيرا، كبرى مدن الصفيح في نيروبي، لم يشهد تحسناً خلال ولايته، ويأخذون عليه تنقله بسيارة دفع رباعي ضخمة. حقق رايلا اودينغا"ضربة سياسية"في 2002، حين تسبب في انهيار الاتحاد الوطني الأفريقي لكينيا، بزعامة الرئيس السابق دانييل اراب موي، الحزب الحاكم في كينيا منذ الاستقلال في 1963. واسهم بذلك حينها بقوة، في انتخاب الرئيس الحالي كيباكي، الذي اصبح حاليا اشد خصومه. في تشرين الثاني نوفمبر 2005، أقيل أودينغا من الحكومة مع العديد من الوزراء الآخرين بسبب معارضتهم مشروع دستور دعمه كيباكي. ورفض مشروع الدستور من قبل 60 في المئة من الكينيين، مما شكل ضربة لكيباكي. ونال اودينغا لقب"الصلب"، اثر السنوات التسع التي أمضاها في السجن وضمنها سنوات عدة في الحبس الانفرادي. وكان نظام الرئيس موي سجنه أول مرة في 1982 مع والده الناشط من اجل الاستقلال جاراموجي اوجينغا اودينغا، للاشتباه في ضلوعه في انقلاب فاشل. ثم سجن رايلا اودينغا في 1988 ثم في 1990 من دون محاكمة. لدى الإفراج عنه، اختار هذا الأستاذ في جامعة نيروبي، والحاصل على شهادة عليا في الميكانيك، والطالب السابق في ألمانياالشرقية, المنفى في النروج. وكان يقيم هناك حين اجاز الرئيس موي التعددية السياسية في كينيا في 1991. واودينغا متزوج وأب لأربعة أطفال سمى أحدهم فيدل، تيمناً بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو.