"سويني تود..." إخراج: تيم بورتون تمثيل: جوني ديب - هيلينا بونهام كارتر منذ زمن بعيد ومحبو السينما ينتظرون عرض كل فيلم جديد لتيم بورتون بقدر كبير من التشوق. فهو، الى لغته السينمائية الأخاذة، واختياره وإدارته لأفضل الممثلين، يفاجئ دائماً بمواضيعه وأجوائه، وحتى بتنقله عبر الأزمان. في هذا الفيلم الجديد يأخذنا الى لندن القرن قبل الماضي وتحديداً الى دكان ذلك الحلاق المرعب الذي"يحلو له"بين الحين والآخر أن يجز رؤوس وأعناق زبائنه بدلاً من أن يكتفي بجز شعرهم أو لحاهم. فيلم رعب مرعب؟ أجل لكنه في الوقت نفسه فيلم غنائي صاخب. ألم نقل أعلاه أن بورتون يفاجئ متفرجيه دائماً! "ستكون هناك دماء" إخراج: بول توماس أندرسون تمثيل: دانيال داي لويس منذ سنوات والسؤال مطروح: أين هو بول توماس أندرسون؟ ذلك أن مخرج"ماغنوليا"شبه غائب، عن الأضواء منذ فيلمه"غرام حيص بيص"الذي لم يرض كثراً من معجبيه. هذه المرة، إذ عاد بفيلم مقتبس من رواية لواحد من أعمدة الأدب الاشتراكي الأميركي آبتون سنكلير، من المؤكد أنه راح بسرعة يستعيد مكانته بعمل تدور أحداثه عند منعطف القرنين السابقين متحدثاً عن الزيت النفط وعن ذروة لحظات ولادة عالم الأعمال والبيزنس والحلم في أميركا... ولكن ليس على خلفية زاهية، إنما على خلفية من الصراعات وضروب الكراهية والعنف، كان سنكلير ? شريك اينرنشتاين في فيلم"لتحيا المكسيك"? قد رسمها في روايته الشهيرة"نفط". *"دارفور الآن" إخراج: تد براون تمثيل: دون شيديل وآخرون حتى دارفور صار في هوليوود فيلماً سينمائياً روائياً بل فيلماً يستقبله النقاد بحفاوة وإن لم يكن لأدائه الفني، المتوسط في نظر كثر، بل لأنه فيلم"يحدد على الأقل مكان السودان على خريطة العالم"بحسب ما قال، متهكماً الناقد روجر ايبرت. في الفيلم لدينا البطل دون شيديل، الذي اكتشف قضية دارفور ومذابحها فيما كان يقوم ببطولة فيلم"أوتيل رواندا"فما كان منه إلا أن بدأ يتصل بمن يعرفهم في الأممالمتحدة ليقنعهم ليس فقط بصواب التدخل العالمي هناك لإنقاذ المدنيين، بل بالضرورة الأخلاقية لمثل هذا التدخل. والفيلم، انطلاقاً من هذه الحكاية يعرّف جمهوره على القضية وأهلها بقدر لا بأس به من النيات الطيبة.